تعد الإجازة السنوية أحد الحقوق الأساسية التي يتمتع بها الموظفون وفقاً لنظام العمل السعودي، إذ تمنحهم فرصة للراحة واستعادة النشاط ما يعزز الإنتاجية ويضمن توازن الحياة المهنية والشخصية. ومع قرب نهاية العام يزداد الاهتمام من الموظفين وأصحاب العمل حول كيفية حساب الإجازات السنوية وطرق تنظيمها بما يحقق العدالة ويحافظ على استقرار بيئة العمل.
في هذه المقالة، سنتناول كيفية حساب الإجازة السنوية وفقاً للقوانين المعمول بها في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى استعراض أهم الضوابط والإجراءات التي تضمن تطبيقها بصورة صحيحة بما يضمن الامتثال للقوانين وحماية حقوق الأطراف كافة.
جدول المحتويات:
- ما هو مفهوم الإجازة السنوية وفق نظام العمل السعودي
- لماذا اهتم نظام العمل السعودي بضرورة منح العامل إجازة سنوية؟
- الإطار القانوني لحساب الإجازات السنوية للموظفين في السعودية
- كيف تحسب الإجازات السنوية وفق نظام العمل السعودي
- كيف يحدد صاحب العمل موعد الإجازة السنوية
- هل تدخل أيام الإجازات الأخرى في حساب الإجازة السنوية؟
- هل يحق للعامل ترحيل إجازاته السنوية إلى السنة التالية؟
- هل يحق للعامل العمل لدى منشأة أخرى خلال إجازته السنوية؟
- كيف يقدم لك نظام جسر إدارة شاملة لإجازات موظفيك السنوية؟
- ما المقصود بمستحقات الإجازة السنوية؟
- أهمية بدل الإجازة السنوية في نظام العمل السعودي
- متى يحصل العامل على بدل نقدي عن الإجازة السنوية؟
- كيفية حساب مستحقات الإجازة السنوية
ما هو مفهوم الإجازة السنوية وفق نظام العمل السعودي؟
الإجازة السنوية وفق نظام العمل السعودي هي استراحة دورية سنوية مدفوعة الأجر تُمنح للعامل بصفتها حقاً أصيلاً له لا يجوز التنازل عنه أو استبداله بأجر، وتهدف الإجازة السنوية إلى تحقيق التوازن بين حياته المهنية والشخصية وتعزيز إنتاجيته وراحته النفسية والجسدية ورفع مستوى رضاه الوظيفي.
لماذا اهتم نظام العمل السعودي بضرورة منح العامل إجازة سنوية؟
تُعد الإجازات السنوية في قانون العمل السعودي ركناً أساسياً لتعزيز رفاهية الموظفين وتحقيق التوازن بين متطلبات العمل واحتياجاتهم عبر تحقيق الفوائد التالية للعامل والمنظمة:
-
تعزيز الصحة النفسية والجسدية
تُعد الإجازة السنوية في نظام العمل السعودي حقاً أساسياً يهدف إلى تعزيز صحة الموظفين النفسية والجسدية، إذ تمنحهم فترة راحة من أعباء العمل وضغوطه ما يسهم في تحسين جودة حياتهم وقدرتهم على استعادة النشاط، كما تتيح هذه الفترة للموظف فرصة للتعافي من الإجهاد وتقليل مستويات القلق والتوتر وبالتالي العودة للعمل بعزيمة وهمة أكبر.
-
تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
تضمن الإجازة السنوية للموظفين فرصة مثالية لتحقيق توازن بين حياتهم المهنية والشخصية، إذ تتيح لهم قضاء وقت ممتع مع عائلاتهم وأصدقائهم وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية بعيداً عن ضغوط العمل، ما يزيد من شعورهم بالرضا الشخصي والمهني ويُسهم في خلق بيئة عمل مستقرة ومتوازنة.
-
زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء
الإجازة السنوية ليست فقط استراحة مؤقتة، بل هي استثمار في تجديد طاقة الموظفين وتعزيز كفاءتهم، فالموظفون الذين يحصلون على فترات راحة طويلة ومنتظمة يكونون أكثر تركيزاً وإبداعاً ما ينعكس إيجاباً على جودة أدائهم ومعنوياتهم، كما تُظهر الأجازة السنوية اهتمام المؤسسة برفاهية عمالها ما يزيد من مستوى ولائهم وانتمائهم ويُسهم في بناء ثقافة تنظيمية إيجابية تُشجع على الاستمرارية والابتكار.
-
تقليل معدلات الغياب
تساعد الإجازة السنوية على تقليل معدلات الغياب الناتجة عن الإرهاق الجسدي والنفسي الذي قد يتعرض له الموظفون بسبب ضغوط العمل المستمرة، فعندما يحصل الموظف على إجازة سنوية كافية تقل احتمالية التغيب غير المخطط له، إضافة إلى أن فترة الراحة الكاملة والطويلة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالإجهاد والتوتر وتعزز التزام العمال بالحضور والانضباط بعد عودتهم للعمل.
-
بناء مجتمع متوازن
تُساهم الإجازة السنوية في بناء مجتمع متوازن أكثر سعادة وإنتاجية يتمتع فيه الأفراد بوقتٍ كافٍ للراحة والاستجمام، وتُعزز فيه حقوق العمال بإعطائهم وقتاً كافياً لأنفسهم بعيداً عن العمل.
الإطار القانوني لحساب الإجازات السنوية للموظفين في السعودية
نظم قانون العمل السعودي حساب الإجازة السنوية وأحكامها في المواد 109 و110 منه، فنصت المادة 109 على أنه: «يستحق العامل عن كل عام إجازة سنوية لا تقل مدتها عن واحد وعشرين يوماً، تُزاد إلى مدة لا تقل عن ثلاثين يوماً إذا أمضى العامل في خدمة صاحب العمل خمس سنوات متصلة، وتكون الإجازة بأجر يدفع مقدماً. ويجب أن يتمتع العامل بإجازته في سنة استحقاقها، ولا يجوز النزول عنها، أو أن يتقاضى بدلاً نقدياً عوضاً عن الحصول عليها أثناء خدمته، ولصاحب العمل أن يحدد مواعيد هذه الإجازات وفقاً لمقتضيات العمل، أو يمنحها بالتناوب لكي يؤمن سير عمله، وعليه إشعار العامل بالميعاد المحدد لتمتعه بالإجازة بوقت كافٍ لا يقل عن ثلاثين يوماً».
أما المادة 110 من نظام العمل السعودي فتنص على أن: «للعامل بموافقة صاحب العمل أن يؤجل إجازته السنوية أو أياماً منها إلى السنة التالية. ولصاحب العمل حق تأجيل إجازة العامل بعد نهاية سنة استحقاقها إذا اقتضت ظروف العمل ذلك لمدة لا تزيد على تسعين يوماً، فإذا اقتضت ظروف العمل استمرار التأجيل وجب الحصول على موافقة العامل كتابة، على ألاّ يتعدى التأجيل نهاية السنة التالية لسنة استحقاق الإجازة».
كيف تحسب الإجازات السنوية وفق نظام العمل السعودي؟
يستحق الموظف إجازته السنوية بعد إتمام عام كامل على العمل لدى المؤسسة أو المنشأة، ووفقاً للنصوص السابقة فإن حساب رصيد الإجازة السنوية يتوقف على مدة عمل الموظف لدى الشركة، وفق التالي:
- الموظف الذي انقضى على عمله المتواصل في المنشأة سنة كاملة لكنه لم يتم خمس سنوات متصلة بعد يستحق إجازة سنوية لا تقل عن واحد وعشرين يوماً.
- الموظف الذي أمضى خمس سنوات متواصلة أو أكثر لدى نفس صاحب العمل يحق له الحصول على إجازة سنوية لا تقل عن ثلاثين يوماً.
لكن السؤال هنا ماذا لو تراضى صاحب العمل مع الموظف كتابة في عقد العمل على عدم منحه إجازة سنوية أو تحديدها بأقل أو أكثر من المدة السابقة؟
والجواب واضح من جوهر منح الإجازة السنوية ونص المادة 109 بأن قانون العمل السعودي لا يعترف لصاحب العمل بحق منع الإجازة السنوية عن الموظف أو إنقاصها عن الحد المنصوص عنه، لذا يحق للعامل عند استحقاق إجازته السنوية أي بعد إتمام عام كامل على العمل لدى صاحب العمل التمتع بإجازة لا يقل عن 21 يوماً مدفوعة الأجر سنوياً، ويجب على صاحب العمل زيادة العمل إلى ثلاثين يوماً عند إتمام العامل خمس سنوات متواصلة من العمل لديه، ولا يمكن التنازل عن هذه الإجازة أو تخفيض مدتها أبداً تقديراً لقيمة العمل الطويل الأمد ومكافأة للموظفين المخلصين وضمانًا لحقوقهم في التمتع بأيام استراحة من ضغط العمل.
أما إذا أراد صاحب العمل في عقد العمل أو ضمن سياسات العمل المتبعة في الشركة منح العاملين إجازة سنوية تزيد عن المدة السابقة فله ذلك سواء كان ذلك بصورة سنوية أو لسنة واحدة فقط على أن تكون الإجازة بأجر مدفوع لتعد إجازة سنوية.
ولا يحق لكل منهما أيضاً استبدال الإجازة السنوية ببدل نقدي مقابلها كونها حق للعامل للاستراحة من عناء العمل ويجب عليه الاستفادة منها، فهي إذاً تقبل التأجيل وفق الضوابط القانونية لكنها لا تقبل الإلغاء أو الاستبدال.
كيف يحدد صاحب العمل موعد الإجازة السنوية؟
يتطلب تحديد مواعيد الإجازة السنوية في السعودية تحقيق توازن دقيق بين الامتثال القانوني واحتياجات العمل ورغبات الموظفين، ويتحمل أصحاب العمل دوراً رئيسياً في تطبيق سياسة الإجازات السنوية وإدارتها، إذ يمتلكون الصلاحية لتحديد مواعيد الإجازة بما يتوافق مع احتياجات العمل وفق الضوابط التالية:
- تنظيم مواعيد الإجازات السنوية: يحق لصاحب العمل أن يحدد مواعيد احتساب الإجازات السنوية للعاملين وفق متطلبات العمل وظروفه وبما يضمن استمرارية الأداء داخل المنشأة دون تعطيل، فيمكن تطبيق ذلك بالتناوب في منح الإجازات بين الموظفين لتجنب أي تأثير سلبي على سير العمل.
- منح الإجازة في سنة استحقاقها: يجب أن يتقيد صاحب العمل بضرورة منح العامل إجازته السنوية في سنة استحقاقها، لكن يجوز له تأجيل ذلك إذا كان ظرف العمل يستدعي ذلك لمدة لا تتجاوز تسعين يوماً بعد نهاية سنة الاستحقاق، وفي حال استمرت ظروف العمل التي تستدعي التأجيل فعلى صاحب العمل الحصول على موافقة خطية من العامل بتأجيل إجازته السنوية لأبعد من ذلك، على أن لا تتجاوز في كل الأحوال نهاية السنة التالية لسنة استحقاق الإجازة.
- الإشعار المسبق للعامل بموعد الإجازة: يتعين على صاحب العمل إخطار الموظف بموعد الإجازة قبل 30 يوماً على الأقل، وهو شرط إلزامي لضمان تنظيم الإجازات بطريقة لا تؤثر على التزامات العامل الشخصية والمهنية وضمان تمتعه بالإجازة على أفضل وجه.
- الأجر المستحق: تُصرف الإجازة بأجر مقدم يساوي الأجر الفعلي للموظف وهو وفق ما عرفته المادة الثانية من نظام العمل بأنه الأجر الأساسي بموجب عقد العمل مضافاً إليه العلاوات وسائر الزيادات المستحقة الأخرى التي تتقرر للعامل لقاء جهده أو المخاطر التي يتعرض لها في معرض تنفيذ عمله لدى صاحب العمل، مثل البدلات الإجبارية والاختيارية والعمولات والزيادات والمنح والمكافآت والميزات العينية.
ولتنظيم الإجازات السنوية بكفاءة، يمكنك استخدام نموذج وجدول خطة الإجازات السنوية الذي يوزع الإجازات بين الموظفين زمنياً بصورة متوازنة مع مراعاة الأولويات والاحتياجات الفردية للعاملين واحتياجات الشركة أو المنشأة، وتشمل عناصر نموذج جدول الاجازات السنوية للموظفين:
- أسماء الموظفين.
- حساب رصيد الإجازات السنوية
- موعد الإجازة المقترحة باليوم والشهر.
- ملاحظات خاصة مثل فترات الذروة للعمل وأسباب تنظيم المواعيد وفق الطريقة المتبعة في الجدول.
كما يُنصح أصحاب العمل باتباع الإجراءات والممارسات التالية عند حساب الإجازات السنوية وتحديد مواعيدها:
- التواصل الواضح:وضع سياسة واضحة للإجازات السنوية تتضمن شروط الاستحقاق وحقوق الإجازة وإجراءات طلبها، وإبلاغ الموظفين بها لضمان الشفافية.
- المرونة في الجدولة: مراعاة تفضيلات الموظفين جنباً إلى جنب مع احتياجات العمل وإمكانية التعديل وفقها لتحقيق رضا الموظفين وتعزيز الإنتاجية.
- التخطيط للتغطية: إعداد خطط بديلة لإدارة العمل أثناء غياب الموظفين، مثل تدريب فريق العمل على المهام أو توظيف بدائل مؤقتة
- التوثيق والامتثال: ضمان توثيق جميع الإجازات بالمتطلبات القانونية
- استخدام التكنولوجيا: الاستفادة من برنامج حساب الإجازات السنوية لتبسيط عملية إدارة الإجازات وحساب رصيدها وطلب الإجازة والموافقة عليه وضمان الامتثال للقوانين والأنظمة، ومن أهم هذه البرامج نظام جسر لإدارة الموارد البشرية الذي يقدم إدارة كاملة لحساب الإجازات السنوية واستحقاقها إضافة لآلية مؤتمتة لطلبها وتأجيلها وإبلاغ العاملين بمواعيدها عبر البريد الإلكتروني أو تطبيق جسر، إضافة لإدارة رحلات الإجازة والعمل
لمعرفة المزيد عن جسر النظام الأمثل لإدارة الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية يمكنك الآن طلب نسخة تجريبية منه وجدولة اجتماع مع فريق الخبراء في جسر.
هل تدخل أيام الإجازات في حساب الإجازة السنوية؟
ينص نظام العمل السعودي على أن الإجازة السنوية تحتسب استناداً إلى أيام التقويم، ما يقضي بسبب جدول الإجازات أو لائحة العمل الداخلية بأن تتداخل أيام العطلات الأسبوعية أو ربما الأعياد والمناسبات أو حتى الإجازة المرضية مع الإجازة السنوية، فكيف يتم حساب الإجازات السنوية عند التداخل مع الإجازات الأخرى؟
- الإجازات الأسبوعية: إذا تداخلت الإجازة الأسبوعية مع أيام الإجازة السنوية، فإن هذه الأيام تُحتسب من ضمن الإجازة السنوية إذا كانت ضمنها، إذ يُعدّ أن الإجازة السنوية تتخللها أيام راحة أسبوعية، أما إذا كانت عطلة نهاية الأسبوع تسبق بداية الإجازة أو تأتي بعدها، فإنها لا تُحتسب من الإجازة. على سبيل المثال إذا بدأت إجازة الموظف يوم الأحد أو انتهت يوم الخميس فلا يدخل يوم الجمعة والسبت إذا كانا عطلة أسبوعية في حساب الإجازة السنوية له، بينما إذا بدأ إجازته يوم الاثنين وانتهت يوم الأحد فكل أيام العطل الأسبوعية ضمن هذه الفترة تعد ضمن إجازته السنوية ولا يعوض عنها.
- إجازات الأعياد والمناسبات: وفقاً للائحة التنفيذية لنظام العمل السعودي في المادة 25 منها والتي تنظم إجراءات تطبيق المادة 112 من النظام الداخلي فإن تداخل إجازة الأعياد والمناسبات مع الإجازة السنوية يمنح العامل حق تمديد إجازته السنوية بقدر أيام هذه الإجازات، ولا بدّ للإشارة إلى أن اللائحة التنظيمية لقانون العمل السعودي قد عددت على سبيل الحصر إجازات الأعياد والمناسبات
بالأيام التالية:
- إجازة عيد الفطر لمدة أربعة أيام تبدأ من اليوم التالي لليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان .
- إجازة عيد الأضحى لمدة أربعة أيام تبدأ من يوم الوقوف بعرفة .
- إجازة اليوم الوطني للمملكة لمدة يوم واحد في أول يوم من برج الميزان .
- إجازة يوم التأسيس لمدة يوم واحد في الثاني والعشرين من فبراير.
- الإجازة المرضية: حددت اللائحة التنفيذية لنظام العمل السعودي في المادة 27 منها إجراءات تنفيذ حساب الإجازة السنوية عند تداخلها مع الإجازة المرضية المنصوص عنها في المادة 117 من نظام العمل السعودي، بأنه إذا وقعت أيام الإجازة المرضية أثناء أيام الإجازة السنوية، فتوقف الإجازة السنوية لحين انتهاء الإجازة المرضية ثم تستأنف بعدها، أي تمدد فترة الإجازة السنوية بقدر أيام الإجازة المرضية التي وقعت ضمنها.
هل يحق للعامل ترحيل إجازته السنوية إلى السنة التالية؟
وفقًا للمادة 110 من نظام العمل السعودي، يحق للعامل تأجيل إجازته السنوية أو جزء منها للسنة التالية لسنة استحقاقها بشرط موافقة صاحب العمل، إذ ينص النظام على أن الإجازة السنوية تُستحق خلال نفس العام الذي يحق للعامل فيها الحصول عليها وتأجيلها من صاحب العمل يأتي وفق الضوابط التي ذكرناها سابقاً، أما ترحيل الاجازات السنوية من طرف العامل مراعاةً لظروفه وترتيب وقته لتحقيق أفضل استفادة منها، فتحكمه الضوابط التالية:
- مبادرة العامل: يمكن للعامل طلب تأجيل إجازته السنوية، ويجب أن يقدم طلباً بذلك لدى صاحب العمل
- موافقة صاحب العمل: يتطلب تأجيل العامل إجازته السنوية كلاً أو بعض منها الحصول على إذن صاحب العمل وموافقته على طلب التأجيل
هل يحق للعامل العمل لدى منشأة أخرى خلال إجازته السنوية؟
تنص المادة 118 من نظام العمل على أنه: «لا يجوز للعامل أثناء تمتعه بأي من إجازاته المنصوص عليها في هذا الفصل أن يعمل لدى صاحب عمل آخر، فإذا أثبت صاحب العمل أن العامل قد خالف ذلك فله أن يحرمه من أجره عن مدة الإجازة أو ما سبق أن أداه إليه من ذلك الأجر».
وإضافة للمادة السابقة فإن إقرار الإجازة السنوية وإصرار قانون العمل على ضرورة استحقاق العامل لها واستفادته منها أصولاً بأجر كامل ودون أي حق بالتنازل عنها أو استبدالها بقيمة مالية يقضي حكماً بمنع العامل من العمل خلالها لدى منشأة أخرى، وبالتالي لصاحب العمل إثبات ذلك بكافة طرق الإثبات المقبولة واستعادة ما دفعه من أجر عن الإجازة السنوية كونها مدفوعة الأجر مسبقاً.
كيف يقدم لك نظام جسر إدارة شاملة لإجازات موظفيك السنوية؟
مع تنوع أنواع الإجازات واختلاف شروطها وأرصدتها، تواجه المنشآت تحديات كبيرة في إدارتها بدقة وفعالية لضمان عدم ضياع حقوق الموظفين أو تحميل المنشأة تكاليف إضافية بسبب الأخطاء في حساب الإجازات والتي قد تؤدي إلى خسائر مالية وإدارية تؤثر على كل من الموظف والمنشأة ومختصي الموارد البشرية.
لذلك يُعد نظام جسر الحل الأمثل، إذ يقدم نظاماً إلكترونياً متكاملاً ومتوافقاً مع نظام العمل السعودي لإدارة جميع أنواع الإجازات بفعالية، ومنها الإجازة السنوية ويوفر نظام جسر أدوات ذكية لتحديث الأرصدة ومتابعة الإجازات واستخراج التقارير بسهولة وسرعة، مع التحكم التلقائي بشروط الإجازات وفقاً لسياسات المنشأة. كما يضمن النظام اتباع الإجراءات المطلوبة بدقة من خلال مصفوفة موافقات إلكترونية وصلاحيات محددة تقلل من التدخل البشري وتعزز الكفاءة والدقة في إدارة الموارد البشرية.
وفي الإجازات السنوية تحديداً يقدم جسر تفاصيل متنوعة توضح مختلف العناصر المتعلقة برصيد الإجازات تساعد في تقديم نظرة شاملة على الإجازات السنوية للعامل وضمان إدارة الحقوق بصورة منظمة وشفافة، وتشمل:
- الرصيد الأساسي: يمثل عدد الأيام التي أُضيفت لأول مرة عند تفعيل النظام
- الاستحقاق السنوي: يشير إلى عدد أيام الإجازة التي يحق للعامل الحصول عليها سنوياً بناءً على شروط العقد
- الأيام المرحّلة: تتضمن الإجازات غير المستهلكة التي انتقلت من السنة الماضية إلى الحالية
- الإجازات المستخدمة: تشمل الأيام التي استفاد منها العامل خلال العام الجاري
- إجمالي الرصيد المتبقي: يعبر عن العدد الإجمالي لأيام الإجازة المتوقعة أن تبقى حتى نهاية السنة
- الأيام المحجوزة: تشير إلى الأيام التي تم تخصيصها لإجازات مستقبلية ولم تُستخدم بعد
- الرصيد المستحق حتى الآن: يُحسب من خلال جمع الأيام المرحّلة مع المستحقة منذ بداية العام
ما المقصود بمستحقات الإجازة السنوية؟
تعرف مستحقات الإجازة السنوية بأنها المبالغ المالية التي يستحقها العامل مقابل الأيام التي لم يستخدمها من إجازته السنوية، وبرغم أن قانون العمل كما ذكرنا لا يسمح باستبدال الإجازة ببدل نقدي إلاّ أن هناك حالات خاصة تنتهي فيها العلاقة العمالية بين العامل وصاحب العمل دون أن يستفيد العامل من كامل إجازاته السنوية، لذلك يحق له الحصول على بدل نقدي يعادل عدد أيام الإجازة غير المستخدمة.
وتعد تسوية رصيد الإجازات السنوية أو صرف بدل الإجازات السنوية عند انتهاء خدمة العامل لدى الشركة جزءاً أساسياً من حقوق العامل في استحقاق إجازة سنوية كاملة، ويجب على أصحاب الأعمال الالتزام بتسوية هذه الحقوق بطريقة عادلة وشفافة من خلال الالتزام بالإجراءات والقوانين الصحيحة التي نصت عليها المادة 111 من نظام العمل بأن:
«للعامل الحق في الحصول على أجرة عن أيام الإجازة المستحقة إذا ترك العمل قبل استعماله لها وذلك بالنسبة إلى المدة التي لم يحصل على إجازته عنها كما يستحق أجرة الإجازة عن أجزاء السنة بنسبة ما قضاه منها في العمل».
أهمية بدل الإجازة السنوية في نظام العمل السعودي؟
يُعد بدل الإجازة السنوية عنصراً أساسياً في تعزيز العدالة الوظيفية وضمان حقوق العاملين في المملكة العربية السعودية وتحقيق التوازن بين حقوق العامل وصاحب العمل، وتبرز أهميته في النقاط التالية:
- تحقيق الاستقرار الوظيفي وزيادة الحافز لدى العامل: يلعب بدل الإجازة السنوية دوراً كبيراً في تعزيز الاستقرار النفسي والمادي للعامل بمعرفة العامل أن حقوقه محفوظة خصوصاً في حال عدم استغلال إجازته السنوية، ما يعزز من التزامه وحرصه على الإنتاجية، كما أن الحصول على مستحقات نقدية مقابل الإجازات غير المستغلة يمنحه دافعاً أكبر لتقديم الأفضل وتحقيق أهداف المنشأة بنجاح.
- ضمان الامتثال للقوانين وحماية الطرفين: يفرض نظام العمل السعودي على أصحاب العمل الالتزام بدفع مستحقات الإجازة السنوية للعمال الذين لم يتمكنوا من الاستفادة منها وفق شروط وحالات معينة، لذا فإن الالتزام بالبدل المنصوص عنه في المادة 111 يضمن امتثال المنشأة للقوانين ويمنع أي تجاوزات أو نزاعات قانونية.
- تعزيز الثقة في بيئة العمل: منح بدل الإجازة السنوية بصورة عادلة يعزز الثقة بين العامل وصاحب العمل ويعطي شعوراً لدى العامل بأن حقوقه تُحترم، ما يدفعه للتعاون والولاء للشركة ويحسّن سمعتها ويجعلها بيئة جذابة للعمل
متى يحصل العامل على بدل نقدي عن الإجازة السنوية؟
تضمن الأنظمة العمالية في المملكة العربية السعودية حقوق العامل المتعلقة بمستحقات الإجازة السنوية التي لم تُستخدم في الحالات التالية:
- انتهاء علاقة العمل: يحصل العامل على مستحقاته عن الإجازة السنوية غير المستفادة عند انتهاء عقد العمل، بغض النظر عن سبب الإنهاء سواء نتيجة انتهاء مدته أو تقديم الاستقالة أو الفصل أو غيرها من الحالات، فالإجازة السنوية حق للعامل وليس تعويضاً أو مكافأة لذا تلتزم الجهة الموظِّفة بتسوية تلك المستحقات بوصفها جزء من حقوق العامل النهائية.
- انتقال العامل بين الشركات: عند انتقال العامل إلى شركة أخرى، سواء داخل نفس المجموعة أو خارجها، يجب تصفية رصيد الإجازات المتبقية ودفع تعويض مالي عنها، أو نقلها إلى الجهة الجديدة إذا تم الاتفاق على ذلك.
- وفاة العامل: في حال وفاة العامل، يصبح رصيد الإجازات السنوية جزءاً من مستحقاته المالية التي تُسلّم للورثة، وذلك ضمن إطار تسوية الحقوق الناتجة عن علاقة عمل
كيفية حساب مستحقات الإجازة السنوية
يتم أولاً احتساب رصيد الإجازات السنوية بحساب الإجازة السنوية المستحقة للعامل بناءً على النسبة بين عدد الأشهر التي عملها العامل وعدد أشهر السنة، ثم يضاف إليها الأيام المتبقية من السنة السابقة إن وجدت، وبعدها يتم طرح الأيام التي استعملها العامل خلال السنة من رصيد الإجازة الكلي ليبقى الرصيد المتبقي من الإجازة السنوية.
على سبيل المثال إن استقال العامل بعد ستة أشهر من بداية السنة وكان له في خدمة صاحب العمل 7 سنوات، فيتم الحساب وفق التالي:
- عدد أيام الإجازة السنوية عن سنة كاملة: 30 يوماً
- عدد أيام الإجازة السنوية عن 6 أِشهر: 15 يوماً
- الرصيد المتبقي من السنة السابقة: عدد الأيام المتبقية لنفرض 5 أيام
- الأيام التي استهلكها العامل خلال 6 أشهر الأخيرة: لنفرض أنه لم يستفد من أي يوم إجازة سنوية بعد
فيكون رصيد الإجازة السنوية: 15 +5 -0 = 20 يوماً
ثم يحسب ثانياً الأجر اليومي بقسمة آخر أجر شهري فعلي تلقاه العامل من صاحب العمل على 30 يوماً.
على سبيل المثال إذا كان آخر أجر فعلي تلقاه العامل هو 9000 ريال فالأجر اليومي له هو:
9000/30 = 300 ريال
وأخيراً يتم ضرب عدد الأيام المستحقة في الأجر اليومي للعامل لنحصل على المستحقات المطلوب دفعها للعامل بدلاً عن إجازته السنوية.
المبلغ المستحق في المثال السابق 300*20 = 6000 ريال.
ولضمان فاعلية العمل وسرعته ودقة النتائج وامتثالها للقوانين أنصحك بنظام جسر البرنامج الأمثل لإدارة الموارد البشرية في المملكة، فبفضل جسر كل العمليات السابقة ستكون مؤتمتة ومحفوظة بدقة في الملف الشخصي للموظف الذي يتيح حساباً آلياً لإجازات العاملين السنوية المستخدمة والمتبقية ونظاماً دقيقاً لحساب المستحقات المالية وصرفها بسهولة وكفاءة ضمن مسير رواتب مؤتمت بالكامل.
اطلب عرضًا تجريبيًا مجانًا الآن من هنا وانضم لآلاف الشركات السعودية التي تُؤمن بقوة جسر.
ختاماً، يمثل نظام الإجازة السنوية في قانون العمل السعودي ضمانة أساسية لحقوق العاملين إذ يسهم في تحقيق توازن بين متطلبات العمل واحتياجات الموظفين الشخصية، ويقدم إطاراً قانونياً متكاملاً يراعي صحة وسلامة العاملين مع الحرص على استمرارية العمل وتحقيق التوازن في المؤسسات، لذا ننصحك بتحفيز العاملين لديك على الاستفادة من الإجازات السنوية بوصفها فرصة لاستعادة النشاط وتطوير الأداء المهني وتعزيز الرضا عن حياتهم الوظيفية والشخصية.
أيهم يوسف جزان
محامي وحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، متخصص في الإدارة والموارد البشرية والقوانين العمالية. كاتب محتوى بخبرة تمتد لسنوات، أساهم مع جسر في تقديم موضوعات متخصصة تهدف إلى تعزيز كفاءة الموارد البشرية وتمكين المؤسسات من تحقيق أهدافها الإستراتيجية بفعالية.
اقرأ أيضًا على مدونة جسر
اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية
ابدأ الآن مع جسر
اطلب العرض التوضيحي الخاص بك