أفضل سياسات الموارد البشرية الناجحة في المملكة لعام 2025

تُعَد معرفة أهم سياسات الموارد البشرية ركناً لا غِنى عنه لتنظيم سير العمل وهيكلته. وهي تساعدك على اعتماد أفضل الإستراتيجيات المتناغمة مع أهداف شركتك ورؤيتها، مما يُوفِّر وضوحاً وشفافيةً للموظفين والمسؤولين على حدٍ سواء. إضافةً إلى ذلك، تُساهم سياسات الموارد البشرية في تقريب المفاهيم وإعلام الموظفين بما يُتوقَع منهم داخل منشأتك، سواءً أتعلق الأمر بمعايير الأداء أو كيفية تأدية العمل أو غيرها من الأمور المرتبطة، مما يُحافظ على استمرارية العمل وفق أُسسٍ مُحددة وواضحة للجميع، وبذلك ستُجَنِّب شركتك التحديات المتعلقة باختلاف التوقعات والتَطلعات.  

وبناءً على هذه المعطيات، من المهم السعي إلى اعتماد أفضل سياسات الموارد البشرية في شركتك. وربما تسألني هنا عن كيفية البدء. وهذا ما سأُجيبك عنه خلال الأسطر القادمة. لذا، تابع قراءتك معي بعناية.. جاهز؟

لكن دعنا نبدأ أولاً بهذا السؤال التمهيديّ..

ما المقصود بسياسات الموارد البشرية؟

يمكن النظر إلى سياسات الموارد البشرية على أنها مجموعة من الإرشادات الرسمية المكتوبة التي تُوضِّح الطرق المثالية للتعامل مع توقعات الموظفين وتحديات بيئة العمل والالتزامات التنظيمية والإدارية.

تناقش كل سياسة من سياسات الموارد البشرية موضوعاً مُحدداً. وهي تحتوي على وصفٍ للموضوع، مع توضيحٍ للموظفين الذين تنطبق عليهم هذه السياسة  (على سبيل المثال، جميع الموظفين العاملين بالمنشأة أو الموظفين الذين يعملون بدوامٍ جزئيّ أو كاملٍ.. إلخ).

إضافةً إلى ما سبق ذكره، عادةً ما تتضمن سياسات الموارد البشرية ما يأتي:

• توضيح الخطوط العامة لمسارات التطور الوظيفيّ داخل الشركة.
• مجموعة من القواعد الإرشادية التي تُوضِّح المعايير المتبعة داخل المنشأة.
• آليات الإبلاغ التي يمكن اللجوء إليها عند حدوث أخطاءٍ أو انتهاكات.
• التوابع التي يمكن أن يُواجهها المسؤولين أو الموظفين عند انتهاك أي سياسة مُعتمدة.
• عرض ثقافة الشركة وقِيمها ورؤيتها وأهدافها فيما يتعلق بالجوانب الإدارية والتنظيمية.

ملحوظة: عادةً ما تُضَمَّن سياسات الموارد البشرية في كُتيّب إرشادات يُشارَك مع الموظفين فور تعيينهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو..

ما أهم سياسات الموارد البشرية في السعودية؟

1. سياسة الحضور والانصراف

تهدف هذه السياسة إلى توضيح الطرق المتبعة لإدارة حضور موظفيك وانصرافهم، بدءاً من آليات تسجيل الحضور والانصراف، مروراً بكيفية حساب ساعات العمل الإضافيّ، وانتهاءً بتقارير الحضور التي تهدف إلى معرفة مستوى التزام موظفيك بــ ساعات العمل المعتمدة وفق ما أقره نظام العمل السعودي.

من المفيد أن تُوضح هنا أيضاً النتائج المترتبة على التخلف عن الحضور أو التأخير المتكرر، مثل بيان نسبة الخصومات أو تأثير ذلك على الإجازات أو نظام المكافأة أو الترقية داخل شركتك.

توصية في الصميم: إن أردت معرفة المزيد حول هذه النقطة، أنصحك إذاً بمراجعة المقال التالي الذي شرحنا فيه أهم التفاصيل المتعلقة بــ نظام الحضور والانصراف.

2. سياسات الراتب

إذا فكرت معي هنا، ستجد أن تزويد موظفيك براتبٍ عادلٍ وتعويضاتٍ مميزة يساهم في استقطاب الكفاءات ويزيد من احتمالية جذبهم للعمل معك. وبناءً على ذلك، ينبغي العناية بضوابط سياسة الرواتب وشروطها؛ لما تُظهره من احترافية في التعامل مع احتياجات العاملين وتقدير جهودهم.

ويجب أن تتضمن سياسة الرواتب ما يأتي:

• الإجراءات المعتمدة في شركتك لــ إنشاء مسيرات الرواتب.
• آليات دفع الرواتب المعتمدة ومواعيدها.
• بيان ضوابط ساعات العمل الإضافية.
• إيضاح تفاصيل التعويضات والمزايا التي يحصل عليها الموظفون.
• ذكر تفاصيل التأمينات وخطط التقاعد وغيرها من الأمور المرتبطة.

وكما يُشترط ذكر تفاصيل المكافآت والبدلات، من المهم توضيح الأمور التي لا تُغطيها هذه الامتيازات. أَوضِحْ أيضاً سياسات الموارد البشرية المتعلقة بالحالات الاستثنائية، مثل حالات الوضع أو الزواج أو الوفاة.

توصية في الصميم: إن كنت تُوظِّف العاملين في شركتك بعقودٍ مختلفة، مثل عقد العمل الجزئي أو المؤقت أو العرضي أو الموسمي أو غيرها من أنواع عقود العمل في السعودية، ينبغي لك إذاً توضيح ما يتلقاه الموظفون من بدلاتٍ ومكافآتٍ في حالة كل عقدٍ بطريقةٍ دقيقة لا تحتمل اللبْس.

3. سياسة الصحة والسلامة المهنية

إن كان يتعرض موظفوك أو جزءٌ منهم إلى مخاطر مرتبطة بنشاط العمل أو بيئته، فمن المهم أن تُوضِّح لهم سياسات الصحة والسلامة المهنية المتبعة في شركتك. يُساعدك ذلك على الامتثال لقوانين نظام العمل السعودي، كما يُعزز من معايير الأمان في المنشأة بما يَحمي صحة الموظفين وسلامتهم.

وفيما يلي مجموعة من الأمور التي قد تُضمنها في سياسة الصحة والسلامة المهنية:

• الإرشادات والقواعد المعتمدة للتعامل مع الأجهزة والأدوات الخطرة.
• كيفية التعامل مع حالات الطوارئ.
• طُرق الإبلاغ عن إصابات العمل.
• الآلية التي تتبعها الشركة للتعامل مع إصابات العاملين.

ملحوظة مهمة: يتخطى الاهتمام بصحة الموظفين وسلامتهم الجوانب الجسدية؛ إذ يجب النظر إلى جوانب الصحة النفسية ومراعاة الموازنة بين العمل والحياة. لذا، لا تنسَ تزويد موظفيك بسياساتٍ شاملة تهتم بصحتهم الجسدية والنفسية وتُؤهلهم بها للتعامل مع ضغوط العمل وتحدياته بكفاءة.

4. سياسة الإجازات

من المهم أن يفهم موظفوك سياسات الموارد البشرية المرتبطة بالإجازات وأوقات الراحة. ويُحدد نظام العمل مجموعة من القواعد التي تضبط إجازات الموظفين وأوقات راحتهم بما يُحافظ على استمرارية العمل دون التأثير على حقوق العاملين.

لذا، يجب الاطلاع الوافي على هذه الضوابط قبل كتابة سياسة الإجازات في منشأتك. ولتفاصيل أكثر حول هذه النقطة، يمكن الرجوع إلى هذا المقال الذي أوضحنا فيه جميع أنواع الإجازات في نظام العمل السعودي ومدة كل نوع.

لكن بصورةٍ عامة، هذه مجموعة من الأمور التي يُنصح بتضمينها في سياسة الإجازات:

• الآليات المتبعة في الشركة لتَلقي طلبات الإجازات وتنسيقها.
• تفاصيل الإجازات المُعتمدة في شركتك ومدة كل نوع (يجب ذكر ضوابط الإجازات على اختلاف أنواعها، مثل الإجازات السنوية والإجازات المرضية وإجازات المناسبات والأعياد وإجازات الوفاة والزواج والوضع.. إلخ).
• إيضاح مَن ينطبق عليهم شروط الحصول على الإجازات أو تعويضاتها (على سبيل المثال، لا تلتزم الشركات بتعويض الموظفين العاملين بنظام العمل المَرِن عن جميع الإجازات مدفوعة الأجر، مثل الإجازات السنوية أو المرضية وفق ما أوضحه الدليل الإجرائي لتنظيم العمل المرن).

5. سياسة تقييم الأداء

من الضروري امتلاك إجراءات واضحة لــ متابعة أداء الموظفين وتقييم إنتاجيتهم؛ إذ تساعدك هذه السياسات على فَهم مستوى الأداء بطرقٍ دقيقةٍ مستندةٍ إلى بيانات، مما يُساهم في اكتشاف فرص التحسن ويُعرفك أكثر على مناطق الضعف التي تحتاج إلى معالجةٍ سريعة.

إلى جانب ذلك، سيتمكن الموظفون من التعرف على المعايير التي تُقيِّم أدائهم ومستوى إنجازهم؛ مما يزيد من معدل الشفافية والوضوح في شركتك. وبناءً على هذه المعطيات، من المهم تزويد الموظفين بمعلوماتٍ عما يأتي:

• بيان أهم المعايير المعتمدة لتقييم الإنتاجية.
• توضيح الآليات المستخدمة لتتبع أداء العاملين وإنشاء التقارير.
• ذكر كيفية مشاركة الملحوظات والتوصيات.

ولا يجب الاكتفاء بذكر ضوابط تقييم الأداء الرسمية فقط، بل يجب أن تُشير أيضاً إلى إستراتيجياتك غير الرسمية في متابعة الأداء وتقييمه، مثل ملحوظات مديري الفِرق وتوصياتهم، وأداء العاملين في الاجتماعات.. إلخ.

ملحوظة مهمة: قد يفيدك أن تذكر في هذه الجزئية من سياسات الموارد البشرية خطط تطوير وتدريب الموظفين ونظام المكافآت المُتبع داخل الشركة؛ وذلك حتى تُحفزّ العاملين على الاهتمام بعملية تقييم الأداء وموارنة جهودهم مع أهداف المنشأة ورؤيتها.

وبعد هذا العرض السريع لهذه السياسات، ربما تسألني هنا عن..

كيفية كتابة سياسات الموارد البشرية بطريقةٍ فعالة ودقيقة

تختلف صياغة سياسات الموارد البشرية من شركةٍ إلى أخرى. ومع ذلك، يمكن الاستعانة بالقالب الاسترشادي التالي لتوحيد صيغة السياسات في المنشأة؛ إذ يجب أن تحتوي كل سياسة على ما يأتي:

• اسم السياسة.
• تاريخ تطبيقها (يجب أن تُضمِّن أيضاً تاريخ المراجعات أو التحديثات).
• اسم الشخص المسؤول عن مراجعة السياسة وتحديثها.
• الغرض من هذه السياسة.
• تعريفات المصطلحات المستخدمة في السياسة لإزالة أي لَبْسٍ مُحتمل.
• ضوابط السياسة وتفاصيلها الرئيسية.
• توضيح مَن تنطبق عليهم هذه السياسة (يجب ذكر حالات الاستثناء بوضوح).

توصية في الصميم: ينبغي التأكد من سهولة الوصول إلى سياسات الموارد البشرية داخل شركتك في أي وقت. لذا، يُفضل أن تشارك سياساتك في أكثر من موضع، مثل كتيب الإرشادات وموقع شركتك الإلكتروني. وإن أردت الاطلاع أكثر على تشريعات نظام العمل، أُوصيك بتحميل كتابنا الشامل الذي أوضحنا فيه حقوق الموظفين في القطاع الخاص السعودي استناداً إلى آخر التحديثات والتوصيات.

الخلاصة

بسبب صعوبة اعتماد السياسات المناسبة وتعقيداتها، من المُوصى به استخدام الأتمتة لتسهيل عمليات المتابعة ولزيادة دقة البيانات. وهذا ما يساعدك نظام جسر على تحقيقه، إذ يُهيئ لك المناخ الشامل لإدارة مسيرات الرواتب ومتابعة الحضور والانصراف وإدارة الأداء وغيرها من المهام المرتبطة.

إضافةً إلى ذلك، ستحصل على تقارير وافية ودقيقة لجميع المهام السابقة، مما يُساهم في اعتماد القرارات الأكثر حكمة. وكل هذه المزايا تعمل في تناغمٍ تامٍ وفق نظام العمل السعودي، ويَسهل ربطها مع الأنظمة والمنصات الحكومية. وبذلك، ستُحقق بتلك الخصائص شفافية أكبر تدعم قدرتك على الالتزام بضوابط سياسات الموارد البشرية في جميع الأوقات.

اعرف أكثر عن نظام جسر من هنا وعزز إدارتك للموارد البشرية من الألف إلى الياء..