تسجيل الدخول اطلب عرض تجريبي الآن
AR
اطلب عرضك الخاص الآن
AR

لمسؤولي التوظيف: طرق مُجربة لإجراء مقابلة عمل احترافية فعلاً

قبل الغوص في التفاصيل، دعنا نتوقف هنا قليلاً ونُفكر معاً في إجابة السؤال التالي: ما الذي يجعل مقابلة العمل مهمة صعبة في كثيرٍ من الشركات؟ ولماذا تتحول هذه المهمة من أداة استكشاف إلى إجراء روتيني قلما يكشف معلوماتٍ حقيقية عن المرشحين؟

في واقع الأمر، يُواجه عددٌ لا بأس به من الشركات السعودية والخليجية هذا التحدي،  ليُكرر مسؤولوها سؤالاً واحداً: «هل نُوظِّف الأشخاص المناسبين فعلًا.. أم أننا ببساطة لم نسأل الأسئلة الصحيحة؟».

والأسوأ من ذلك، أن بعض هذه المقابلات تُدار بطريقة تُضيّع فرص التقييم الحقيقي وتُهدر وقت الطرفين دون أن تُنتج قراراً واضحاً أو مبرراً مهنياً.. ولكن هل هناك طريقة تُجنبنا تلك العوائق؟ هل هناك آليات ذكية لإجراء مقابلة عمل تقيس جدارة المتقدمين فعلياً دون استنزاف الوقت والطاقة؟

تفتح هذه الأسئلة باباً استكشافياً يدعونا إلى وضع أساسيات لإجراء مقابلة عمل ناجحة.. وهذا ما نهدف إلى تغطيته في الفقرات التالية. لذا، تابع قراءتك معي بعناية.. جاهز؟

المحور الأول: ما قبل الموعد (التحضير لمقابلة العمل)

الاستعداد الجيد يضمن لك تقييماً دقيقاً، كما يبعث رسالة مفادها أن بيئة العمل في شركتك احترافية وتعرف ما تبحث عنه فعلاً. لذا، حدّد أولاً نوع مقابلة العمل وهيكلها ومدتها الزمنية، ثم اتبع النصائح التالية:

1. جهز أدواتك تبعاً لنوع مقابلات العمل الذي ستعتمده

تذكّر أن الهدف من مقابلة العمل هو إجراء محادثة مفيدة للتأكد من مهارات المتقدمين ومدى تناغمهم مع ثقافة منشأتك وقِيمها. ولتحقيق هذا الغرض، ينبغي عليك تهيئة مكان مريح يُحفزّ الحوار الجاد.

وهذه مجموعة من النصائح الإضافية لمختلف أنواع المقابلات:

  • المقابلات الحضورية: تأكّد من اختيار مكان هادئ وجهزه بالأدوات اللازمة. وإذا كنت ستُجري المقابلة في مكتب الشركة، فلا تنسَ وضع علامة تنبيهية خارج المكتب تُعلم بها الأشخاص بعدم المقاطعة أو الإزعاج.
  • المقابلات الافتراضية: أما في مقابلة العمل عن بُعد، فأول نصيحة هي أن تتأكد من استقرار الاتصال وجودة الصوت والصورة. اختر أيضاً مكاناً مناسباً بعيداً عن ضوضاء المنزل أو الأطفال.
  • مقابلات اللجنة: إذا انضم إليك مسؤولون آخرون في الشركة لإجراء مقابلة العمل، فيجب أن تتفقوا إذاً على توزيع الأدوار وطرح الأسئلة وتدوين الملحوظات. وقد يفيدك إجراء تجربة افتراضية مسبقاً لتفادي التعارض أو الأخطاء خلال المقابلة الشخصية مع المتقدم.
  • المقابلات التقنية: إذا نويت اختبار مهارات المتقدمين ببعض الاختبارات العملية أو التحديات المباشرة (مثل كتابة كود برمجي أو استخراج بيانات)، فاستعن أولاً بالمسؤولين الفنيين لصياغة الاختبار وتدقيقه. قيّم بعد ذلك فاعليته واسأل الخبراء: هل يقيس هذا الاختبار المهارات المرتبطة فعلياً بالدور الوظيفي؟

2. خصّص وقتاً بين المقابلات

تجنّب جدولة المقابلات بطريقة متتابعة دون فواصل زمنية، لأن هذا الأمر يُضعف تركيزك ولا يمنحك وقتاً كافياً لتدوين ملحوظاتك ومراجعة أداء المرشحين بفاعلية. لذا، خذ وقتك وَضعْ فواصل زمنية بين المقابلات.

ولتهيئة ذاكرتك قبل كل مقابلة عمل، اتبع الخطوات التالية:

  • راجع الإعلان الوظيفي وتأكد من إدراكك الكامل لمختلف المهارات المطلوبة. 
  • اقرأ بعناية السيرة الذاتية وملفات المرشح المُرفقة. 
  • تأكد من فَهمك التام لجميع العناصر المذكورة في السير الذاتية (وإذا لاحظت غموضاً، حدّد النقطة لتسأل عنها المتقدم في أثناء المقابلة).
  • قارن أسئلتك بسيرة المرشح لتحديد الأسئلة ذات الأولوية.
  • أحضر معك دفتر ملحوظات وقلماً أو جهازًا لوحياً  (حتى تُسهِّل على نفسك تسجيل الملحوظات المطلوبة فورياً).
  • دوّن أي تذكيرات تود إخبارها للمرشح (مثل موعد المقابلة التالية إذا كنت تُجري مقابلات العمل على عدة مراحل).
  • احرص على وجود ساعة أو مؤقت بالقرب منك لمتابعة الوقت والالتزام بالجدول الزمني المخصص لكل مقابلة. ومع ذلك، تجنّب النظر المتكرر إليه. (حتى لا يشعر المرشح بأنك في عجلة من أمرك أو غير مهتم بحديثه).

ملحوظة: من الخطوات الاستباقية التي تُفيدك في هذه المرحلة هي دمج فحص المرشحين في خطة التوظيف من اليوم الأول. 

توصية:

كما لاحظت معي في الفقرات السابقة، تُعَد مراجعة بيانات المرشحين -قبل المقابلة- خطوة محورية. ولكن الاعتماد على مراجعتها يدوياً يستهلك الوقت ويزيد من معدل الأخطاء، خصوصاً مع زيادة أعداد الملفات المطلوب مراجعتها. لهذا، يهتم نظام تتبع المتقدمين من جسر  بتبسيط هذه المهمة من خلال أتمتة تحليل السير الذاتية ومقارنتها بمتطلبات الوظائف، عبر خوارزميات دقيقة تُفرز الملفات الأكثر ملاءمة بدقةٍ أعلى وفي وقتٍ أقل.

وبمجرد تفعيل هذه الميزة، يُحللّ النظام السير الذاتية الواردة ويُحدد درجة توافق كل مرشح بناءً على مؤهلاته وخبراته مقارنةً بالوصف الوظيفي. وفي حال تغيّرت متطلبات وظيفتك، ستتمكن من تحديث نتائج التوافق بضغطة واحدة، مع سهولة إيضاح العوامل المطابقة وغير المطابقة داخل كل ملف.

يمكنك التعرف أكثر على هذه المزايا بطلب عرضٍ تجريبي مجاناً من هنا.

3. حدّد الأسئلة التي ستطرحها 

لا يتعيّن عليك طرح أسئلة جديدة مع كل متقدم ستُقابله، ولكن من المهم أن تتوافق أسئلتك مع متطلبات الدور الوظيفي والمعلومات المستخلصة من سيرة المتقدم (والملفات التي أرفقها). لاحظ أن التفكير المسبق في الأسئلة التي تطرح في مقابلة العمل سيُبسط المهمة ويُظهر للمرشحين احترافيتك.

وإذا كنت ستُجري مقابلات مع عدة متقدمين للمنصب نفسه، أنصحك باعتماد مجموعة من الأسئلة الثابتة، التي تُسهّل عليك المقارنة الدقيقة لاحقاً وتحدّ من تأثير الانطباعات العابرة أو التحيّز غير الواعي.

تجهيز أسئلة المقابلة

وهذه بعض الإرشادات الأساسية لإنشاء أسئلة مقابلة عمل ناجحة: 

  • انتقِ الأسئلة السلوكية: الجأ إلى الأسئلة التي تعرفك على سلوكيات المرشحين، كالأسئلة التي تبدأ بجمل مثل: «أخبرني عن موقف.. أو اشرح لي كيف تصرفت»، فهي تساعدك على تقييم أداء المرشح في مواقف فعلية بعيداً عن الأفكار النظرية.
  • اربط أسئلتك بمتطلبات الدور: لا تسأل عن القيادة أو مهارات التفاوض في وظيفة لا تتطلبها وركّز على المهارات الأساسية للوظيفة الشاغرة. 
  • تجنّب الأسئلة المغلقة: لا تسأل أسئلة يمكن الإجابة عنها بنعم أو لا فقط، ما لم تكن راغباً في قياس معلومات محددة، لأن هذه الطريقة لا تُزودك برؤى واضحة أو دلالات عميقة. 
  • خصص مساحة لأسئلة المرشح في نهاية المقابلة: كأن تسأل المتقدم: «هل لديك أي أسئلة تحب أن تطرحها عن الوظيفة أو الشركة؟». لذا، لا تنسَ إضافة ملحوظة تذكيرية بتَلقي أسئلة المرشحين، ويمكن أن تُخصص خانة لتلخيص الأسئلة التي تلقيتها وكيف تفاعل المتقدم مع إجاباتها.

نموذج الأسئلة الأساسية في مقابلة العمل

وفيما يلي نموذج مصغّر لبعض الأسئلة التي يمكنك الاستعانة بها (بعد تعديلها وفق نوع الوظيفة ودرجتها):

  1. ما الذي جذبك للتقدم إلى هذا الدور تحديداً في شركتنا؟ (يُعرفك على نقاط الإلهام التي دفعت المتقدم لاختيار شركتك، ويقيس مدى اهتمامه الفعلي بالمجال أو الدور الوظيفي).
  2. صف موقفاً صعباً واجهته في العمل سابقاً وكيف تعاملت معه؟ (يُطلعك على طريقة تفكير المرشح ووعيه الذاتي ومهاراته في حل المشكلات).
  3. كيف توازن بين العمل الجماعي واتخاذ القرارات الفردية؟ (يُحدد قدرة الموظف على ترتيب أولوياته ومراعاة الاحتياجات المطلوبة دون أن يفقد استقلالية قراره).
  4. ما توقعاتك للسنوات الثلاث القادمة من حيث التقدم المهني؟ (يعرفك على مدى طموح المرشح واستقراره المهني).
  5. كيف تحافظ على تطوير نفسك مهنياً خارج أوقات العمل؟ (يعرفك على نمط التعلم الذاتي لدى المتقدم ومدى التزامه بتطوير نفسه باستمرار).
  6. ما أهم إنجاز حققته في عملك السابق ولماذا تعتبره كذلك؟ (يساعدك هذا السؤال على تقييم ما يعتبره المتقدم إنجازاً ومدى ارتباطه بالأثر الملموس والنتائج العملية).
  7. ما المهارات أو الخبرات التي تعتقد أنها تمنحك ميزة تنافسية؟ (يعرفك على العناصر التي يرى المتقدم أنها تميّزه عن غيره، مما يتيح لك قياس وعيه بقدراته الحقيقية).
  8. ما الذي تتوقعه من مديرك المباشر في بيئة العمل المثالية؟ (يكشف هذا السؤال عن تصورات المرشح تجاه القيادة والدعم، ويساهم في قياس مدى توافقه مع أسلوب الإدارة في شركتك).
  9. إذا لاحظت بعض الأخطاء في مشروعٍ ما، فما أول خطوة تقوم بها؟ (يُظهر طريقة تعامل المتقدم مع المشكلات، ومدى مبادرته وتحمله للمسؤولية في بيئات العمل الحرجة).

4. حدّد مقياساً عملياً لتقييم إجابات المرشحين

لتجهيز مقابلة عمل احترافية ومتسقة، من المهم إنشاء مقياس موضوعي لتقييم إجابات المتقدمين؛ أملاً في تجنب الانطباعات الشخصية ولتبسيط عملية المقارنة.

تقييم المقابلة بمقياس رقمي

في هذه الخطوة، مطلوب منك تحديد الأسئلة الأساسية التي ستنطلق منها وتطرحها على كل مرشح، ثم أَنشئ جدولاً بسيطاً يحتوي على تلك الأسئلة ومقياساً رقمياً لتقييم كل إجابة على النحو الآتي:

وصف الدرجة

درجة التقييم

إجابة ضعيفة جداً (لا تُظهر فهماً أو خبرة مناسبة للدور الوظيفي المطلوب). 1
إجابة ضعيفة أو سطحية (تنقصها التفاصيل أو العمق). 2
إجابة متوسطة  (أي تغطي النقاط الأساسية ولكن دون أن تُظهر تميّز المتقدم). 3
إجابة جيدة (واضحة ومقنعة وتٌظهر وعياً جيداً). 4
إجابة ممتازة ومتكاملة (أي إجابة مبنية على خبرات حقيقية ومهارات واضحة ونتيجة مطلوبة في هذا الدور الوظيفي). 5

 

توصية في الصميم: استخدم هذا المقياس لكل سؤال رئيسي في مقابلة العمل، فهو يُسهم في توثيق الأداء الكامل للمرشح بطريقةٍ منهجية. وفي حالة إجراء المقابلة بمشاركة أكثر من مسؤول، استخدم النموذج نفسه لجميع المسؤولين المشاركين -ولكن شجعهم على تعبئته باستقلال- ثم قارِن التقييمات في نهاية المقابلة لتحديد مدى التقارب أو التفاوت، وناقش بعد ذلك أي اختلاف في وجهات النظر.

الاستعانة بنموذج STAR

بالإضافة إلى الطريقة السابقة، بإمكانك تقييم إجابات المتقدمين في المقابلة باستخدام نموذج STAR. وهو إطار يساعدك على تقييم الإجابات بطريقةٍ موضوعية ومنظمة. وكلمة  STAR هي تجميعة للأحرف الأولى من الكلمات الإنجليزية التالية: 

  • S – الموقف (Situation): ما هو السياق أو المشكلة التي واجهها المتقدم؟
  • T – المهمة (Task): ما المسؤولية أو الدور المطلوب منه؟
  • A – الإجراء (Action): ما الذي قام به فعلياً لحل المشكلة؟
  • R – النتيجة (Result): ما النتيجة النهائية التي حققها؟
مثال افتراضي لطريقة تقييم المرشحين بأسلوب STAR

لنفترض هنا أنك تُجري مقابلة مع أحد المتقدمين لمنصب «مشرف فرع»، وسألته السؤال التالي:  «احكِ لي عن موقف واجهت فيه تراجعاً في رضا العملاء، وكيف تعاملت معه؟».

وبتحليل إجابة المرشح وفق أسلوب STAR، وجدت أن الإجابة ممتازة تبعاً لرد المتقدم التالي: 

  • الموقف : «كنت أعمل كمشرف فرع لمتجر إلكترونيات في الرياض، وواجهنا انخفاضًا حادًا في تقييمات العملاء الشهرية».
  • المهمة: «كُلفت بتحليل السبب واقتراح خطة لتحسين مستوى الخدمة خلال أسبوعين».
  • الإجراء المُتخد: «راجعت تقارير الملاحظات وحددت أن 70% من الشكاوى تتعلق بتأخر الشحن. اجتمعت مع فريق الخدمات اللوجستية، وغيّرنا مزود الشحن إلى شركة أسرع وطبّقنا نظام متابعة آلي للطلبات».
  • النتيجة: «ارتفعت تقييمات رضا العملاء من 3.2 إلى 4.5 خلال شهر واحد، كما قلت الشكاوى بنسبة 60%».

ملحوظة مهمة: يُتيح لك نظام جسر إنشاء بطاقة تقييم مخصصة لكل وظيفة بسهولة تامة، وذلك عبر تحديد المهارات الأساسية وتوزيع التقييم على المقابلين وربط النتائج مباشرةً بملف كل مرشح. بهذه الطريقة، لن تكتفي بتوثيق الانطباعات، بل ستخلق نظاماً متكاملاً لمقارنة المرشحين وتحليل ملاءمتهم الوظيفية على أُسس قابلة للقياس؛ مما يرتقي بمستوى الحياد والاحتراف في قرارات التوظيف.

المحور الثاني: التوصيات الأساسية في أثناء مقابلة العمل

1. ابدأ بمقدمة ودية 

الدقائق الأولى من مقابلة العمل فرصة ذهبية لبناء الثقة وخلق أجواء مريحة. لذا، تواصل بصرياً مع المتقدم وابدأ بتحية بسيطة تُشعره بالترحيب، خصوصاً إن كان مشواره طويلاً أو عبر بيئة مزدحمة كالمناطق التجارية أو الصناعية. يمكن أن تقول له مثلاً كافتتاحية لطيفة: «أهلاً وسهلاً بك، نورتنا اليوم. إن شاء الله ما واجهت زحمة في الطريق؟». أو «جميل أنك وصلت مبكراً، نحب دائماً هذا النوع من الالتزام».

2. قدّم نفسك (وفريق المقابلة إن وُجد)

بعد أن تنتهي من الافتتاحيات الأولية، عرّف المرشح بنفسك بوضوح. وإن كان سيُشارك في المقابلة أكثر من مسؤول، اشرح علاقة كل شخص مشارك بالوظيفة الشاغرة،. مثال ذلك: 

«أنا محمد التويجري، مدير التوظيف في الشركة. ويشاركنا اليوم المهندس عبدالعزيز، مدير قسم التشغيل. والوظيفة مرتبطة مباشرةً بفريقه، لذلك وجوده اليوم يعطينا نظرة أوضح من الجانب الفني». 

يمكن أن تُقدِّم بعد ذلك لمحة سريعة عن شركتك وقيمها وميزتها التنافسية (مع ربطها أيضاً بسياق الوظيفة المطروحة)، كأن تقول: «نحن نعمل منذ أكثر من ١٥ عاماً في مجال التقنية. ونؤمن ببناء فِرق مرنة ومبادرة، ونسعى لتعيين أشخاص يشاركوننا هذا الفكر، خصوصاً في المجال التسويقي؛ إذ نواجه تحديات متغيرة باستمرار». 

يُطلع هذا التعريف المرشح عن الجو العام وتوقعات المقابلة، كما يُذكره بأهمية الدور الوظيفي داخل شركتك.

3. وضّح جدول المقابلة وتوقعاتها

الخطوة التالية هنا هي أن تشرح طريقة سير المقابلة، وبذلك ستمنح المتقدم إطاراً واضحاً يُقلل من توتره. قد تقول له: «سنبدأ أولاً بالتعرف على خبراتك ومهاراتك، ثم سنشرح لك طبيعة العمل معنا وسنستقبل أسئلتك بعد ذلك».

حاول في هذه المرحلة أن تطرح الأسئلة الأقل صعوبة في البداية، ثم زِد مستوى الأسئلة تدريجياً تبعاً لتدفق حوار مقابلة العمل.

قد تبدأ بأسئلة من قبيل: 

  • أخبرني عن بعض اهتماماتك خارج العمل؟
  • كيف علمت بهذه الوظيفة الشاغرة؟
  • ما الذي أثار اهتمامك بشركتنا؟

4. ركزّ على قيمة المحادثة 

استخدم قدر الإمكان نبرة حوارية وفضولية. وتجنّب الأسئلة الجافة، مثل: «ما هو أكثر منصب واجهت فيه تحديات، ولماذا؟»، بل جرب إعطاء ملحوظة أو تشجيع مُسبق قبل طرح السؤال، كأن تقول: «لاحظت يا يوسف أنك عملت سابقاً في التسويق الرقمي على منصة إنستقرام وتيك توك. أعتقد أن هذا النوع من الوظائف يتطلب مجهوداً إبداعياً كبيراً. كيف كانت تجربتك معه؟». 

يخلق هذا الأسلوب مناخاً مريحاً يدفع المرشح للحديث بعفوية عن تجاربه ونمط تعامله مع المواقف الواقعية في عمله السابق. وفي حال قدّم المرشح إجابة مقتضبة لا تُشبع فضولك، شجّعه بلطفٍ على التوسّع قائلاً: «إجابة مثيرة للاهتمام، لكن ممكن تحكي لي أكثر كيف تعاملت مع الموقف؟».

5. اهتم بما لا يقوله المتقدّم 

لا يكفي هنا أن تُنصت بعناية إلى كلمات المتقدمين وتُقيمها بطريقة STAR أو غيرها، بل من الضروري أن تُراقب ما وراء الكلمات، مثل أسلوب المتقدم ونبرة صوته وتغيراتها وتفاصيله الدقيقه. اسأل نفسك في أثناء حديث المرشح:

  • هل يظهر حماساً للتطور المهني؟
  • هل يتعامل مع الإخفاقات كفرص للتعلّم؟
  • هل يتحدث عن الفريق بروح التعاون؟ 
  • هل تغيرت نبرة صوته عند الحديث عن مشروع معين؟ (سجّل هذه الملحوظة وأَشر إليها إن كانت في سياقٍ مهم).

ولا تغفل عن المؤشرات السلبية في ردود المرشحين في مقابلة العمل، مثل: 

  • كثرة اللوم على الآخرين أو الإساءة لزملاء ومديرين سابقين. 
  • أسلوب متعجرف أو شكوى دائمة.
  • اهتمام مصطنع بالشركة، أو عدم معرفة بأساسيات الوظيفة. 
  • ضعف مهارات الاستماع، كأن يقاطعك المرشح أو لا يجيب بدقة عن السؤال الذي تطرحه.

6. اختم مقابلة العمل بلطف 

من المهم أن تُنهي المقابلة بودٍ وتترك انطباعاً جيداً عن شركتك واحترافيتها. لذا، لا تقطع تدفق المحادثة فوراً، بل مهِّد للختام بلطف، كأن تقول: «شكراً لك! كانت إجاباتك ثرية ومهمة جداً. وقبل أن نختم، لدي سؤال أخير، وبعده سأعطيك المساحة لطرح أي استفسارات لديك عن الشركة أو الدور الوظيفي». 

وبعد الانتهاء من أسئلتك وأسئلة المتقدم، وضّح له الخطوات التالية بصدقٍ؛ أي اشرح له ما إذا كانت هناك مقابلة ثانية مستقبلية، ومتى يُتوقع صدور قرار التوظيف من عدمه، ومَن سيتواصل معه بهذا الشأن وبأي وسيلة (اتصال هاتفي أم بريد إلكتروني.. إلخ). ومثال ذلك: 

«ما زلنا نجري مقابلات مع بعض المرشحين الآخرين خلال هذا الأسبوع، ونتوقع اتخاذ القرار النهائي بحلول يوم الأحد القادم، وسنتواصل معك على البريد الإلكتروني بعد ذلك إن شاء الله». 

ثم عبّر عن تقديرك لوقت المشرح واستعداده. وإذا لاحظت شيئاً شخصياً في حديثه -كتحضيره لمؤتمرٍ أو حدثٍ مميز- فاذكر ذلك بلطف: «بالمناسبة، تمنياتي بالتوفيق في مؤتمر الأسبوع القادم». بعد ذلك، رافق الموظف خلال وداعه إلى الباب (أو أغلق الخط) بابتسامة صادقة.

المحور الثالث: ما بعد انتهاء مقابلة العمل

1. دوّن ملحوظاتك فوراً بعد المقابلة

لا تؤجل تدوين ملحوظاتك لحين الانتهاء من سلسلة المقابلات، لأن قدرتك على تذكر التفاصيل والانطباعات الأولية تضعف مع الوقت. وبناءً عليه، خصص 5 إلى 10 دقائق بعد كل مقابلة عمل لتسجيل تقييماتك وانطباعاتك على النحو الآتي:

  • أَبْرِز إجابات المرشح التي أثارت انتباهك.
  • اذكر نقاط القوة والضعف التي لاحظتها.
  • دوّن أي إشارات سلوكية تحتاج إلى متابعة.
  • حدد أي أسئلة أو فجوات لم تُناقش بعناية.

2. تابع مع المرشحين 

لا تترك المرشحين في منطقةٍ رمادية دون أن يعرفوا قرارك النهائي لوقتٍ طويل. وأنا أميل إلى رأي الخبراء الذين يُوصون بإعلام جميع المرشحين بنتائج المقابلة، سواءً أكانت رفضاً أم قبولاً، لأن الاحترام يبدأ بالوضوح.

لذا، إن كنت تتفق معي على هذه الفكرة، يمكنك إذاً أن تُرسل إلى المتقدمين المرفوضين رسالةً إنسانية ولبقة تُبقي انطباعاً إيجابياً عن شركتك. باستطاعتك أن تُشجعهم أيضاً على التقديم لاحقاً أو حتى التوصية بشركتك لآخرين.

عموماً  لا داعي لذكر تفاصيل دقيقة في رسالة الرفض، لكن تأكد من احتوائها على كلمات شكرٍ وتقدير، مع التأكيد على أن القرار لا يُقلل من كفاءة المتقدم. 

وهذا نموذج لما يمكن إرساله: 

«نشكرك على الوقت الثمين الذي خصصته لنا وعلى حضورك الإيجابي. نود إعلامك بأننا درسنا ملفك الشخصي بعناية وبعد مراجعة جميع المرشحين، قررنا المضي قدماً مع مرشح آخر لهذه المرحلة. نُقدّر مهاراتك وخبرتك ونقدر الوقت والشغف الذي بذلته في طلبك. سررنا حقاً بالتعرف عليك وعلى طموحاتك، ونرحب بك دائماً في أي فرص مستقبلية تناسب تطلعاتك». 

 

خلاصة إجراء مقابلة عمل ناجحة 

قد تكون مهمة إجراء المقابلات الشخصية من أكثر المهام تحدّياً لمسؤولي الموارد البشرية، ليس لصعوبتها التقنية، بل لأنها لحظة مصيرية تُحدد مَن سيحمل معك راية التقدّم أو يعرقل مسارك دون قصد. 

وكما يذكر «جيم كولينز» في كتابه الشهير «من جيد إلى عظيم»، فإن العامل الحاسم في بناء الشركات العظيمة لا يكمن في الأسواق أو التكنولوجيا أو حتى المنافسة، بل في القدرة على استقطاب الكفاءات المناسبة والاحتفاظ بها. لذا، راجع ملفات المتقدمين وقابلهم بعين الباحث عن شركاءٍ في النجاح، لا موظفين لسد الفراغ.

ولاستكمال دائرة المعرفة، أنصحك بالاطلاع على التحديثات التنظيمية المتعلقة بإعلانات التوظيف والمقابلات الصادرة عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية؛ فهي تزودك بإطارٍ قانوني يُعزز من جودة ممارساتك وشرعيتها.

اقرأ أيضًا على مدونة جسر

الاشتراك-في-نشرة-جسر-HR-البريدية

اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية