لم يعد التقدير المالي وتقديم العلاوات يعتمد على الأقدمية وحدها بل أصبح ربط العلاوة بالأداء الوظيفي أحد أبرز أدوات التحفيز وتقدير الكفاءة، إذ يتيح هذا الربط مكافأة الإنجاز الحقيقي وخلق ثقافة تعتمد على النتائج لا على العلاقات أو الانطباعات، لكن نجاح هذه الإستراتيجية يتطلب نظاماً دقيقاً وعادلاً يضمن الشفافية ويعالج تحديات عدة مثل التحيز وضبابية المعايير وصعوبة التقييم.
نتناول في السطور التالية
- العلاقة بين الأداء الوظيفي والعلاوة
- مزايا وتحديات ربط العلاوة بالأداء
- أهم التوصيات لضمان فعالية ربط العلاوة بالأداء الوظيفي
- كيف يساعدك نظام جسر على تعزيز ربط العلاوة بالأداء الوظيفي وتجنب التحديات؟
العلاقة بين الأداء الوظيفي والعلاوة
تُعد العلاقة بين الأداء الوظيفي والعلاوة أساساً مهماً في أنظمة إدارة الأداء الحديثة، إذ تُمنح العلاوة، سواء كانت سنوية أو مكافأة مرتبطة بإنجازات محدّدة، بوصفها تقديراً للجهود المبذولة والنتائج المحققة ما يخلق حافزاً مباشراً للموظفين لتحسين أدائهم، ولا يعد هذا المفهوم جديداً لكنه يتطور باستمرار ليواكب التغيرات في بيئة العمل ومتطلبات الموظفين.
الأسس النظرية لربط العلاوة بالأداء
تستند فكرة ربط العلاوة بالأداء الوظيفي إلى عدة نظريات تحفيزية في علم الإدارة وعلم النفس التنظيمي، ومن أبرزها:
- نظرية التوقع (Expectancy Theory): تفترض لمعرفة هل العلاوة مرتبطة بالأداء الوظيفي أن دافعية الفرد للقيام بعمل ما تتأثر بتوقعاته بأن جهوده ستؤدي إلى أداء جيد وأن هذا الأداء سيُكافأ بمكافآت قيمة، وبالتالي عندما يرى الموظف أن هناك علاقة واضحة ومباشرة بين أدائه المتميز والعلاوة التي سيحصل عليها تزداد دافعيته لبذل المزيد من الجهد.
- نظرية التعزيز (Reinforcement Theory): تعد العلاوة تعزيزاً إيجابياً للسلوك المرغوب وهو الأداء المتميز ما يزيد من احتمالية تكرار هذا السلوك في المستقبل، فعندما يتلقى الموظف مكافأة على أدائه الجيد فإنه يربط هذا الأداء بالنتائج الإيجابية ما يعزز لديه الرغبة في الحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء.
- نظرية تحديد الأهداف (Goal-Setting Theory): تشير إلى أن الأداء يتحسن عندما يلتزم الموظف بهدف محدد قابل للقياس ومرتبط بمكافآت ملموسة مع تزويده بتغذية راجعة منتظمة حول تقدمه، وعند ربط العلاوة بتحقيق أهداف محددة يشعر الموظف بقيمة الجهد الذي يبذله ما يعزز التركيز والانضباط.
- نظرية الوكالة (Agency Theory): تشرح العلاقة بين المنشأة وهي الأصيل والموظف وهو الوكيل وتفترض وجود تضارب محتمل في الأهداف بين الطرفين، لذلك توصي بربط العلاوة بالأداء لتحفيز الموظف على تحقيق أهداف المنشأة ومواءمة مصلحته مع مصلحتها ما يعزز المنافع المشتركة.
- نظرية العدالة (Equity Theory): تركز على أن ربط العلاوة بالأداء الوظيفي يعزز شعور العدالة التوزيعية، إذ يقيم الموظف العدالة من خلال مقارنة ما يحصل عليه بما يقدمه من مساهمة مقارنة بزملائه، فإذا اعتقد أن المكافآت تُمنح بناءً على مساهمته الحقيقية فإن هذا يقلل من الشعور بالظلم ويزيد من الرضا الوظيفي والتحفيز.
ربط العلاوة بالأداء الوظيفي في المملكة العربية السعودية
أولت النظم والتشريعات في المملكة العربية السعودية اهتماماً متزايداً لربط العلاوة بالأداء الوظيفي بوصفه جزءاً من جهود الإصلاح والتطوير الإداري بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على رفع كفاءة الإنفاق وتعزيز الإنتاجية.
ففي القطاع الحكومي أقر مجلس الوزراء السعودي في 2018 تعديلات على نظام الخدمة المدنية بهدف تعزيز كفاءة الأداء الوظيفي ورفع الإنتاجية، إذ تم إقرار منهجية تربط العلاوة السنوية والترقيات بمستوى الأداء الوظيفي عبر تعديل المادة 36 من نظام الخدمة المدنية لتصبح:
«تصدر وزارة الخدمة المدنية لائحة لقياس أداء الموظف تتضمّن الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها وتحدّد اللائحة على وجه خاص الآتي:
- أسس قياس أداء الموظف ومعاييره ومستوياته.
- مستويات الأداء التي يستحق عنها الموظف العلاوة الدورية.
- مستويات الأداء المطلوبة للترقية.
- إجراءات التظلم من نتائج تقويم الأداء السنوي».
وعليه يتم التقييم بناءً على ميثاق أداء يُعتمد سنوياً يحدد التزامات الموظف والإدارة ما يضمن الشفافية والعدالة، وتشمل عناصر التقييم الإنتاجية والسلوك الوظيفي والحضور والانصراف والمسؤولية.
كما يعد ربط العلاوة بالأداء الوظيفي توجهاً مستقبلياً سيُطبق على جميع الوظائف المهنية والفنية وفقاً للمادة 117 من اللائحة التنفيذية للموارد البشرية والتي تنص على أنه:
«تقوم الجهة الحكومية بقياس أداء موظفيها وفقاً لإطار العمل التنظيمي الذي تصدره وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ويحدد إطار العمل التنظيمي الآتي:
- أسس قياس أداء الموظف ومعاييره ومستوياته.
- مستويات الأداء التي يستحق عنها الموظف المكافآت والعلاوات الدورية وضوابط منحها.
- إجراء التظلم من نتائج تقويم الأداء الوظيفي، ومن يتولى النظر في تلك التظلمات».
كما نصت لائحة الحقوق والمزايا المالية على شروط لمنح العلاوة الإضافية لجميع المراتب، وتحديد عدد الموظفين الذين يمنحون هذه العلاوة بنسبة معينة من الموظفين الذين تمت ترقيتهم بهدف تشجيع الموظف الجيد على الأداء، ما يؤكد أن الأداء الوظيفي والعلاوة مرتبطان بصورة وثيقة في اللوائح الحكومية.
وندلل على ذلك بمثال آخر فقد ألغت وزارة التعليم السعودية مؤخراً ربط العلاوة السنوية بالحصول على الرخصة المهنية مع استمرار اشتراط الرخصة لممارسة مهنة التعليم والتوظيف الجديد، ما يعكس توجهاً نحو ربط العلاوة مباشرة بتقييم الأداء الوظيفي الفعلي للموظف بدلاً من ربطها بمتطلبات إجرائية أخرى.
أما في القطاع الخاص فلا يوجد نص قانوني صريح في نظام العمل السعودي يُلزم أصحاب العمل بمنح زيادة سنوية محددة بنسبة أو مقدار معين، وبدلاً من ذلك تُترك هذه الزيادات لعقود العمل والاتفاقات التعاقدية بين العامل وصاحب العمل سواء كانت فردية أو جماعية أو اللوائح الداخلية للمنشأة.
لكن بصورة عامة فإن العلاوات التي يمنحها القطاع الخاص لموظفيه تعتمد على عدد من العوامل الرئيسية التي يشكل الأداء الوظيفي الجزء الأهم منها، ومن هذه العوامل:
- تقييم الأداء الوظيفي: يُعد أداء وكفاءة الموظف خلال العام من أهم معايير استحقاقه العلاوة، ويتم تقييم الموظف ومدى تحقيقه للأهداف الوظيفية والتزامه بالمهام وإنتاجيته وسلوكه ومواظبته وفق تقارير أداء موثقة ذات معايير محددة وعادلة لتحديد استحقاقه للعلاوة.
- مدة الخدمة: يؤثر عدد السنوات التي قضاها الموظف في المنشأة على قيمة العلاوة إذ تُكافئ الشركات عادةً الموظفين ذوي الخبرة الطويلة.
- المستوى الوظيفي: تختلف الزيادات بناءً على الدرجة أو المرتبة الوظيفية للموظف ضمن الهيكل التنظيمي للمنشأة، فتكون الزيادات أعلى للمناصب ذات المسؤوليات الأكبر.
- الأداء المالي للشركة: تعتمد قدرة الشركة على منح الزيادات على تحقيقها للأرباح وأهدافها المالية خلال العام.
مزايا وتحديات ربط العلاوة بالأداء
وفقًا لمسح أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM) فإن 89% من المنشآت في عام 2020 تستخدم أحد أشكال التعويضات القائمة على الأداء مقارنةً مع 71% فقط في عام 2010، ما يؤكد أن ربط العلاوة بالأداء هو إستراتيجية شائعة وفعالة في كثير من الأحيان، إلا أن هذا النهج لا يخلو من التحديات التي يجب على المنشآت فهمها جيداً قبل وأثناء التطبيق، فالأداء الوظيفي والعلاوة مرتبطان بصورة وثيقة في سياق التحفيز ولكن تحقيق التوازن بينهما يتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً محكماً.
مزايا ربط العلاوة بالأداء الوظيفي
تُعد إستراتيجية ربط العلاوة بالأداء الوظيفي أحد الأساليب الإدارية الحديثة التي تهدف إلى تحفيز الموظفين وتعزيز الأداء التنظيمي من خلال ربط الزيادات المالية بتحقيق الأهداف المحددة وخلق ارتباط مباشر بين جهود الموظف ومكافآته، ما يحقق الفوائد التالية:
1. تعزيز التحفيز وزيادة الإنتاجية
يميل الموظفون إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق الأهداف المحددة عند إدراك أن جهودهم الإضافية وأداءهم المتميز يترجمان إلى زيادات مالية ملموسة، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية على المستويين الفردي والتنظيمي، فيركز الموظفون على المهام ذات الأولوية ويعملون بكفاءة أعلى لتقليل الهدر وتحسين جودة العمل.
2. مواءمة الأهداف الفردية مع الأهداف التنظيمية
يساعد ربط العلاوة بالأداء الوظيفي على توجيه جهود الموظفين نحو تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنشأة من خلال تصميم برامج مكافآت وعلاوات تركز على مؤشرات الأداء الرئيسية مثل زيادة المبيعات وتحسين رضا العملاء وإكمال المشاريع في الوقت المحدد، ما يضمن عمل الموظفين في اتجاه يدعم نجاح المنشأة ورؤيتها.
3. جذب المواهب المتميزة والاحتفاظ بها
تُعد العلاوات المرتبطة بالأداء أداة فعالة لجذب المواهب ذات الكفاءة العالية والاحتفاظ بها، إذ يبحث المحترفون الطموحون عن بيئات عمل تقدر إنجازاتهم وتكافئهم بعدالة من خلال تقديم علاوات مرتبطة بالأداء، كما تساهم هذه العلاوات في تقليل معدل دوران العمالة ويوفر على الشركات تكاليف التوظيف والتدريب ويحافظ على الخبرات القيمة داخل المنشأة.
4. نشر ثقافة المساءلة وتحفيز السلوكيات الإيجابية
يصبح الموظفون أكثر التزاماً وتحملاً لمسؤولية عملهم عند ربط العلاوة بالأداء الوظيفي نظراً لوضوح التوقعات حول السلوكيات والنتائج المطلوبة، ما يخلق بيئة عمل تركز على تحقيق النتائج بدلاً من مجرد إنجاز المهام. كما يمكن للمنشآت تحديد سلوكيات مرغوبة لتكون جزءاً من معايير الأداء ثم مكافأة هذه السلوكيات لتعزيزها وتكرارها باستمرار.
5. تحسين إدارة الأداء والتطوير المهني
يتطلب تطبيق نظام العلاوات المرتبطة بالأداء وجود عملية قوية لإدارة الأداء تشمل تحديد أهداف واضحة وتقديم ملاحظات بناءة وإجراء تقييمات دورية، ما يساعد في تحديد الموظفين ذوي الأداء العالي أو الذين يحتاجون إلى دعم إضافي ويتيح للشركة تصميم برامج تدريبية موجهة لتطوير مهاراتهم.
6. توفير المرونة المالية للمنظمة
يوفر ربط العلاوة بالأداء الوظيفي مرونة مالية كبيرة مقارنة بالزيادات الثابتة في الرواتب، وتصبح العلاوات تكلفة متغيرة مرتبطة بنجاح المنشأة ما يتيح لها مكافأة الموظفين بسخاء في الأوقات المزدهرة وتقليل التكاليف في الفترات الصعبة للتكيف مع التقلبات الاقتصادية دون الحاجة إلى اتخاذ إجراءات قاسية مثل تسريح العمالة.
7. تعزيز المنافسة البناءة والابتكار
خلق بيئة تنافسية إيجابية تشجع الموظفين على تحسين مهاراتهم وتقديم أفكار جديدة وحلول إبداعية لتحقيق الأهداف، خاصة عند ربط الابتكار وتقديم مقترحات تحسين العمليات مع معايير الأداء ومكافأتها بالعلاوات.
8. تعزيز الرضا الوظيفي والولاء
عندما يشعر الموظفون بأن جهودهم مُقدَّرة بصورة عادلة يزداد رضاهم الوظيفي وولاؤهم للمنشأة، ما يؤدي إلى بيئة عمل إيجابية تلبي احتياجات الموظفين المتنوعة.
تحديات ربط العلاوة بالأداء الوظيفي
تقول «آيمي سبيرلينغ» الرئيسة التنفيذية لشركة «Compt» في نقاشها عن سلبيات ربط العلاوة بالأداء الوظيفي أنه: «إذا كان الجميع يعلم أن هناك فطيرة واحدة لا يمكن تقسيمها إلا لعدد محدود من الطرق فقد تصبح المنافسة سامة. كما أن ذلك يعني أن من يدركون أنهم خارج دائرة المنافسة قد يستسلمون ببساطة ويفقدون دافع الأداء».
وهو ما يبين لنا أنه وبرغم كل فوائد الربط بين العلاوات والأداء في تحفيز الموظفين وتعزيز الإنتاجية فإن تطبيق هذا النظام يواجه تحديات قد تؤثر سلباً على فعاليته سواء على مستوى الموظفين أو المنشأة، وتتطلب هذه التحديات إدارة دقيقة وتصميماً مدروساً لضمان تحقيق الأهداف المرجوة دون التسبب في آثار سلبية غير مقصودة. ومن أبرز هذه التحديات:
1. صعوبة تحديد معايير أداء موضوعية
يُعد تحديد معايير أداء موضوعية وقابلة للقياس من أكبر التحديات في أنظمة العلاوات لا سيما في الوظائف التي تعتمد على الإبداع أو التعاون الجماعي، إذ يصعب وضع مؤشرات كمية دقيقة ما يؤدي إلى الاعتماد على تقييمات شخصية قد تفتح الباب للتحيّز والمحسوبية، فعندما تكون المعايير غامضة أو غير متسقة يشعر الموظفون بعدم العدالة ما يضعف ثقتهم بالنظام ويؤثر سلباً على دافعيتهم ومشاركتهم.
2. زيادة الضغوط النفسية والإرهاق الوظيفي
السعي المستمر لتحقيق أهداف محددة من أجل الحصول على مكافآت مالية قد يفرض ضغوطاً مفرطة على الموظفين خاصة عندما تكون التوقعات غير واقعية أو غير واضحة، ما قد يؤدي إلى الإرهاق والاحتراق الوظيفي وتدهور الصحة النفسية والجسدية وينعكس سلباً على معدلات الحضور والإنتاجية على المدى البعيد.
3. تقويض روح التعاون والعمل الجماعي
تركيز نظام العلاوات على الأداء الفردي قد يخلق بيئة تنافسية غير صحية يضعف فيها التعاون بين الزملاء، فقد يتردد الموظفون في مشاركة المعرفة أو تقديم الدعم لبعضهم خوفاً من أن يؤثر ذلك على تقييمهم أو فرصهم في الحصول على العلاوة، ما يؤثر سلباً على التماسك التنظيمي ويخلق بيئة تنافسية سامة.
4. انحراف التركيز نحو الأهداف قصيرة المدى
الربط بين الأداء الوظيفي والعلاوة قد يدفع الموظفين إلى التركيز المفرط على تحقيق أهداف فورية أو مهام سريعة تعطي نتائج ملموسة على حساب الأهداف طويلة المدى، ما يعيق الابتكار وتطوير المهارات ويُضعف قدرة المؤسسة على تحقيق نمو مستدام.
5. تأثير العوامل الخارجية الخارجة عن السيطرة
لا يعكس أداء الموظف جهده الفعلي دائماً فقد يتأثر العمل بعوامل خارجية مثل تقلّبات السوق أو نقص الموارد أو ظروف اقتصادية عامة، وفي هذه الحالات يُعد ربط العلاوات بالأداء إجراءً غير منصف قد يثبط الحافز ويقلل من إحساس الموظف بالتقدير.
6. تراجع الدافع الذاتي على المدى الطويل
يقلل التركيز المفرط على العلاوات المالية من الدافع الجوهري للموظفين وهو الرضا الذاتي الناتج عن أداء العمل بإتقان، فقد يفقد الموظفون شغفهم بالعمل نفسه وينخفض التزامهم ومشاركتهم على المدى الطويل، وبالتالي يضعف الأداء العام وتقل جودة العمل.
7. تعقيد التطبيق وارتفاع التكاليف الإدارية
تصميم وتنفيذ نظام علاوات فعال يتطلب موارد كبيرة تشمل بناء آليات تقييم دقيقة وتدريب المديرين على تطبيق المعايير وإدارة عمليات التوزيع والمتابعة، ويمثل هذا التعقيد عبئاً خاصاً على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي قد لا تمتلك البنية التنظيمية أو الموارد الكافية لذلك.
8. إمكانية التلاعب والمعالجة الشكلية للأداء
قد يسعى بعض الموظفين لتحقيق المكافآت من خلال التركيز على مقاييس الأداء الظاهرة دون تحقيق نتائج حقيقية أو مستدامة ما يؤدي إلى تحسن شكلي في مؤشرات الأداء وتراجع في جودة العمل على أرض الواقع.
أهم التوصيات لضمان فعالية ربط العلاوة بالأداء الوظيفي
يُعد تصميم نظام علاوات فعّال أحد أهم أدوات تعزيز الأداء وتحفيز الموظفين، لكنه في الوقت ذاته يمثل تحدياً إدارياً يتطلب تحقيق توازن دقيق بين العدالة والتحفيز والاستدامة عبر اتباع التوصيات والركائز التالية:
1. تحديد أهداف ومعايير أداء واضحة وقابلة للقياس
الركيزة الأولى لربط العلاوة بالأداء هي وجود أهداف ومعايير أداء واضحة تستند إلى منهجية ذكية أي أن تكون ذات صلة ومحددة وقابلة للقياس والتحقيق خلال فترة زمنية معينة ما يمكّن من فهم التوقعات بدقة ويقلل من الغموض الذي قد يؤدي إلى مشاعر الظلم أو الإحباط. كما يُفضل أن تكون هذه المعايير مرتبطة مباشرة بالأولويات الإستراتيجية للمنشأة بما يضمن توجيه جهود الأفراد نحو تحقيق الأهداف الكبرى المشتركة.
2. ترسيخ الشفافية وتعزيز التواصل الفعّال
يجب أن تُشرح آليات التقييم وطريقة احتساب العلاوة بوضوح من خلال قنوات تواصل متعددة تشمل الاجتماعات والوثائق الرسمية والمنصات الرقمية الداخلية، مع ضمان التواصل المستمر لتحقيق فهم الموظفين للنظام وتعزيز الثقة به وتقليل الشكوك أو التأويلات الخاطئة.
3. تقديم تغذية راجعة مستمرة لتحسين الأداء
من المهم ألا يقتصر تقييم الأداء على المراجعة السنوية فقط بل يجب أن يتضمن تغذية راجعة دورية تُقدَّم في الوقت المناسب لتمكين الموظفين من تصحيح مسارهم بسرعة وتحسين أدائهم وتحقيق الدعم المستمر لهم لبناء علاقات مهنية صحية وتعزيز أثر النظام التحفيزي للعلاوات.
4. ضمان العدالة وتقليل التحيّز في التقييم
ضرورة أن تستند التقييمات إلى بيانات موضوعية ونتائج قابلة للقياس مثل مؤشرات الأداء الكمي التقييمات متعددة المصادر مثل تقييم الأقران أو العملاء أو تقييم 360 لتوفير رؤية شاملة وشفافة، إضافة لتوفير آلية للطعن أو التظلم تتيح للموظفين التعبير عن اعتراضهم عند الشعور بعدم الإنصاف.
5. تدريب المديرين على التقييم والتواصل المهني
يجب تقديم تدريب متواصل لضمان إتقان المديرين لمهارات التقييم الموضوعي وتقديم التغذية الراجعة البنّاءة وإدارة محادثات الأداء بطريقة داعمة، ما يضمن اتساق التقييمات مع أهداف المنشأة ويعزز من قدرة القادة على تطوير مهارات فرقهم بدلاً من الإضرار بدوافعهم.
6. الموازنة بين الحوافز الفردية والجماعية
لخلق بيئة عمل متوازنة من المهم ألا يقتصر النظام على العلاوات الفردية فقط، فيمكن إضافة مكافآت جماعية تُمنح للفرق أو الأقسام التي تحقق أهدافاً مشتركة ما يعزز من روح التعاون ويشجع على تبادل المعرفة ويمنع المنافسة غير الصحية بين الأفراد.
7. تنويع أدوات التقدير والتحفيز
رغم أهمية العلاوات المالية فإن التقدير غير المادي يلعب دوراً هاماً في رفع الروح المعنوية لذا لا بدّ من تضمين نظام ربط العلاوة بالأداء الوظيفي مكافآت أخرى مثل الثناء العلني والجوائز الرمزية وفرص الترقي والتدريب أو برامج الرفاه الوظيفي، ويجب أن يكون نظام التقدير مرناً وقادراً على تلبية الاحتياجات المتنوعة للموظفين بما في ذلك خيارات العمل المرن والدعم النفسي.
8. المرونة والتقييم المستمر
لكي يحقق نظام العلاوات أهدافه بفعالية لا بدّ أن يتمتع بالمرونة اللازمة للتكيف مع المتغيرات الاقتصادية والتنظيمية، فالمراجعة الدورية والتقييمات المنتظمة للنظام نفسه تتيح تعديل الأهداف والمعايير بما يتناسب مع مستجدات بيئة العمل ويحافظ على العدالة ويعزز التوافق مع الواقع العملي.
9. وضع ميزانية واضحة ومستدامة
تخصيص ميزانية واقعية تتناسب مع قدرات المنشأة وأهدافها مع احتياطي للتعامل مع الأزمات الاقتصادية أو الطوارئ، إضافة للالتزام بمواعيد صرف العلاوات لتعزيز مصداقية النظام وإظهار احترام المنشأة لتعهداتها تجاه موظفيها.
10. تحفيز السلوكيات الإيجابية وليس فقط النتائج
من المهم أن لا يقتصر النظام على مكافأة النتائج الكمية بل أن يُحفّز أيضاً السلوكيات التي تدعم ثقافة العمل المستدامة مثل التعاون والإبداع والالتزام الأخلاقي، ما يمنع التلاعب بالنظام ويشجع على بناء بيئة عمل صحية طويلة الأمد.
11. معالجة التحديات المحتملة بمرونة ووعي
قد يخلق نظام العلاوات رغم النوايا الحسنة بعض التأثيرات السلبية مثل الضغط النفسي أو الشعور بالمنافسة غير الصحية، لذا من المهم أن تبقى المنشأة يقظة من خلال تعزيز التواصل ومراقبة السلوكيات وتقديم الدعم النفسي والتقني عند الحاجة، مع وجود آليات تصحيحية واضحة للحد من المخاطر.
12. توظيف التقنية لتسهيل وإدارة النظام
استخدام أنظمة إدارة الأداء الرقمية مثل نظام إدارة الأداء من جسر يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في تنفيذ نظام العلاوات، إذ تسهّل هذه الأنظمة جمع البيانات واحتساب المكافآت وتقديم رؤى تحليلية دقيقة، كما تعزز من الشفافية وتقلل الأخطاء البشرية وتوفر تجربة سلسة لكل من الموظف والمدير.
كيف يساعدك نظام إدارة الأداء على تعزيز ربط العلاوة بالأداء الوظيفي؟
يوفر نظام جسر لتقييم الأداء والذي يعد جزءاً من نظام جسر المتكامل لإدارة الموارد البشرية العديد من الأدوات والميزات المرنة والشفافة التي تدعم التحفيز والعدالة ومواءمة الأهداف وتسمح بربط العلاوة بنتائج تقييم الأداء بفاعلية، ومنها:
تصميم نماذج تقييم قابلة للتخصيص بالكامل
يوفر جسر إمكانية إعداد نماذج تقييم تتوافق مع طبيعة كل وظيفة أو مرحلة وظيفية، مثل التقييم الدوري أو فترة التجربة أو إنهاء العقد، ويمكن تحديد معايير مثل الكفاءة والالتزام والابتكار وتوزيع أوزان نسبية لكل منها بما يضمن الموضوعية والدقة، وبالتالي يتم تخصيص العلاوة بناءً على نتائج تقييم مرتبطة فعلياً بالأداء الوظيفي ما يُعزز من عدالة التقدير ويحفز الموظفين على الالتزام بالمعايير المطلوبة.
توزيع الأدوار وتحديد الصلاحيات بشفافية
يتيح جسر تعيين أدوار واضحة لكل من مشرف النظام والمدير المباشر والمقيّم ومدير الأداء، كما يمكن تخصيص صلاحيات لكل دور مثل إنشاء النماذج أو مراجعة التقييمات أو اعتماد النتائج، ما يقلل من التحيّز ويضمن مشاركة متعددة المصادر في التقييم ويجعل صرف العلاوة مبنياً على تقييم دقيق ومتعدد الزوايا.
أتمتة كاملة للتقييمات مع دعم التكرار
يُتيح جسر أتمتة دورية للتقييمات سواء شهرية أو ربع سنوية أو سنوية، مع إرسال إشعارات تلقائية للموظفين والمديرين في جميع مراحل العملية ودعم إعادة التقييم والاعتراضات، ما يمنع التأخير ويضمن سير العملية بسلاسة مع إمكانية ربط كل تقييم فوري بعلاوة محددة دون انتظار نهاية العام.
تقارير تحليلية شاملة تدعم القرارات المالية
يوفر جسر لوحات تحكم وتقارير تحليلية تعرض الأداء وفق الفترات أو النماذج أو الأفراد أو الفرق، مع تصدير للبيانات وتحليل للاتجاهات، ما يمكن متخذي القرار من ربط الأداء مباشرة بالمكافآت بناءً على بيانات واقعية ويحول التقييم إلى أداة تنفيذية لصرف الحوافز بطريقة عادلة ودقيقة.
تحديد مستويات أداء ومعايير تقييم قابلة للربط المباشر بالعلاوات
يُمكّنك جسر من تخصيص مستويات مثل ممتاز أو جيد أو يحتاج لتحسين مع تحديد نسب علاوة لكل مستوى يتم تفعيلها تلقائياً بعد التقييم، وعندها تحصل العلاوة فقط عند تحقيق هذا المستوى، ما يوضح العلاقة بين الجهد المبذول والمكافأة ويعزز السعي لتحقيق أداء مرتفع.
إدراج سلوكيات نوعية مثل التعاون والابتكار في التقييم
يمكن تضمين معايير تقييم تشمل القيم والسلوكيات المؤسسية وليس فقط النتائج الكمية مع توفير ملاحظات داعمة، وبالتالي يُكافأ الموظف على أسلوب عمله القيمي والمستدام وليس فقط على النتائج المؤقتة.
ختاماً فإن ربط العلاوة بالأداء الوظيفي هو خيار إستراتيجي يحقق مزايا متعددة تبدأ من تحفيز الأفراد وتعزيز الإنتاجية وصولاً إلى مواءمة الجهود مع أهداف المنظمة الكبرى، ومع ذلك فإن نجاح هذا الربط يتطلب معالجة التحديات المرتبطة بالعدالة ووضوح المعايير وضغوط التنافس. لذا فإن المنشآت التي تنجح في بناء نظام عادل ومرن وشفاف لربط الأداء بالعلاوة تكون أكثر قدرة على الاحتفاظ بالكفاءات وخلق بيئة عمل قائمة على الإنجاز لا الانطباعات.
.png)
أيهم يوسف جزان
محامي وحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، متخصص في الإدارة والموارد البشرية والقوانين العمالية. كاتب محتوى بخبرة تمتد لسنوات، أساهم مع جسر في تقديم موضوعات متخصصة تهدف إلى تعزيز كفاءة الموارد البشرية وتمكين المؤسسات من تحقيق أهدافها الإستراتيجية بفعالية.
اقرأ أيضًا على مدونة جسر

اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية
ابدأ الآن مع جسر
اطلب العرض التوضيحي الخاص بك