تسجيل الدخول اطلب عرض تجريبي الآن
AR
اطلب عرضك الخاص الآن
AR

مواطنون رقميون: كيف تُصمّم بيئة عمل متكيفة مع الجيل الرقمي؟

هناك حقيقة ثابتة، وقد تكون مفاجئةَ للبعض وهي أن 75% من الموظفين خلال العام 2025 سيكونون من جيل الألفية، بينما خلال السنوات المقبلة (2030) سيُحال جيل الطفرة الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964 إلى التقاعد بأعداد كبيرة، أو ما يُسمى "التقاعد العظيم"، ويُتوقع من جهةٍ أخرى أن يدخل جيل Z الجيل الرقمي إلى سوق العمل وينضمّ إلى القوى العاملة خلال العام الجاري.

تتمتع الأجيال الجديدة من القوى العاملة بخصائص، ولديهم توقعات محددة فيما يتعلق ببيئة العمل تختلف عن الأجيال السابقة، كيف يمكن أن تتكيف الشركات مع هذه الأجيال الجديدة من الموظفين؟ اكتشف في هذا المقال كيف تصمم بيئة عمل متكيفة مع أجيال التحول الرقمي!

جدول محتوى المقال:

من هم الجيل الرقمي؟

ولد جيل الألفية بين عامي 1981 و1996، في وقت تمتع فيه العالم بسلام نسبي وشهد ازدهارًا متزايدًا، غالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم مجموعة متعلمة تقنيًا، ويتوقعون أن يكونوا متصلين في أي مكان وفي أي وقت.

وُلد جيل زد، بين عامي 1997 و2012، ويشكل حاليًا 30 % من سكان العالم ومن المتوقع أن يمثل 27% من القوى العاملة بحلول عام 2025، وهذا يمكن أن يضاعف التغييرات في سوق العمل.

7 نصائح لتصميم بيئة عمل رقمية متكيفة مع الموظفين الجدد

فيما يلي 7 نصائح عملية مفيدة تساعدك في إنشاء بيئة عمل تنسجم مع تطلعات الأجيال القادمة من الموظفين:

إنشاء ثقافة عمل شاملة

إحدى السمات البارزة للأجيال الرقمية هي أنها أجيال شديدة التنوع، بسبب تعرضهم لثقافات وأنماط حياة مختلفة في سن مبكر، لذلك يجب أن تخطط بعناية وتضع استراتيجيات لخلق ثقافة شاملة داخل الشركة للتأكد من شعور الجميع بالتقدير والدعم، بغض النظر عن خلفيتهم أو جنسهم أو صحتهم.

تضمن ثقافة العمل الشاملة أن يكون الموظفون أكثر إنتاجية، وتفاعلا، وستتمكن من الاحتفاظ بهم لفترة طويلة، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال الحوار المفتوح، والسياسات التي تركز على دمج الموظفين بدل الاستبعاد، كما وتُعتبر الشفافية أمرًا بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر ببناء ثقافة شاملة في مكان العمل، مما يعني الاستماع إلى ما يقوله الموظفون، بالإضافة إلى ذلك، ضع في اعتبارك تنفيذ التدريب المتنوع، وبرامج الإرشاد الوظيفي، للمساعدة في خلق ثقافة عمل شاملة.

تعزيز مكان العمل الرقمي من خلال التكنولوجيا

سوق العمل اليوم مدفوع بشكل متزايد بالتكنولوجيا والابتكار، ويجب على الشركات تزويد موظفيها بمساحة عمل رقمية تتضمن جميع الأدوات التي يحتاجونها لأداء مهامهم. تعمل التكنولوجيا في مكان العمل على إعادة تشكيل طريقة عملنا بشكل أساسي، لقد أصبحت التكنولوجيا جزءًا من أساسيا من تجربة العمل في الكثير من المنشآت، وقد أصبح من الضروري الآن جعلُ مكان العمل جاهزًا للجيل الرقمي الذي سيتولى المسؤولية، وذلك من خلال تحسينه بجميع الموارد التكنولوجية الممكنة، ومن خلال نظام بيئي رقمي مناسب!

يتطلب تصميم بيئة متكيفة مع أجيال التحول الرقمي أن يكون لديك نظام بيئي رقمي مناسب.

ما هو النظام البيئي الرقمي؟

النظام البيئي الرقمي هو عبارة عن شبكة من التقنيات الرقمية المترابطة والمنصات والخدمات التي تتفاعل مع بعضها البعض لخلق قيمة للشركات والمستهلكين، يتكون من عناصر مختلفة مثل البرامج والأجهزة والبيانات والأشخاص، والتي تعمل معًا لتسهيل المعاملات الرقمية والتواصل والتعاون عبر رحلات العملاء المختلفة، يمكن ربط رحلات العملاء هذه ببعضها البعض، ويمكن للنظام البيئي أن يدعم مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك التجارة الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وحلول البرامج والترفيه الرقمي، في سياق الأعمال، يمكن أن يشير النظام البيئي الرقمي أيضًا إلى مجموعة المنصات الرقمية والتقنيات التي تستخدمها الشركة للتفاعل مع عملائها وشركائها وأصحاب المصلحة الآخرين.

أتمتة المهام اليدوية

نشأ المواطنون الرقميون مع التقنيات الجديدة وسرعان ما استحوذوا على جميع الرموز الرقمية، فقد مروا بالمراحل المحددة للرقمنة: وصول الإنترنت، وانتشار الهواتف المحمولة، وازدهار منصة فيس بوك وباقي الشبكات الاجتماعية الأخرى.

وبالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالعمل، وعندما نتحدث عن المواطنين الرقميين فإن أول مطلب لهم في بيئة العمل سيكون التحول الرقمي، تشير الأبحاث إلى أن 71٪ من الموظفين الذين شملهم استطلاع رأي حول "مكان العمل الرقمي"  يعتقدون أن مكان العمل المستقبلي يجب أن يكون مؤتمتًا بالكامل، ويرى 93٪ أن زيادة استخدام التقنيات الرقمية، تؤدي إلى مكان عمل رقمي أفضل.

يحتل التحول الرقمي إلى المرتبة الأولى في سلم أولويات الشركات، وله تأثير قوي بشكل متزايد على التنفيذ اليومي للمهام، وهو يعني استبدال الإجراءات التي يقوم بها الموظفون يدويا ببرنامج  قادر على أداء المهام المتكررة في ثوانٍ، ومن أهم مزايا الأتمتة، تحسين كفاءة الإجراءات وتبسيط العمليات وسير العمل، وتقليل عدد المهام ذات القيمة المضافة المنخفضة للموظفين التشغيليين وتوحيد العمليات.

إذن، ما كان يمكن أن يكون عائقًا قبل بضع سنوات (بسبب التبني الصعب من قبل الموظفين الأقل ارتياحًا للأدوات الرقمية مثل الموظفين من جيل الطفرة) يثبت الآن أنه فرصة حقيقية، إذ ستُصبح صناعة المستقبل في متناول اليد وسيقود الجيل الألفية وجيل Z تحديدًا هذا التغيير، ففي السنوات القليلة القادمة، ستحتل الأتمتة مكانًا متزايدًا داخل الشركات وخدماتها، ويمكن دمج أتمتة المهام في قسم الموارد البشرية لديك على سبيل المثال، أو في إدارة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في الشركة، أو في تنفيذ العمليات المحاسبية، أو في إجراءات علاقة العملاء، وما إلى ذلك.

سد الفجوات التكنولوجية بين الأجيال

قبل أن يغادر جيل الطفرة إلى التقاعد (في 2030) سوف يتكون متوسط القوة العاملة في الشركات من 3 أجيال، هي جيل الطفرة، جيل الألفية جيل Z، وسيكون ذلك واحدا من التحديات الكبيرة التي ينبغي أن يعالجها أصحاب العمل بسبب الاحتياجات المتنوعة للقوى العاملة متعددة الأجيال والتفضيلات الخاصة بالعمر التي تؤثر على المواقف المختلفة تجاه التكنولوجيا، فبالرغم من أن جيل الطفرة اجتهد لتعزيز مهاراته الرقمية، إلا أن الطريق مازال طويلا لضمان أن يكون أداء فرق العمل المتنوعة متقاربا بسبب التفاوت في الذكاء التكنولوجي.

عند دمج أي برامج جديدة إلى مجموعة التكنولوجيا الخاصة بها؛ تختار بعض الشركات برامج سهلة الاستخدام لتضمن استفادة جميع الموظفين من الابتكار التكنولوجي،  من الضروري أن تأخذ بعين الاعتبار جميع مستويات القدرة لدى موظفيك عند إدخال أي برنامج جديد، فبينما يمكن لجيل الألفية أن يتعامل مع البرامج الرقمية الجديدة في دقائق، يستغرق جيل الطفرة المزيد الوقت ويحتاجون للمزيد من التوجيه لفهم والعمل على البرنامج نفسه.

توفير المرونة

يتمتع المواطنون الرقميون بالدهاء التكنولوجي ويُفضلون دائما نموذج العمل الهجين أو المختلط (hybrid workplace)، والذي يسمح لهم بالعمل من البيت أو من المكتب.

يُعطي هذا الجيل الأولوية لمرونة مكان العمل ويرفض جميع الوظائف أو الشركات التي لديها هيكل وثقافة صارمة، وتُظهر بعض الدراسات أن جيل الألفية على سبيل المثال، يميل إلى تفضيل المرونة الوظيفية؛ بعبارة أخرى، يتوقعون الوظائف التي تناسبهم، ويحبون عادةً العمل من المنزل أو من عدة مواقع نائية، ولديهم ساعات عمل مرنة، وهم أيضًا أكثر عرضة لتغيير وظائفهم إذا لم تعد بيئة العمل تلبي احتياجاتهم، ويعتقد الجيل الرقمي أنه يجب تحديد المرونة في مكان العمل من خلال حرية تقرير أين ومتى وكيف يمكنهم أداء مهامهم، وفي الوقت نفسه، لا يمكن قياس الإنتاجية بعدد الساعات التي قضوها في المكتب، ولكن بمدى نجاحهم في أداء مهامهم، إذ تساعدهم بيئة العمل المرنة على العمل عندما يكونون أكثر إنتاجية بدل العمل المعتاد المستند إلى توقيت زمني محدد للدوام.

اليوم، لم تعد ساعات العمل المرنة والعمل عن بُعد امتيازًا خاصًا، ولكنها أصبحت ممارسة شائعة في مكان العمل، لذلك تحتاج الشركات التي تستعد لتصميم بيئة عمل رقمية متكيفة مع الأجيال الرقمية، إلى وضع سياسات مرنة لمكان العمل، لتنجح في استقطاب الموظفين من الأجيال الجديدة والاحتفاظ بهم، وزيادة الإنتاجية الإجمالية للشركة.

بيئة عمل تعزز التوازن بين العمل والحياة

في مايو 2022، استطلعت مجلة فوربس 1120 موظفًا حول أولوياتهم عند اختيار الوظيفة (أو اختيار البقاء في وظائفهم)، ومن بين 620 مستجيبًا، قال 90٪ أن التوازن بين العمل والحياة أمر أساسي.  

يميل جيل الموظفين الرقميين إلى تفضيل التوازن الجيد بين العمل والحياة الخاصة، إذ يعد الحصول على وقت كافٍ في الخارج لممارسة الهوايات أو قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء والعائلة أمرًا ضروريًا، وبينما مهّد جيل الألفية لمزيد من التوازن بين الحياة الخاصة والعمل، جعل جيل Z من ذلك الوضع الطبيعي الجديد، وهو ما يعني أن على الشركات وأصحاب الأعمال تقديم خيارات مرنة في العمل والإجازات، حتى لا يضطر هؤلاء الموظفون للاختيار بين حياتهم المهنية وحياتهم الشخصية، وذلك لضمان أقصى قدر من الرفاهية للموظف ومساعدته بتوفير بيئة العمل التي يزدهر فيها، كلٌّ من الشركة والموظف.

تشجيع التعاون بين الأجيال

التنوع هو مفتاح الابتكار، في الواقع، أظهرت الدراسات أن الفرق متعددة الأجيال أكثر إبداعًا لأنها قادرة على الاستفادة من مجموعة واسعة من الخبرات ووجهات النظر، يمكن القول أن هذا التنوع يجعل فريق العمل قادرة على التفكير خارج الصندوق.

بينما يمتلك جيل الطفرة الخبرة العملية في أساليب العمل، ومهارات القيادة، ومهارات اتخاذ القرار.. وغيرها من المهارات، يمكن القول أن جيل الألفية وجيل Z أساتذة في الاتصال الرقمي، وتعدد المهام، ولديهم توقعات عالية بأنفسهم..إلخ، عندما تدمج موظفين من مختلف الأعمار والمراحل جنبًا إلى جنب، يمكنهم مشاركة خبراتهم ومهاراتهم، ووجهات نظرهم وأفكارهم الفريدة ومنح عملك في النهاية ميزة تنافسية، لذلك إذا كنت تريد أن يظل عملك في طليعة المنافسة، من الضروري تشجيع فريقك متعدد الأجيال على التعاون.

وأخيرًا، أدى وصول الجيل الرقمي للشركات إلى تعديل عميقٍ في مساحات العمل، وثقافة العمل! يتطلب استقطاب المواهب الجديدة أكثر من تقديم رواتب أو ميزات تنافسية، إذ تتطلع هذه الأجيال إلى العمل في بيئة عمل تعزز التوازن بين العمل والحياة الشخصية، والتطور الوظيفي وتوفر مكان عمل يمكن أن تزدهر فيه مواهبهم، سيتمكن أصحاب العمل من اجتذاب الأفراد الأكثر موهبة مع تعزيز بيئة متكيفة مع خصائص هذه الأجيال داخل شركاتهم، ويتطلب ذلك منهجًا مبتكرًا مصممًا بشكل صريح لتلبية احتياجات المواطنين الرقميين وتطلعاتهم الفريدة.

اقرأ أيضًا على مدونة جسر

الاشتراك-في-نشرة-جسر-HR-البريدية

اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية