اتجاهات مسير رواتب الموظفين لعام 2024: حقائق ينبغي معرفتها

تشكل أتمتة مسير رواتب الموظفين 14% من إجمالي نسبة الأتمتة في عمل إدارة الموارد البشرية، يعني ذلك أن مسير الرواتب Payroll يشق طريقه نحو التطوير والتحديث من أجل إصلاح الطرق العتيقة والمكلفة في إعداد الرواتب. نلقي نظرة فيما يلي على أهم اتجاهات مسير الرواتب لعام 2024 من أجل الإبقاء على شركتك جاهزة للمستقبل.

جدول المحتويات:

• التكيف مع العمل عن بعد
• الجوال جزء من تجربة الراتب
• التطبيع مع الذكاء الاصطناعي
• التكامل مع نظام الموارد البشرية
• مواكبة التشريعات الجديدة
• تقارير بيانية متنوعة

6 من أهم توجهات مسير رواتب الموظفين في 2024 

1. التكيف مع العمل عن بعد

نما العمل عن بعد خلال السنوات القليلة الماضية ومن المتوقع أن يستمر في النمو مستقبلا، إذ قدمت العديد من الشركات خيار العمل المرن لموظفيها بحيث يتسن لهم اختيار أسلوب العمل المناسب لهم سواء من المنزل أو من المكتب أو الاثنين معا، خاصة في ظل ملاحظة أن العمل المرن يزيد من الإنتاجية ويحسن معدل الاحتفاظ بالموظفين.

سبب آخر دفع الشركات إلى دمج أسلوب العمل عن بعد هو توظيف الكفاءات من خارج الدولة، إذ أتاح التطور الكبير في أدوات العمل الجماعي والاجتماعات عبر الإنترنت إلى تمكين الشركات من استقطاب الموظفين المهرة دون التقيد بموقعهم الجغرافي. 

أسفر كل ما سبق عن ظهور الحاجة إلى تبني مسير رواتب يتمكن من دمج الموظفين الذين يعملون عن بعد دون حدوث مشكلات، على سبيل المثال يمكن لهذا النظام اعتماد طرق تسجيل الحضور عن بعد بدلا من البصمة والموقع الجغرافي، كذلك يعالج مسير رواتب الموظفين عملية تحويل الأموال عبر الحدود بنجاح.

2. الجوال جزء من تجربة الراتب

استلام الراتب جزء أصيل من مجمل تجربة الموظف في الشركة، ونظرا لتركيز الشركات بشكل متزايد على توفير تجربة عمل إيجابية وتحسين رفاهية الموظفين، تحتم أن يتم توفير مسير رواتب سهل الاستخدام وسريع على الهاتف الجوال الذي أصبح أحد أبرز اتجاهات مسير رواتب الموظفين، بحيث يتضمن تطبيقا يسهّل على الموظف الوصول إلى معلومات الراتب الخاصة به دون الحاجة إلى الرجوع إلى موظفي الموارد البشرية.

إضافة إلى ما سبق، يحتاج الموظفون الذين تستدعي طبيعة وظيفتهم العمل خارج المكاتب أو التنقل بشكل مستمر أو العمل من المنزل، إلى بوابة للخدمة الذاتية يصلون إليها عبر الإنترنت من أي مكان وفي أي وقت من خلال الهاتف الجوال. 

تظهر هنا أهمية التقنية السحابية كحل شامل يتيح الوصول إلى البيانات عبر أي جهاز (جوال أو حاسوب) وفي أي مكان متصل بالشبكة العنكبوتية، ما يوفر تجربة استخدام سهلة وثقافة عمل رائدة تُحسّن المركز التنافسي للشركة في سوق التوظيف.

3. التطبيع مع الذكاء الاصطناعي

لم يعد خافيا على أحد أننا نمر بمرحلة تطبيع بطيء ولكنه ثابت مع الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال، ومسير الرواتب ليس بعيدا عنه. إذ أصبح من السهل على الذكاء الاصطناعي والأتمتة بشكل عام مساعدة الشركات في توفير الوقت والجهد عند إعداد مسير الرواتب وتبسيط إجراءات الإعداد وتحسين الكفاءة.

نلاحظ دمج التقنية في جوانب عدة ذات صلة بالراتب، فمثلا أصبحت المهام الروتينية مثل تسجيل مواعيد الحضور والانصراف وإجراء العمليات الحسابية بالإضافة والخصم تتم اعتمادا على الأتمتة، كما أن المهام الأكثر تعقيدا مثل معالجة الطلبات غير العاجلة باتت أكثر سرعة في الإنجاز بمساعدة برامج الدردشة الآلية chatbots، التي تستطيع إجراء محادثة مع الموظف حول ما يريد. إضافة إلى ذلك يستطيع الذكاء الاصطناعي في مسير رواتب الموظفين فحص بياناتهم واكتشاف أي تعارض أو خطأ في التسجيل. 

لا يساعد الاعتماد على الأتمتة والذكاء الاصطناعي في إتاحة المزيد من الوقت لموظفي مسير الرواتب في العمل على المشاريع الأكثر أهمية وقيمة فقط، بل يساهم في تعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة من خلال تقليل البصمة الكربونية، إذ يتم إعداد كشوف الرواتب رقميا، فيقل استخدام الأوراق في حفظ السجلات ودفع الأجور نقدا.

4. التكامل مع نظام الموارد البشرية

يعد هذا الاتجاه أحد أهم اتجاهات مسير الرواتب، إذ يتنامي طلب مدراء الموارد البشرية على دمج نظام مسير الرواتب مع أنظمة الموارد البشرية الأخرى مثل الحضور والانصراف وإدارة الأداء وإعداد التقارير وجدول الدوامات والإيداع المباشر و تتبع الإجازات، ذلك من أجل تزويد الموظفين بتجربة استخدام سلسة ومتكاملة، بالإضافة إلى تحسين دقة البيانات والاستغناء عن إدخال البيانات بشكل متكرر في أكثر من نظام.

يساعد دمج مسير الرواتب مع نظام إدارة الموارد البشرية في إدارة الرواتب بشكل أسهل وحماية البيانات وتقليل الأخطاء وتوفير الوقت، كما أن سهولة الاستخدام التي تتميز بها أنظمة الموارد البشرية بالنسبة للموظفين -إذ يمكنهم الاطلاع على تفاصيل الراتب وتغيير المعلومات الشخصية وتقديم الطلبات- جعل الحاجة إلى استخدام مسير رواتب مستقل بذاته تختفي تدريجيا.

إضافة إلى ما سبق، ينمو اتجاه جديد ذو صلة بالتكامل وهو المرونة والقابلية للتوسع، ففي ظل اتساع نطاق الأعمال إلى فروع في مناطق جغرافية مختلفة وازدياد حجم الأعمال مع مرور الوقت، تزداد الحاجة إلى نظام مسير رواتب قابل للتوسع يمكن للشركة أن تنمو في ظله بسهولة ودون تحديات بسبب الحجم.

5. مواكبة التشريعات الجديدة

يعتمد مسير رواتب الموظفين على البيانات فتندمج فيه بسلاسة جميع المعلومات ذات الصلة اللازمة للامتثال للنظم الحكومية والتشريعات، وفي ظل التغيرات التي تلحق بهذه النظم بوتيرة متكررة مع تغير مشهد الأعمال، أصبح مسير الرواتب أكثر مواكبة للتحديثات التي تجري بشكل مستمر. 

لا يقتصر الأمر على مواكبة التغييرات المحلية فقط، بل ظهرت الحاجة إلى وضع جميع اللوائح المختلفة المعمول بها عند ممارسة الأعمال التجارية عبر الحدود، إذ أصبح مسير الرواتب أكثر عولمة في ظل توسع الشركات على المستوى الدولي وتفاعلها بانتظام في عملياتها التجارية مع دول مختلفة حول العالم.

من هذا المنطلق أصبح مسير الرواتب يراعي التدابير الدقيقة المطلوب اتخاذها للحفاظ على الامتثال القانوني لحماية الشركة من الوقوع في مشكلات قانونية مكلفة من ناحية، وللحفاظ على سمعة طيبة للشركة في السوق من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الاعتبار الأهم وهو تجنّب التوترات التي قد تحدث بين الإدارة والقوى العاملة بسبب إغفال بعض الحقوق التي يكفلها القانون، مثل الحد الأدنى للأجر والحد الأقصى للاستقطاع من الراتب.