تسجيل الدخول اطلب عرض تجريبي الآن
AR
اطلب عرضك الخاص الآن
AR

تطوير الموارد البشرية: أهم الإستراتيجيات لعام 2025

يُعَد تطوير الموارد البشرية أمرٌ ضروريٌ لأي منشأة تعتزم على مواجهة تحديات سوق العمل الحالية والمستقبلية. وعلى عكس الموارد المالية أو المادية، فإن الموارد البشرية تتميز بوجود إمكانات محتملة واستثنائية، ولكن يصعب على المسؤولين اكتشافها إلا بِخَلق مناخ مُرحب وداعم ومُشجع. 

وهذا هو الهدف الرئيسي من طرق تنمية الموارد البشرية، لأنها تساعد على خلق هذا المناخ باتباع عدة إستراتيجيات مُنظمة تُؤهل الموظفين لاستخدام إمكاناتهم ومواهبهم القُصوى. وإن كنت مهتمًا بمعرفةِ هذه الإستراتيجيات، فأَكْمِل قراءتك معي؛ لأنك ستتعرف على كل ذلك وأكثر في الأسطر القادمة.. جاهز؟ 

لكن دعنا نبدأ أولًا بهذا السؤال التمهيديّ.. 

ما هو مفهوم تطوير الموارد البشرية؟ 

قُدِّم مفهوم تنمية الموارد البشرية -لأول مرةٍ- على يد الأكاديمي ليونارد نادلر في عام 1969م، إذ عرّف هذا المفهوم على أنه مجموعة من «الخبرات التعليمية التي تُنَظَم لفترةٍ زمنيّة مُحددة، وهي مُصممة لغرض إحداث تغييرٍ سلوكيّ». 

في حين يرى أستاذ الإدارة علي السلمي في كتابه «إدارة الموارد البشرية» هذا المفهوم باعتباره عملية شاملة تهدف إلى إعداد القوى العاملة لمتطلبات المنشأة. ويرى «السلمي» وجوب التخطيط لهذه العملية؛ إذ يجب أن تكون مستندة إلى معلوماتٍ صحيحة، مع الأخذ في الحسبان الاتجاهات الحالية والمستقبلية.

وبغض النظر عن التعريف الأكاديمي الذي ستتبعه في منشأتك، يكفي هنا أن نتفق على أن تطوير الموارد البشرية هو توجهٌ مطلوبٌ في سوق العمل؛ لشحذ القدرات المنشودة واكتشاف مواهب الموظفين بما يُلبي أهداف الشركة وطموحات العاملين بها، خاصةً في هذا الوقت الذي يتسم بالتحول الرقميّ وما يترتب عليه من منافسة وتغيرات محلية وعالمية. 

وغالبًا ما تنطوي عمليات التنمية على أربعة محاور رئيسية، وهي

  • تقييم فعالية الموارد البشرية الحالية (يتم ذلك عادةً بالنظر إلى تقارير أداء الموظفين وتقييم إنتاجيتهم). 
  • تحديد مناطق القوة وتعيين التحديات التي تُواجهها مواردك البشرية. 
  • الوقوف على أساليب التنمية المنشودة. 
  • تنفيذ الإستراتيجيات المناسبة ومتابعة نتائجها. 

توصية في الصميم: يُحقق التحول الرقمي للمنشآت عددًا كبيرًا من الفوائد، مثل: سهولة الحصول على المعلومات وتقليل المهام الروتينية وتنمية الموارد البشرية في ظل بيئةٍ رقميةٍ ذكية. وإن أردت معرفة المزيد عن بداية التحول الرقميّ وتطبيقاته وكيف تستخدمه الشركات الطموحة، أُوصيك إذًا بتحميل كتاب التحول الرقمي في الموارد البشرية من هنا

وربما بعد هذا العَرض، يظهر لنا سؤالٌ مهم وهو.. 

ما الفرق بين تنمية الموارد البشرية وإدارة الموارد البشرية؟ 

إذا نظرت معي هنا، سترى أن المفهومين يرتبطان بالموارد البشرية في الشركات، ومع أنهما يكتملان ويتشابكان معًا في بعض النقاط، إلا أنه يمكن التمييز بينهما على هذه الأُسس: 

  • التعريف: تهتم إدارة الموارد البشرية الفعالة بتنظيم علاقات الشركة مع موظفيها، وتُركِّز في ذلك على الجوانب الإدارية والتشغيلية، في حين يهتم تطوير الموارد البشرية بتنمية مهارات الموظفين وقدراتهم. 
  • جوانب العمل: تُركِّز تنمية الموارد على تطوير أداء الموظفين وزيادة مستوى التزامهم، بخلاف إدارة الموارد البشرية التي يتسع نطاقها ليشمل العمل على استقطاب الكفاءات وتوظيف المرشحين المثاليين وإدارة مسيرات الرواتب وحل نزاعات العمل. إلى جانب المحافظة على حقوق الموظفين وفق ما يُقره نظام العمل السعودي وغيرها من المهام المرتبطة. 
  • المسؤولية: تقع مسؤولية إدارة رأس المال البشري على عاتق قسم الموارد البشرية في شركتك، وعلى وجه التحديد هي مسؤولية مدير الموارد البشرية، بينما يختلف حال تطوير الموارد البشرية، التي يُنظر إليها على أنها مسؤولية جماعية تقع على أعتاقِ جميع مديري الفِرق في المنشأة باختلاف مستوياتهم واختصاصاتهم. 

مثال توضيحي: تتولى إدارة الموارد البشرية مهامًا إدارية بحتة، مثل تحديد جدول الدوامات ووضع سياسات العمل وإستراتيجياته. أما مسؤولو تطوير الموارد البشرية، فإنهم يسعون إلى تقديم الدورات التدريبية المناسبة على سبيل المثال. وقد تُحفزّ إدارة الموارد البشرية الموظفين بمنحهم مكافآت أو حوافز، بخلاف تطوير الموارد البشرية الذي يُحفزّ العاملين بتلبية احتياجاتهم التدريبية المُلحة.

لُب السالفة: بالنظرِ إلى المعطيات السابقة، ستجد أن إدارة الموارد البشرية تُركز على الجوانب اليومية لإدارة الموظفين، في حين تهتم تنمية الموارد البشرية بتطوير مهاراتهم وإمكاناتهم من خلال التدريب المستمر، مما يعني أن إدارة الموارد أشبه بالصيانة الدورية، بخلاف تنمية الموارد المعنية بتعزيز القدرات وتطوير أداء المُنظمة ككل. 

ما أهمية تنمية الموارد البشرية؟ 

تُوفِّر حلول الموارد البشرية العديد من المزايا التي تُساعد شركتك على تحسين جودة خدماتها المُقدمة، وذلك من خلال ما يأتي: 

  • تُعزز التدريبات المُنتظمة مهارات الموظفين وتُثري مواهبهم. 
  • تزيد عمليات التطوير من ثقة الموظفين باهتمامك بهم وتُحسِّن من رضاهم. 
  • تساهم تنمية الموارد البشرية في فَهم رؤية الشركة وأهدافها. 
  • تؤثر تلك الأمور بالإيجاب على معدل الاحتفاظ بالموظفين، مما يزيد من استقرار منشأتك.
  • يبني تطوير الموارد البشرية ثقافة الشركة التدريبية ويُظْهرها بمظهرٍ احترافيّ. 
  • تُؤهل إستراتيجيات تنمية الموارد الموظفين بما يلزمهم لمواجهة التحديات الحالية والمحتملة. 
  • تكشف لك هذه الإستراتيجيات قدرات فريقك، وقد تساعد على إبراز ذوي المواهب والإمكانات الاستثنائية. 
  • تُعزز التدريبات من علاقات الموظفين معًا، وتُؤسس ثقافة العمل الجماعي وحل النزاعات والتواصل المفتوح. 
  • تُقرّب هذه الأمور من توقعات الإدارة والموظفين، مما يزيد من نسب المشاركة، ويُسهِّل إمكانية التعرف على التحديات التي يُواجهها الموظفون على أرض الواقع. 

توصية في الصميم: قد يهمك أيضًا الاطلاع على كيفية معالجة معدل دوران الموظفين المرتفع من خلال الخطوات العملية المذكورة في هذا المقال. 

ما هي مستويات تطوير الموارد البشرية؟ 

تساعدك معرفة مستويات تطوير الموارد البشرية على تحسين أداء الشركة وزيادة مُعدل إنتاج موظفيها بطريقةٍ شاملة واحترافية. وبإمكانك تحقيق ذلك بالاهتمام بثلاثةِ محاور رئيسية، وهي على النحو الآتي:

  • التنمية الفردية: يختص هذا المستوى بتطوير مهارات كل موظف في الشركة على اختلاف خبرته ودرجته الوظيفية. ويتمثل الهدف منه في تدريب الموظفين وتزويدهم بالمعلومات والسلوكيات والمهارات المنشودة، التي من شأنها مساعدتهم على الاندماج في بيئة العمل وتأدية متطلباته بكفاءةٍ أعلى.

مثال توضيحي: قد تُقدِّم الشركة هنا مجموعة من الدورات التدريبية التي تزيد من مهارات التواصل الاحترافية أو تُثقِّف الموظفين بإحد المهارات التقنية.  

  • التنمية المهنية: يختص هذا المستوى بإيجاد طرق مناسبة لتحسين حياة الموظفين المهنية. ويتم ذلك بتحديد أساليب معينة لزيادة المشاركة واعتماد المزيد من الفرص التدريبية والتنموية للموظفين، كأن تُوفِّر لهم برامج توجيهٍ مهنيّ.

مثال توضيحي: قد تسعى شركتك في هذا المستوى إلى تطوير خطط الترقية، إضافةً إلى تنفيذ برامج لتطوير القادة المستقبليين داخل المنشأة، أو حتى تقديم حوافز للمسؤولين لكي تُشجعهم على تَلقي شهاداتٍ مهنية رفيعة المستوى.

  • التنمية التنظيمية: يُركز هذا المستوى على إنشاء إستراتيجياتٍ تنظيمية تدعم عمليات التدريب وتنمية الموارد البشرية في جميع أنحاء الشركة ككل. والمقصد من هذه الإستراتيجيات هو تعزيز ثقافة التدريب والتطوير في المنشأة. كما تُنسِّق هذه الإستراتيجيات بين أهداف الشركة وتَطلعات موظفيها.

مثال توضيحي: كأن تقترح الشركة مبادرات عامة لتعزيز الابتكار والإبداع، أو التوصية باستخدام أنظمة جديدة لإدارة الموارد البشرية

لُب السالفة: تتكامل هذه المستويات على اختلاف درجاتها لتحقيق الكفاءة المهنية المطلوبة لجميع الموظفين في الشركة، التي عادةً ما تبدأ بالمستوى الشخصي، ثم المسار المهني الأكبر، وصولاً بالبنية التحتية المؤسِسِة لثقافة التدريب والتطوير في الشركة. 

كيف تُنشئ خطة مناسبة لتطوير الموارد البشرية؟  

يمكن تقسيم جهود تطوير الموارد البشرية هنا إلى جهودٍ رسمية وغير رسمية. أما الجهود الرسمية، فتتضمن تزويد العاملين بالمنشأة بخططٍ تدريبية ومساراتٍ تنموية واضحة. وعادةً ما يستلزم هذا المسار تقييم أداء الموظفين وتحليل نتائج التدريب بصفةٍ دورية. وقد يكون التدريب غير رسمي من خلال توجيهات مديري الفِرق ومشاركتهم التوصيات والملحوظات. 

وبالنظر إلى هذه المعطيات، يمكننا استعراض أهم الخطوات اللازمة لتطوير الموارد البشرية في الشركات على النحو الآتي

1. افهم موظفيك أولاً 

اقضِ بعض الوقت في تحليل الأداء الحالي للعاملين في المنشأة. تعرّف أيضًا على شخصياتهم وطموحاتهم وتوقعاتهم من شركتك، خاصةً فيما يتعلق بالتطور المهني وخيارات الترقية. تساعدك هذه الخطوات على تقريب التوقعات وقياس احتياجات الموظفين الفعلية.

وأفضل نصيحة يمكنني تقديمها لك هنا هي الاستماع بعنايةٍ وفاعلية لكل ما يقوله الموظفون؛ لأنك لن تتمكن من تحديد مجالات تطوير الموارد البشرية التي تُعطي أكبر أثرٍ إلا بالاستماع النشط. 

2. التزم بالاستمرارية 

«قليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ منقطع». لا تنطبق هذه القاعدة فقط على الحياة خارج أسوار الشركة، بل ترتبط أيضًا ببيئة العمل، التي يجب أن تتسم أساليبها في تطوير الموارد البشرية بالاستمرارية والاتساق.

لذلك، من المفيد امتلاكك لإستراتيجياتٍ واضحة ومُنظمة لتدريب الموظفين من يومهم الأول عند تَلقي الوظيفة، وحتى وصولهم للدرجات العليا. ولتحقيقِ هذا الأمر، قد يفيدك تنسيق برامج التدريب مع المتخصصين وجدولتها على فتراتٍ زمنية منتظمة، ومن ثم مراجعة هذه الجداول وتحديثها من حينٍ لآخر، بناءً على تواصلك مع الموظفين واحتياجاتهم وتوجهات السوق. 

3. ادمج الأتمتة واستعن بالأدوات الذكية 

كما أوضحت بالأعلى، يحتاج تدريب الموظفين إلى تقييم أدائهم بدقة. إضافةً إلى إنشاء تقارير دورية تساعدك على اكتشاف مناطق القوة والضعف في مهارات موظفيك. وفي هذا الوقت، لا يتحتم عليك القيام بهذه الأمور بعشوائيةٍ أو بطريقةٍ يدوية تستهلك وقتك وتركيزه، إذ بات بإمكانك استخدام الأتمتة الدقيقة في تلبية هذه الاحتياجات وأكثر. 

وهذا ما يساعدك نظام جسر على تحقيقه بسهولةٍ تامة؛ فهو يُوفِّر لك بنية تحتية مُنظمة لتقييم أداء الموظفين وتحديد دورة الأهداف ووضع المعايير التقييمية التي تهمك. إلى جانب ذلك، ستتمكن من الوصول إلى تقارير وافية عن أداء كل موظف في شركتك. ولا فرق هنا بين عدد الموظفين الكبير أو الصغير، فسواءً أكنت تمتلك 10 موظفين أو حتى ألف، جسر يهتم بكل التفاصيل، ويدعم الوصول الآمن للبيانات، مع خصوصية عالية وتوافق تام مع قوانين نظام العمل السعودي وتشريعاته. 

اعرف أكثر عن مزايا جسر لــ إدارة الأداء من هنا وطوِّر فعلًا من إنتاجية موظفيك! 

الخلاصة 

في النهاية، لا يسع المجال لذكر جميع الفوائد التي سُتجنيها بتدريب موظفيك بفاعلية، لكن يكفي أن نذكر هنا العائد الاستثماري المُحقق وإحساس الموظفين بالرضا والتطور، مما يساعدهم على الوثوق بإدارة الشركة وسياساتها. أخيرًا، أُذكرك هنا بما قاله عالم الإدارة ريتشارد برانسون، ناصحًا المسؤولين ورواد الأعمال: «درِّب موظفيك بالقدر الذي يمكنهم من المغادرة، وأحسن إليهم بالقدر الذي لا يضطرهم لذلك».

اقرأ أيضًا على مدونة جسر

الاشتراك-في-نشرة-جسر-HR-البريدية

اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية