أنواع الموظفين وكيفية التعامل معهم لتحقيق أهداف العمل

في بعض الأحيان يمكن أن يكون التعامل مع أنواع مختلفة من الموظفين والذين كل واحد منهم يتميز بشخصية مختلفة عن الآخر أمراً معقداً للغاية، خاصة في بيئات العمل التي تتطلب التعاون مع بعضهم البعض. حيث أن أنواع الموظفين في الشركة دائماً يختلف باختلاف العمر والثقافة والدين وغيرها من العوامل التي تميز كل شخص عن الآخر.

ومن ثم، يعد فهم وإدارة أنواع الشخصيات المختلفة للموظفين في مكان العمل أمراً بالغ الأهمية إذا كنت ترغب في تحسين الإنتاجية وإنشاء فرق فعالة، لذا من الضرورة والمهم كمدير أن تفهم السمات الشخصية للموظفين وكيفية التعامل معها بشكل منفرد وتشجيعهم لبذل أقصى ما لديهم لتحقيق الأهداف العامة المتعلقة بالشركة وأهدافه الشخصية أيضًا.

جدول المحتويات:

• تعريف الشخصية
• أهمية معرفة السمات الشخصية للموظفين
• كيفية إدارة أنواع الشخصيات في بيئة العمل
• أنواع الموظفين وكيفية التعامل معهم

ما هو تعريف الشخصية؟

تعريف "الشخصية" (Personality) في أبسط صورها هي الأنماط المميزة للأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تجعل الشخص فريداً. وهي مشتقة من الكلمة اللاتينية (Persona) والتي تشير إلى قناع مسرحي يرتديه فناني الأداء إما لإبراز أدوار مختلفة أو لإخفاء هوياتهم.

وبعبارة أخرى هي عبارة عن سمات ينشأ مع الإنسان وغالباً ما تبقى ثابتة إلى حد ما طوال حياته، وفي حين أن هناك العديد من التعريفات المختلفة للشخصية، فإن معظمها يركز على نمط السلوكيات والخصائص التي يمكن أن تساعد في التنبؤ بسلوك الشخص وتفسيره. والذي يرتكز على مجموعة متنوعة من التأثيرات، بدءاً من التأثيرات الجينية إلى دور البيئة والخبرة التي تساهم في تشكيل شخصية الفرد.

لماذا من المهم معرفة شخصيات الموظفين بشكل أفضل؟

المدير الناجح هو الذي يجتهد في معرفة أنواع الموظفين وشخصياتهم لاستخراج أفضل ما لديهم، لأنه في أغلب الأحيان فإن ما يحفز الموظف يعتمد بشكل كبير على سمات شخصيته الأساسية، حيث يذكر الكاتب والمتحدث كريس كروفت: "لكي تكون محفزاً عظيماً للأشخاص، عليك أن تتكيف مع الشخصيات المختلفة التي تتعامل معها".

لذا كلما كنت أكثر فاعلية في استعراض أسلوبك في الإدارة، زادت فعالية أداء موظفيك لمهامهم، حيث إن مرونة أسلوبك يعني أن تكون متعدد الاستخدامات في كيفية القيادة والتواصل والتحفيز، على سبيل المثال قد يناسب النهج الصارم مع أحد الموظفين، بينما يناسب التشجيع المعتدل البعض الآخر ويلهمهم، وبشكل من المهم أن تكون مرناً في إتقان مجموعة من الاستراتيجيات واستخدامها في التعامل مع أنواع الموظفين في مؤسستك.

كيفية إدارة أنواع الموظفين المختلفة في بيئة العمل

يبدأ فهم كيفية إدارة أنواع الموظفين المختلفة في بيئة العمل بتحديد نوع شخصية الموظف. حيث إن معرفة ما إذا كان موظفيك مفكرين أم متحكمين أو حتى انطوائيين سيجعل من السهل إدارتهم، وتعديل أسلوب إدارتك وفقًا لطريقة عملهم. حيث يمكن تطبيق الاستراتيجيات التالية:

بناء علاقة مثمرة

للتواصل مع الموظفين ذوي الشخصيات المختلفة، يمكنك محاولة بناء علاقة معهم أولاً. من خلال التحلي بالاحترام وإظهار التقدير والتواصل الدائم.

التعاون في تحقيق الأهداف والغايات الفردية

تعاون مع موظفيك لتحديد الأهداف والغايات التي يمكنهم تحقيقها. واستخدم مهاراتهم المرتبطة بأنواع شخصياتهم لصالح تحقيق أهداف الشركة.

اكتشاف ما الذي يحفزهم

من المهم معرفة ما يحفز الموظفين. على سبيل عندما يتعلق الأمر بالموظفين الأصغر سناً، فإن الحرية والمرونة والثقة هي أهم خصائص مساحة عملهم المثالية.

لا تأخذ الأمور على محمل شخصي

إذا كان لديك أنواع مختلفة من الموظفين في فريق العمل، فعليك أن تتذكر ألا تأخذ ترددهم في اتباع توجيهاتك بشكل شخصي للغاية. بدلاً من ذلك حدد أنواع شخصياتهم، واكسب ثقتهم.

أنواع الموظفين وكيفية التعامل معهم

قد تكون إدارة أنواع مختلفة من الشخصيات أمراً صعباً بالنسبة إلى صاحب العمل الذي لديه مزيج من الموظفين، لذا بصفتك مديراً فإن وظيفتك هي التأكد من أن كل فرد في فريقك يكون منتِجاً، حتى لو كان عليك معاملة الجميع بشكل مختلف قليلاً للقيام بذلك، وبشكل عام يمكن تقسيم أنواع الموظفين إلى فئات أربعة أساسية هي:

1. الموظف الطموح والودي

هذا النوع من الموظفين ذكي وحريص على التعلم، ويمكن أن يندمج ويتوافق مع بقية أنواع الموظفين بسهولة، حيث يتميز بأنه متوازن ويهدف إلى النجاح دون فقدان روح الدعابة مع أفراد الفريق الآخرين. كما أنه يرحب بالعمل بشكل جيد تحت الضغط ويمكنه إلهام الآخرين لإنجاز المهام.

إدارة شخصية هذا النوع من الموظفين أمر سهل نسبياً. ومع ذلك يتطلب من مديره المباشر متابعته بشكل دقيق في المهام الموكلة إليه، له لأن هذا النوع من الموظفين قد يفتقر إلى الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة خاصة في المهام المعقدة.

2. الموظف المحلل

هو موظف يحب الأنظمة، ويتميز بأنه منطقي وحذر ويأخذ الأمور بعقلانية وبعد دراسة مستفيضة، لديه الميل إلى وضع خطط مدروسة، ولديه نظرة ثاقبة لرؤية الشركة ومستقبلها ويحرص على بذل أقصى ما لديه لتحقيقها، ويقدم أفضل ما لديه عندما يكون لديه كل شيء منظماً مع وجود قواعد واضحة يتم السير عليها.

التعامل مع مثل هذا الموظف يحتاج إلى توفير بيئة عمل عادلة وتحديات فكرية ليزدهر، وبعض الاستراتيجيات الخاصة مثل، إعداد اجتماعات فردية معه لوضع حدود واضحة وتوصيل التوقعات، وتكليفه بمشاريع تتطلب المزيد من البحث لاستخراج أفضل ما لديه، والتشجيع على تحقيق أهدافه الخاصة.

3. الموظف المتحكم

هذا النوع من الموظفين صعب إدارتهم ولكن في الوقت نفسه من السهل تحفيزهم، حيث يتميز الموظف المتحكم بأنه دائم الاندفاع ويري المضي قدماً لتحقيق مهامه، ومجازف للغاية وقادر على حل المشاكل بسرعة.

كما يتميز الموظف المتحكم بأن لديه رغبة قوية في إحداث الفارق سواء على مستوى الفرق أو بشكل فردي، لإدارة مثل هذا النوع من أنواع الموظفين بشكل فعال، تحتاج إلى تكليفه بمشاريع صعبة تختبر مهاراته وقيمته وأخباره بشكل دائم أنك تثق في قيامه بهذا العمل على أكمل وجه.

4. الموظف الحماسي

يعتبر الموظف الذي يتميز بالحماس هو المحرك الإبداعي لفريق العمل، وأسلوب إدارته يكون عن طريق منحه مجالاً كافياً لإضفاء بصماته الإبداعية في المشاريع، وبشكل أساسي تركه يبذل طاقته في المهام، لكن في الوقت نفسه من المهم وجود استراتيجيات جاهزة لإبقائه في المسار الصحيح.

بالإضافة إلى ذلك من المهم توفير الموارد والدعم لمساعدته في المهام  المعقدة مثل إعداد الميزانية وإعداد التقارير. وللحفاظ على حماسه بشكل دائم عليك أن تقدم له باستمرار رؤية مثيرة للمستقبل وطلب رأيه في كيفية الوصول إليه، خاصة عند الحاجة إلى أفكار إبداعية لبعض المهام المؤجلة.

وأخيراً، يمكن أن يكون تنوع الشخصية في مكان العمل عاملاً مهماً للنجاح، ومن خلال تحليل أنواع الموظفين وشخصياتهم والسعي لفهم صفاتهم الفريدة بشكل أفضل، ستكتشف كيف يمكن لتعدد شخصيات الموظفين وتنوعهم إحداث فارق كبير في بيئة عمل يزدهر فيها الجميع.