2024
مارس
28
آخر تحديث
صراع العمالقة: هل تؤثر أتمتة الموارد البشرية على العاملين في المجال؟
بدأ كل شيء عام 1830م عندما اندلعت أعمال الشغب التي أُطلق عليها اسم (Swing Riots) من طرف المزارعين في جنوب وشرق إنجلترا، وكانت "مَيْكنة الزراعة" هي أحد الأسباب الأكثر بروزًا لهذه الاحتجاجات، وعلى مرّ التاريخ أدى ارتفاع أتمتة العمليات إلى زيادة الاضطرابات العُمّالية، وبعد أن شق التحول الرقمي أو الأتمتة، طريقه نحو مختلف الصناعات والمجالات، وصل إلى الموارد البشرية أيضا، وقد واجهت بدورها مثل باقي المجالات، تحديات كثيرة بعد أن أصبح مصطلح "الأتمتة" مرتبطًا بمخاوف تأثير هذه العملية على الوظائف، والمهارات، والقدرات البشرية.
إذن، هل هناك صراعٌ بين أتمتة العمليات في الموارد البشرية، وبين القوى البشرية العاملة في هذا المجال؟ تابع قراءة هذا المقال لتكتشف الحقيقة وراء ذلك!
جدول محتوى المقال:
- معنى أتمتة
- حقيقة الصراع بين الأتمتة والقوى العاملة
- فوائد محققة لأتمتة الموارد البشرية
- المهام التي تتم أتمتتها في إدارة الموارد البشرية
ما الذي تعرفه عن الأتمتة؟
رغم أن الفضل في التاريخ المُبكر للأتمتة يعود لجهود العلماء العرب واليونانيين، إلا أن مصطلح "الأتمتة"، ظهر لأول مرة حوالي عام 1946م في صناعة السيارات، وقد صاغه المهندس في شركة فورد موتور " دي إس هاردر" في ذلك الوقت، لوصف الاستخدام المتزايد للأجهزة، وأجهزة التحكم الأوتوماتيكية في خطوط الإنتاج الآلية، وتعني الأتمتة: " مجموعة واسعة من التقنيات التي تقلل من التدخل البشري في مختلف العمليات والصناعات".
بمجرد بدء الإجراء، تتم العملية من تلقاء نفسها ويتم تشغيل الخطوات واحدة تلو الأخرى في إطار سير العمل (العملية التي تسمح بالتسلسل الآلي للعديد من المهام)، واليوم، بفضل حلول مخصصة، أصبحت أتمتة العمليات في متناول الجميع، ويمكن لمدراء الموارد البشرية دون امتلاك مهارات تقنية خاصة بالضرورة، إتمام مهام سير العمل الخاصة بهم.
ما هي حقيقة الصراع بين الأتمتة والقوى العاملة؟
منذ ظهر الذكاء الاصطناعي بمختلف أشكاله شعرت القوى العاملة بالقلق من أن يتم استبدالها بالآلة، وربما تطورت مخاوف الإنسان بشكل عام منذ العام 1978، مع أول مواجهة حقيقية بين الإنسان والآلة؛ خلال هذا الوقت، هزم الكمبيوتر العملاق الفائق والمتخصص في الشطرنج (آي بي إم ديب بلو) IBM Deep Blue بطل الشطرنج العالمي غاري كاسباروف، وبعد عشرين عامًا على تلك الواقعة، هزمت "ألفا غو" Alphago أفضل لاعب في لعبة "الغو" Go، الصيني "Ke Jie كي جي"، وأًصبحت أول برمجية تهزم لاعبًا بشريًّا محترفًا في هذه اللعبة، وإذا كان حاسوب "ديب بلو" قد فاز فقط بفضل قوته الحاسوبية وقاعدة بياناته، فإن برمجية "ألفا غو" كان لديها أيضًا قدراتٌ متفوقة في التدريب الذاتي!
يمكن القول أن مخاوف الإنسان من القدرات التي طوّرها هو بنفسه في الذكاء الاصطناعي والأتمتة، بدأت عندما أظهرت هذه الأنظمة المتقدمة مستوَى من القدرة والأداء؛ يفوقان من نواح كثيرة قدرات البشر على إنجاز الأنشطة نفسها، ولكن، هل يمكن تسمية ذلك بـ "الصراع"؟ وهل من المنطق أن يثير دمج التكنولوجيا في قسم الموارد البشرية مخاوف العاملين فيه؟
بشكل عام، لم تُشكل الأتمتة أي تهديد لا قديما ولا حديثا، فمنذ فجر الثورة الصناعية، اكتشف العمال الذين بدؤوا حركات احتجاجية ضد الآلة، مثل اللاضيين The Luddites (حركة مناهضة لظهور الآلات) في القرن التاسع عشر في بريطانيا، والذين كانوا يخشون أن يتم استبدالهم بالآلات وتركهم عاطلين عن العمل بشكل دائم، وحتى الآن، اكتشفوا أن هذه المخاوف كانت خاطئة في الغالب وأن الآلات ليست عدوا لهم! وعلى صعيد الموارد البشرية، يمكن القول أن ما قام به التحول الرقمي هو تغيير الأدوار التقليدية في الموارد البشرية، فما هي فوائد التحول الرقمي في الموارد البشرية؟ ولماذا ينبغي أن تستثمر في أتمتة عمليات هذا القسم؟
فوائد محققة لأتمتة الموارد البشرية
تلعب أتمتة عمليات قسم الموارد البشرية دورًا مهمًا في توفير أفضل تجربة للعاملين في القسم، ولموظفي الشركة على حد سواء ولكن، مازالت الكثير من الشركات تتجاهل أهمية التحول الرقمي في عمليات الموارد البشرية في القرن الحادي والعشرين، حيث تكافح الشركات لتظل في مضمار المنافسة!
لماذا ينبغي على الشركات تبنّي الأتمتة؟ إليك 7 فوائد لأتمتة الموارد البشرية:
تقليل الأعباء
قسم الموارد البشرية من أكثر الإدارات حيوية في أي منشأة، وحتى وقتٍ قريبٍ كانت أداء جميع المهام يتم يدويا وورقيا، حتى تم اعتماد حلول أتمتة الموارد البشرية من طرف الكثير من الشركات، فقد قامت 45% من أقسام الموارد البشرية باستخدام الأتمتة في المهام اليومية، وتعتقد 7 من أصل 10 شركات أن الأتمتة يمكن أن تساعد في بناء فرق أكثر فعالية وأكثر نجاحًا.
في السابق، كان أداء إدارة الموارد البشرية يقتصر على تكرار المهام نفسها -والتي لا تنتهي- من شهر إلى آخر، وحتى من يوم إلى آخر (دمج الموظفين الجدد، والاستجابة لطلبات الموظفين، ومعالجة الإجازات، رفع الرواتب.. إلخ)، ولكن ظهور الأتمتة منح موظفي الموارد البشرية مزيدًا من الوقت للتركيز على المهام الإستراتيجية التي تضيف قيمة حقيقية للشركة.
ربح الوقت
الفائدة الرئيسية لأتمتة إدارة الموارد البشرية هي توفير الوقت، تتيح أتمتة عمليات الموارد البشرية أداء المهام اليدوية المتكررة بدقة وسرعة لا مثيل لهما، فهي توفر على الموظفين وقتًا ثمينًا يقضونه في المستندات وأداء المهام الروتينية بشكل مباشر، ويمكن للموارد البشرية والموظفين الآخرين الآن العمل بشكل أكثر إنتاجية وقضاء ذلك الوقت في مهام عالية الكفاءة، وتعتبر أتمتة المهام المتكررة، واستبعاد التدخل اليدوي، وسد فجوات العمليات هي مجرد أمثلة قليلة على ذلك.
زيادة الإنتاجية في القسم
تساعد أتمتة العمليات على توفير الوقت في المهام التي يتعين على موظفي الموارد البشرية القيام بها، وزيادة الإنتاجية نظرًا لأنه لم يعد من الضروري القيام بالعديد من الخطوات يدويًا، وتساعد الأتمتة أيضًا في تجنّب نسيان بعض المهام، كما وتضمن سلامة أيضا العمليات والامتثال للقوانين والمعايير، ومن خلال أتمتة المهام يتمتع مدراء الموارد البشرية أيضًا بإمكانية إنشاء مؤشرات لمراقبة نشاط القسم.
تركيز أكبر على الأشخاص
بدل الغرق في طوفان المهام الإدارية، أصبحت قسم الموارد البشرية بفضل أتمتة العمليات، أكثر فأكثر تركيزا على الموظفين، وهو ما يضمن ارتفاع معدل الرضا الوظيفي، وزيادة الاحتفاظ بالموظفين، واستقرار الشركة في ظل حرب استقطاب المواهب بين الشركات، وساهمت أنظمة الموارد البشرية الرقمية في تغيير طرق تفاعل الشركات مع موظفيها، وتحسين أداء القسم، وموظفي الشركة بشكلٍ عام.
تحديث مستمر للبيانات
تسمح أتمتة إدارة ملفات الموظفين أيضًا للموارد البشرية بالاحتفاظ بالمستندات المحدثة بشكل دائم، على سبيل المثال، إذا كان لديك موظفون يحتاجون إلى تجديد تصريح الإقامة، مع أتمتة العملية، ستتلقى إشعارًا بتاريخ انتهاء صلاحية المستند، وسيتيح هذا الوقت لقسم الموارد البشرية والموظف لإرسال المستند الجديد، وبالتالي، لن يكون هناك المزيد من مخاطر خرق اللوائح، على سبيل المثال يمكن للأدمن في نظام جسر رفع أنواع مختلفة من المستندات في ملف الموظّف الموظف (الهوية / الإقامة، رخصة القيادة، جواز السفر..إلخ)، والاستفادة من ميزة التنبيه مع اقتراب انتهاء صلاحية هذا النوع من المستندات.
تكاليف أقل
إضافةً إلى فوائد أتمتة مهام الموارد البشرية التي تشمل توفير الجهد، وتحقيق وفوراتٍ في التكاليف، والمواد، لا تتطلب أتمتة عمليات الموارد البشرية أيضًا استثمارات أولية كبيرة أو تكاليف صيانة عالية، إذ تُقدّم معظم أنظمة أتمتة الموارد البشرية في سوق العمل نموذج الدفع أولًا بأول، مما يجعله خيارًا مثاليًا للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تحتاج إلى تنمية عمليات الموارد البشرية في حدود ميزانيتها.
حماية البيانات
تتضمن أتمتة الموارد البشرية استخدام البرامج التي تدعم البيانات المهمة للخدمات السحابية، مما يحميك من فقدان البيانات في حالة نشوب حريق أو فشل تكنولوجيا المعلومات في المقر الرئيسي، كما أن الأتمتة تقلل من مخاطر الأخطاء التي تعد جزءًا طبيعيًا من أي عملية يدوية، ويمكن أن تؤدي بعض هذه الأخطاء إلى مشاكل كبيرة من حيث النزاعات الضريبية والمسائل القانونية وغيرها من القضايا المكلفة.
ما هي المهام التي تتم أتمتتها في إدارة الموارد البشرية؟
الاستثمار في الأتمتة يساعد في تحقيق عمليات أكثر كفاءة وأمانًا وسرعة، وبالمقابل لن يكون هناك صراعٌ محتملٌ بين الأتمتة، وبين العاملين في قسم الموارد البشرية وعلى العكس، مع عدد أقل من الأخطاء، تساعد أتمتة الموارد البشرية في تحسين التوازن بين العمل والحياة لموظفي القسم، وتحسين الجودة والدقة والأداء، ورفع مستوى خبرات الموظفين، ووفقا لمجلة فوربس العالمية، يمكن الآن أتمتة معظم عمليات الموارد البشرية، على سبيل المثال من أهم المهام التي يساعد نظام جسر على أتمتها بشكل متكامل في إدارة الموارد البشرية:
- إدارة ملفات الموظفين والمستندات
- إدارة الحضور والانصراف
- إدارة مسيرات الرواتب المرتبطة مع (المستحقات، الوقت الإضافي، الحسومات وغيرها)
- الإجازات والطلبات
- جدولة الدوامات
- إدارة الأداء وتقييم الموظفين
- التقارير (تقارير الرواتب، تقارير الحضور والانصراف، تقارير التأمينات، تقارير المكافآت، تقارير الأداء، تقارير الإجازات، تقارير الطلبات النشطة وغيرها)
وأخيرا..
تُقرّ العديد من الشركات، بأن الأتمتة ستوفر الوقت والجهد الثمين للموارد البشرية، والمفتاح هو أتمتة المهام الصحيحة باستخدام البرنامج المناسب، ويدرك مدراء الموارد البشرية اليوم كيف يمكن للتكنولوجيا الفعالة أن تساعد أعمالهم، فهُم يبحثون عن أنظمة الموارد البشرية الحديثة والمرنة والديناميكية لتلبية الاحتياجات المتطورة لأعمالهم، فالتكنولوجيا الجديدة تعني أوراقًا أقل، ونماذج أقل، وملفات أقل، واضطرارًا أقل لفعل كل شيء، باختصار التكنولوجيا هي محرّك النمو، وما ينبغي علينا فعله، ليس تغذية المخاوف أو الصراع بين الإنسان والأتمتة بشكل عام ولكن، أن نتمكن من المواءمة بين العمل البشري، وحلول الأتمتة الذكية!
لعلك تتساءل، كيف تبدأ في أتمتة إدارة الموارد البشرية باعتبار أن خطوة التحول الرقمي، أو أتمتة الموارد البشرية ليس شيئًا يمكنك القيام به بين عشية وضحاها، إذ يتطلب الأمر استراتيجية فعالة، ولكننا هنا في جسر لمساعدتك لإحداث هذا التغيير، والنقلة الكبيرة في إدارة الموارد البشرية.. إذن، هل أنت جاهزٌ لجني ثمار أتمتة العمليات في قسم الموارد البشرية مع نظام جسر المرن والمتكامل؟ جربه مجانا الآن!
اقرأ أيضًا على مدونة جسر
اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية
ابدأ الآن مع جسر
اطلب العرض التوضيحي الخاص بك