دليل فترات العمل والراحة في قانون العمل السعودي
عالج نظام العمل السعودي كل أنواع عقود العمل وأنظمة العمل المتعلقة بالقطاعات المختلفة، وأحاط بشروط وأحكام العمل مثل ساعات العمل والإجازات وفترات العمل والراحة في قانون العمل السعودي والأجور والعمل الإضافي وعلاقات العمل، من جهة أخرى، لا تعمل كل الشركات بنظام العمل الموحد "8 ساعات"، إذ تتطلب بعض القطاعات العمل لأوقات طويلة، وتحتاج تنظيمًا من نوعٍ مختلف، ولذلك تختلف قواعد نظام العمل بعض الشيء لتُلائم هذه الاختلافات، غير أن النص القانوني كان صريحاً في تحديد أوقات وساعات العمل، سنناقش في هذا المقال دليل فترات العمل والراحة في قانون العمل السعودي.
عدد ساعات العمل في السعودية
يجب ألا تتجاوز ساعة العمل القياسية للموظف 8 ساعات، وذلك وفقا للمعيار اليومي، و48 ساعة وفقا للمعيار الأسبوعي (باستثناء العمل الإضافي)، ويتم خفض ساعات العمل الفعلية خلال شهر رمضان للمسلمين، بحيث لا تزيد على 6 ساعات في اليوم كحدّ أقصى، أو 36 ساعة في الأسبوع.
وتكون أيام العمل 6 أو 5 أيام في الأسبوع حسب ظروف العمل التي تحددها الشركة.
ويجوز رفع عدد ساعات العمل المنصوص عليها أعلاه إلى 9 ساعات يوميًّا لفئات معينة من الموظفين/العاملين أو في بعض الصناعات والوظائف التي لا يعمل فيها الموظف بشكل مستمر، ويجوز أيضًا خفضُها إلى 7 ساعات يوميًا لفئات معينة من الموظفين أو في بعض الصناعات أو الوظائف الخطرة أو الضارة، وتحدد فئات العمال والصناعات والأعمال المشار إليها بقرار من الوزير.
في المنشأة التي يتم فيها العمل في نوبات، يجوز لصاحب العمل زيادة عدد ساعات العمل طالما أن متوسط الساعات خلال فترة 3 أسابيع لا يزيد عن 8 ساعات في اليوم أو 48 ساعة في الأسبوع، ويجب ألا يعمل الموظف أكثر من 12 ساعة في اليوم بما في ذلك العمل الإضافي.
فترات الراحة اليومية في نظام العمل السعودي
تنظم ساعات العمل وفترات الراحة خلال اليوم، بحيث لا يعمل أي عامل أكثر من 5 ساعات متتالية دون فترة للراحة والصلاة والطعام لا تقل عن نصف ساعة في المرة الواحدة خلال مجموع ساعات العمل، وبحيث لا يبقى العامل في مكان العمل أكثر من إحدى عشرة ساعة في اليوم الواحد، ولا يكون العامل خلال هذه الفترات تحت سيطرة صاحب العمل، ولا يجوز لصاحب العمل أن يلزم العامل بالبقاء خلالها في مكان العمل.
الإجازة الأسبوعية في نظام العمل السعودي
من حق العامل أن يحصل على إجازة أسبوعية مدتها يوم أو يومين على حسب العمل وظروفه، وتكون هذه الإجازة مدفوعة الأجر كاملًا، ولا يجوز للعامل التنازل عن إجازته الأسبوعية مقابل أجر إضافي.
حيث تنص المادة (41) من نظام العمل: تكون أيام العمل ستة أيام في الأسبوع ويكون يوم الجمعة هو يوم الراحة الأسبوعية بأجر كامل لجميع العمال، ويجوز للمنشأة _ بعد إبلاغ مكتب العمل المختص _ أن تستبدل بهذا اليوم لبعض عُمّالها أي يوم من أيام الأسبوع، وعليها أن تُمكّنهم من القيام بواجباتهم الدينية، ولا يجوز تعويض يوم الراحة الأسبوعية بمقابل نقدي، ويكون يوم الراحة الأسبوعية بأجر كامل، ولا يقل عن أربع وعشرين ساعة متتالية.
الاستثناءات في فترات العمل والراحة في قانون العمل السعودي
توجد بعض الاستثناءات في فترات العمل والراحة في قانون العمل السعودي، إذ لا يجوز لصاحب العمل الالتزام بأحكام ساعات العمل وفترات الراحة الأسبوعية في الحالات التالية:
- أنشطة الجرد السنوي وإعداد الميزانية والتصفية وإغلاق الحسابات وتحضير الخصومات والمبيعات الموسمية، على ألا يزيد عدد الأيام التي يعمل خلالها الموظفون عن 30 يومًا في السنة.
- إذا كان العمل يهدف إلى منع وقوع حادث خطير أو معالجة أثره أو تجنب خسارة وشيكة للمواد القابلة للتلف.
- إذا كان العمل يهدف إلى مواجهة ضغوط العمل غير العادية.
- في الأعياد والمواسم والمناسبات الأخرى والأنشطة الموسمية التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير.
وفي جميع الحالات السابقة يجب ألا تزيد ساعات العمل الفعلية عن 10 ساعات يوميًا أو 60 ساعة أسبوعيًّا، ويصدر بتحديد الحد الأقصى المسموح به لساعات العمل الإضافية سنوياً قرار من الوزير. (المادة 106)
يقر نظام العمل السعودي أن يوم الجمعة يوم الراحة الأسبوعية لجميع العمال، ولكن "يجوز في الأماكن البعيدة عن العمران وفي الأعمال التي تتطلب طبيعة العمل وظروف التشغيل فيها استمرار العمل تجميع ساعات الراحة الأسبوعية المستحقة للعامل عن مدة لا تتجاوز ثمانية أسابيع إذا اتفق صاحب العمل والعمال ووافقت على ذلك الوزارة، ويراعى في حساب مدة الراحة الأسبوعية المُجَمعة أن تبدأ من ساعة وصول العمال إلى أقرب مدينة يتوفر بها وسائل نقل، وتنتهي ساعة العودة إليها". (المادة 105)
الإجازة السنوية في نظام العمل السعودي
باعتبار الإجازات، جزءا يمس فترات العمل والراحة في قانون العمل السعودي من الضروري أن نشير إلى معالجة قانون العمل لموضوع الإجازات السنوية وحالات الراحة المختلفة:
يحصل الموظف موجب قانون العمل السعودي على إجازة سنوية مدتها 21 يوما، تكون مدفوعة الأجر، وبعد أن يصل الموظف إلى العمل عند صاحب العمل نفسه لمدة 5 سنوات متتالية، سيكون من حقه الحصول على إجازة مدتها 30 يوما، ويجوز لأصحاب المنشأة أن يحدد مواعيد إجازة الموظفين بناءً على متطلبات العمل ويجب عليهم إخطار الموظف بموعد الإجازة قبل 30 يومًا على الأقل من الإجازة.
ينبغي أن يستفيد الموظف من الإجازة السنوية في سنة الاستحقاق، ولا يجوز له أن يتنازل عنها أو أن يحصل على مقابل مادي بدل إجازته خلال فترة خدمته في المنشأة، ويجوز لصاحب المنشأة أن يحدد مواعيد هذه الإجازة حسب متطلبات العمل أو منحها للموظفين بالتناوب لضمان عدم عرقلة سير العمل، ويجب على صاحب العمل إخطار الموظف بموعد إجازة الموظف خلال مدة كافية لا تقل عن 30 يومًا.
كما ويمكن لصاحب العمل أن يقوم بتأجيل إجازة الموظف لمدة لا تزيد على تسعين يومًا بعد نهاية السنة المستحقة إذا دعت الضرورة لذلك وفقا باحتياجات العمل، وإذا كانت ظروف العمل تتطلب تمديدًا إضافيًا، فمن الضروري لصاحب العمل أن يحصل على موافقة كتابية من الموظف، ولا يجوز أن يمتد التأجيل إلى ما بعد نهاية العام التالي للعام التي تستحق فيها الإجازة للموظف.
الإجازة السنوية بعد انتهاء الخدمة
إذا انتهت خدمة الموظف في المنشأة دون أن يتمكن من استغلال أيام إجازته، وبحسب قانون العمل السعودي يستحق الموظف أجرا عن الأيام المتراكمة للإجازة التي لم يتمتع بها، وهذا الأمر ينطبق أيضا على فترات العمل التي لم يستخدم فيها الموظفون الإجازة المستحقة لهم، يحق للموظف الحصول على أجر مقابل الإجازة لجزء من السنة بما يتناسب مع الوقت الذي عمل فيه الموظف.
ساعة الراحة للمرضع
استراحة الرضاعة الطبيعية – عندما تعود الموظفة إلى العمل بعد إجازة الأمومة، يحق لها، بالإضافة إلى فترات الراحة الممنوحة لجميع الموظفين، الحصول على فترة راحة مدفوعة الأجر أو فترات لا تتجاوز في مجموعها ساعة واحدة يوميا لرعاية طفلها الرضيع، وتُعتبر هذه الفترات جزءا من ساعات عملها ولا يتم خصم أجر الموظفة مقابل أخذ الإجازة.
المادة 107 من نظام العمل السعودي
وضعت المادة 107 من نظام العمل السعودي قواعد أساسية للعمل الإضافي، منها كيفية حساب الأجر، وغرامة زيادة العمل عن المسموح منه من الساعات.
حيث تذكر المادة أن الحد الأقصى لساعات العمل الإضافية خلال العام 720 ساعة و يجوز زيادتها بموافقة العامل ويتم احتساب الأجر عن ساعة العمل الإضافية بأجر يوازي أجر الساعة (الإضافي شامل البدلات) مضافًا إليها 50٪ من الأجر الأساسي، وذلك وفقا للمادة 107 من نظام العمل ووفقًا للقرار الوزاري رقم (178743) وتاريخ 27/09/1440هـ ومع عدم الإخلال بأي عقوبات أشد ينص عليها نظام آخر فإنه وفقاً للفقرة 31 من جدول العقوبات الأول يعاقب صاحب العمل بغرامة وقدرها 10000 ريال تتعدد بتعدد العمال، عند زيادة عدد ساعات العمل أكثر مما نصت عليه المادة (98) دون التكليف بعمل إضافي.
وتُعدّ جميع ساعات العمل التي تؤدى في أيام العطل والأعياد ساعات عمل إضافية.
متطلبات التسجيل
يجب على صاحب العمل أن يحتفظ في مكان العمل بالسجلات والبيانات والملفات التي تحدد اللائحة طبيعتها ومحتوياتها. ويجب عليه أن يعرض في مكان بارز في مكان العمل جدولاً بساعات العمل وفترات الراحة وأيام الراحة الأسبوعية ووقت بداية ونهاية كل نوبة عند العمل بالمناوبة.
وأخيرا، يحكم قانون العمل السعودي العلاقات بين صاحب العمل والموظف في المملكة، ويحدد الضوابط واللوائح والتشريعات، وقد حاولنا في هذا المقال الإحاطة بجزئية مهمة، وهي فترات العمل والراحة في قانون العمل السعودي، مما يسمح للموظفين، وأصحاب العمل معرفة الحقوق والواجبات التي يكلفها وينظمها قانون العمل السعودي.
ملاحظة: المواد المذكورة أعلاه هي لأغراض إعلامية فقط، ونحن نسعى جاهدين لمتابعة التحديثات التي تصدر على جميع المواد، وهذا المقال ليس المقصود منه أن يُشكّل نصيحة قانونية ونقترح عليك طلب مشورة المستشار القانوني فيما يتعلق بأي من المعلومات المقدمة.