تسجيل الدخول اطلب عرض تجريبي الآن
AR
اطلب عرضك الخاص الآن
AR

لماذا يفشل نظام الحضور والانصراف بالبصمة مع موظفي Gen Z؟ (+حلول عملية)

لقد أصبح موضوع الأجيال والفرق بينهم، وصراع الأجيال والتطورات الفكرية والاحتياجات الانسانية أحد أهم التحولات في دراساتنا الانسانية، بل أصبحت هذه المواضيع تطرق باب كل المواضيع المتعلقة بالمجتمعات سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، سياسية، أو حتى دينية. فلا يكاد يخلو موضوع من مواضيع حياتنا اليومية من ذكر الأجيال، مما عزز وساهم في رفع مستوى الاهتمام بالاختلافات بين الأجيال وفهم احتياجات كل جيل وطريقة تفكيره ليسهل علينا  التعامل مع قضايا كل جيل واهتماماته ومشاكله، ونعزز أدوارهم في مختلف المجالات. 

وكنتيجة أصبح الاهتمام ملحًا في المنظمات في كل ما يتعلق بالأجيال الجديدة خاصة جيل Z الذي يعد جيل الشباب الحالي العامل في المنظمات وقائد رؤية 2023 ومنفذها. وتعد مواضيع الالتزام والانضباطية أحد أهم السمات التي تناقش بشكل كبير في بيئات العمل خاصة مع انتشار أجهزة نظام الحضور والانصراف بالبصمة، وضرورة الالتزام بالمواعيد في البيئات المتغيرة والمنتظمة.

جدول محتوى المقال:

مقارنة بين جيل Y وبين جيل Z فيما يتعلق بالانضباطية

إذا نظرنا إلى الانضباطية والالتزام في سبيل المقارنة أو التطور الذي حصل خلال الفترة الماضية في طبيعة الالتزام والانضباطية سنأخذ الجيل السابق جيل Y على سبيل المثال، جيل الثمانينات إلى منتصف التسعينات الذي يسمى حالياً بجيل "الطيبين" إن صحت التسمية والذين لا زالوا يعملون حتى يومنا هذا ولم يصلوا لسن التقاعد.

تربى هذا الجيل على أهمية الانضباط وأن الالتزام به هو السمعة بحد ذاتها، وربما يكون للطفرة الاقتصادية التي حصلت في هذا المجال في بعض البلدان العربية عمومًا والسعودية خصوصًا سببًا لهذا الفكر.

لقد كانت سمعة الموظف تنبع ليس من إنتاجيته ولا من أدائه، بل من انضباطيته، فيقال هذا الموظف ملتزم قبل أن يقال أداؤه جيد. وقد أثرت هذه الفكرة إلى حد كبير على الجيل Y مما جعل عملية الحضور والانصراف والارتباط بها أمر لا مفر منه. كما أنهم يعدونه أداة لاستمرارية الموظف في عمله مهما كان هناك من قصور في جوانب أخرى فالموظف الملتزم يعطى فرصة أكثر من غيره بسبب عنصر الالتزام والانضباطية.

ولكن إذا نظرنا إلى الجيل الحالي وليس من باب الاستنقاص أو النظرة المختلفة ولكن بسبب تغير العادات والفكر والثقافة، بالإضافة إلى تميزهم في الإبداع التكنولوجي ووجودهم في عصر السرعة الذي جعلهم وبشكل كبير يسابقون الزمن في تحقيق ذاتهم، فوصلوا إلى بناء منظمات وصروح اقتصادية كبيرة حول العالم من أفكار مختلفة والاستفادة من العالم المنفتح على وسائل التواصل الاجتماعي، ستجد أن الجوانب السابقة لها تأثير على انخفاض قيمة الانضباطية والالتزام وبروز قيمة الشغف والإبداع وقد يتوافق المعنيين ويتكاملا، ولكن قد يطغى واحد على آخر.

فأصبحت المرونة متطلب أساسي لنجاح موظف جيل Z بينما كانت الانضباطية هي سمة نجاح موظف جيل Y، وهنا يكمن الفرق، ولأن الجيل السابق الذي لا زال البعض منهم يؤمن بمبدأ الانضباطية وصل إلى كرسي القيادة في العديد من المنظمات فقد فرضوا على الجيل الحالي أنظمة مثل نظام الحضور والانصراف بالبصمة دون فهم لما يميز هذا الجيل وكيفية بناء نظام يرضي الطرفين ويحل إشكالاً قد يطول النقاش فيه والكل على حق.

سمات تميز Gen Z

يعد موضوع حضور وانصراف موظفي جيل زد أحد أكثر المواضيع حساسية بسبب طبيعة هذا الجيل الذي يهتم بعدة عناصر، منها:

  • عيشهم في عصر السرعة وارتباطهم بالتكنولوجيا الحديثة وتكنولوجيا المستقبل، فولادتهم في عصر التقنيات الحديثة كان له الأثر الأكبر على تحول متطلباتهم مقارنة بمتطلبات الأجيال السابقة، بل أصبح كل شيء سريعاً ومواكبتهم للسرعة هو عنصر أساسي في نجاح منظومة العمل. قد يهمك الاطلاع على مقال كيف تُصمم بيئة عمل متكيفة مع الجيل الرقمي؟
  • ميلهم إلى الحرية والاستقلالية أكثر وعدم محبتهم للالتزام الإجباري، والانضباطية الزائدة عن الحد، فهم بطبيعتهم وحبهم للاستطلاع وارتفاع مستوى الوعي المبكر لديهم من خلال ارتباطهم بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ومدى اطلاعهم المستمر وصلوا إلى مرحلة رغبتهم في الحرية أكثر ورغبتهم في الانطلاق في تحقيق الأهداف خاصة في ظل وجود قدوات لهم في منصات وسائل التواصل حققوا نجاحات سريعة بأفكار مجنونة ومختلفة تمامًا
  • سعيهم المستمر إلى التطور والاستفادة من التكنولوجيا في العمل، إذ يرون أن التكنولوجيا وجدت لتحل المشاكل وتسهل حياتنا وهذا رأي جميع الأجيال ولكن جيل Z يهتم كثيرًا بوجودها داخل المنظمات التي سيعملون بها. قد يستقيلون مثلًا من شركة بسبب عدم وجود نظام تقني للموارد البشرية، فالتطور ووجود تكنولوجيا متقدمة يساهم في تسهيل الحياة ولا بد من تطبيقه في كل شيء بحياتنا
  • رغبتهم المستمرة ومحبتهم للعمل عن بعد ومدى تأثيره على الإنتاجية، قد يكون لتصدر ثقافة العمل عن بعد وتأثيرها الكبير على مستوى الأعمال حول العالم خاصة بعد أزمة كوفيد 19 وتأثيره على ازدياد الاعتماد على هذه التقنية الحديثة. بالإضافة إلى وجود التطبيقات الحديثة التي تساعد على تفعيل الاجتماعات ووجودنا على مدار الساعة متواصلين منجزين، أيضًا الراحة التي قد يجدها هذا الجيل في مكان يحبه ويرتاح فيه أكثر من مكان العمل نفسه قد تعطيه حافزًا للانجاز أكثر
  • إيمانهم الشديد بدورهم الأساسي ورغبتهم بتحقيق ذاتهم سريعًا، خاصة مع ثورة ريادة الأعمال حول العالم التي أدت إلى وجود مشاريع مختلفة ومعتمدة على التقنيات الحديثة وعلى تقنيات المستقبل فلا يخلو مشروع اليوم من التحول الرقمي أو التحول نحو الذكاء الاصطناعي، وهذه المشاريع جعلت رواد الأعمال من جيل Z يؤمنون بأن الوظيفة هي مجرد مرحلة ولا بد من الخروج والاستقلال بمشروع يدر دخلًا أعلى في فترة وجيزة وتحقيق الذات في مرحلة مبكرة من العمر 

ومن خلال ذلك نرى أنه من المهم أن نستطيع فهم أهمية هذه العناصر لهذا الجيل ومدى رغبته في الحرية والاستقلالية أكثر، وقد نواجه العديد من التحديات في الزامهم بقوانين صارمة فيما يخص نظام الحضور والانصراف، ولكن في المقابل يميل هذا الجيل في حالة إتاحة الحرية لهم إلى العمل أكثر من المطلوب سواء كان بساعات عمل أكثر أو بجهد أكثر، لهذا من المهم أن نسدد ونقارب.

عيوب نظام الحضور والانصراف بالبصمة الحالي

لا زالت العديد من المنظمات تؤمن بمبدأ نظام الحضور والانصراف بالبصمة وأهميته، ولكن بالنسبة لجيل زد فالأمر مختلف، إذ به من العيوب ما يرفضه الجيل، مثل:

  • ضرورة الحضور لمكان العمل وتسجيل الحضور عبر الأجهزة الموجودة بمقر المنظمة الأصلي، مما يضطر الموظف خاصة من لديه عمل ميداني إلى قضاء ساعات كثيرة في الزحام والطرق من أجل الوصول لمقرات المنظمات، بل إن بعضها لا زالت تؤمن بمبدأ التوقيع والحضور الفعلي
  • اصطفاف الموظفين عند جهاز نظام الحضور والانصراف بالبصمة شيء يعد مزعجًا لجميع الموظفين فكيف بموظفي جيل Z؟ للأسف ما يزال عدد من المنظمات يهتم بوجود أجهزة محدودة بالشركة وعدم وجود مرونة يجعل الجميع يأتي بوقت واحد ومن خلال ذلك نرى الاصطفاف والتزاحم على أجهزة البصمة مما يترك الموظف في حالة غير جيدة
  • الأعطال الفنية التي قد تحصل للأجهزة قد تتسبب في تعطيل وإشكاليات ومن ثم التحول إلى التوقيع على كشوفات إلى أن تحول المشكلة فبالتالي يرى الموظفون بأننا في ظل التقنيات الحديثة لا زلنا متاخرين كثيرًا عن هذا التقدم التقني بحيث نستبدل البصمة ونعود إلى النظام القديم بالتوقيع على الكشوفات
  • عدم وجود مرونة في ساعات العمل وعدم تقدير مدى تأثير الزحام وبعد أماكن العمل عن المنازل على صحة ونفسية الموظف مما يؤدي إلى نتائج سلبية في التواصل والعمل والسلوكيات من الموظفين داخل بيئة العمل
  • الاهتمام والتركيز على الوقت فقط وأهمية وجود الموظفين في ساعات محددة قد يفقدنا التركيز على أمور أخرى أهم مثل الأداء والإنتاجية والجودة والسرعة وكل هذه أمور أساسية بالعمل والتركيز فقط على عامل الانضباطية في الحضور والانصراف تجعل الموظف فقط يطبق ذلك مع الإخلال بالجوانب الأخرى المهمة في العمل

كما ترى، اختلاف الثقافات والاهتمامات ومن ثم اتخاذ قرارات دون اعتبار لها يسهم في تطبيق أنظمة بهدف تطبيقها فقط وبقطع النظر عن أي جوانب أخرى يهم وجودها داخل المنظمة. نرشح لك قراءة مقال: هل ما زالت مراقبة حضور وانصراف الموظفين مهمة في الإدارة الحديثة؟

ممارسات يساعد تطبيقها على تعزيز التزام جيل زد بالحضور والانصراف

مع التغيرات التي حصلت بعد أزمة كوفيد 19 ومدى تأثيرها على بيئات الأعمال أصبح لزامًا على المنظمات القيام ببعض الممارسات المرنة في العمل والاهتمام بتطبيق بعض المبادرات التي تصنع التوازن في الالتزام وتعمل على رفع مستوى إنتاجية وجودة عمل Gen Z، أهمها:

  • تفعيل الساعات المرنة وليس بالضرورة أن تكون ساعة واحدة فقط بل من الممكن أن تكون أكثر من ذلك، والأهم هنا أن نكون على وعي تام بمدى توافق هذا النظام مع ما تقدمه المنظمة وما تقوم به من عمل، وأن يكون حافزًا لتحقيق الأهداف والنتائج
  • تفعيل تطبيقات الحضور والانصراف الحديثة من الجوال حيث قامت العديد من الشركات الموجودة اليوم في السوق بتطوير تطبيقات للجوال لتوثيق الحضور والانصراف بطريقة سهلة وسلسة إما عند قرب الموظف من مكان العمل بربطه بالإحداثيات أو عندما تفعل الشركة ساعات محددة تتيح للموظف تسجيل الدخول من منزله مباشرة خلالها
  • السماح بسياسة العمل من المنزل وفق آلية منظمة، إذ ترى اليوم العديد من الأمثلة المميزة لشركات عالمية لها فروع حول العالم ومرتبطة ببعضها بشكل قوي عن طريق العمل عن بعد. وهو يحقق عدة أهداف منها:
    • تمكين الموظف من العمل في المكان الذي يكون مرتاحًا فيه
    • ضمان إنتاجية أعلى للموظف
    • الاستفادة من الوقت بدلًا من تضييع الساعات في زحام الطرق 
  • التركيز على الإنتاجية والمخرجات أكثر من الانضباطية، كونها هي ما تحقق أهداف واستراتيجات المنظمات وليس الانضباطية بالوقت، مع أهمية الالتزام والانضباط، ولكن هناك أمور لها أولويات في تحقيق استراتيجيات المنظمات وأهمها الانتاجية ووضع مؤشرات الأداء والأهداف القابلة للقياس لتساعدنا على قياس التقدم والتحقيق للنتائج
  • تحديد أهداف وخطط واضحة لهم ودعمهم لتحقيقها، لأن أحد أهم الأمور التي تساعد على وضوح الرؤية للموظف وقدرته على تحقيق الانجازات والأهداف هي تطبيق مبادئ التخطيط والقيادة الصحيحة، من وضوح الأهداف والتواصل مع الموظفين لشرحها وتوضحيها ومناقشة طرق تحقيقها، ثم إعطاء الحرية للموظفين للإبداع والابتكار مع توجيه القادة لهم لتحقيق الأهداف كما المطلوب
  • قبول أفكارهم الاستثنائية والمختلفة وتطبيقها مع تعزيز مبدأ التحفيز المتعلق بساعات العمل والإجازات، حيث أن ما يميز جيل Z أفكارهم التي تكون خارج الصندوق في العادة، لهذا اهتمام المنظمات بهذا الجانب وتحفيزهم عليه ودعمهم يعطي الموظفين من هذا الجيل رؤية واضحة عن مدى تقدير المنظمات لهم ولأفكارهم مما يدفعهم لتقديم المزيد

ختامًا، من خلال هذه الممارسات سنستطيع كمنظمات خلق توازن بين احتياجات Gen Z وبين متطلبات المنظمات الملحة للانضباطية والالتزام، بالإضافة إلى تفعيل دور هذا الجيل المهم في تحقيق استراتيجيات المنظمات وفتح المجال لهم للإبداع والنجاح.

كان هذا عرضًا لأهم أسباب فشل نظام الحضور والانصراف بالبصمة والأنظمة الصارمة القديمة مع الجيل زد، الجيل الرقمي الشاب، شاركني برأيك على ما طرح من أسباب وحلول بالتعليق على منشور لينكيدإن، أتطلع لقراءة أفكاركم بخصوص هذا الموضوع الشيق!

اقرأ أيضًا على مدونة جسر

الاشتراك-في-نشرة-جسر-HR-البريدية

اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية