تسجيل الدخول اطلب عرض تجريبي الآن
AR
اطلب عرضك الخاص الآن
AR

من التعريف حتى التنفيذ: كيف تبني خطة توظيف فعالة لعملك؟

يبدأ تحقيق النجاح المؤسسي من داخل المنشأة وتحديداً من اختيار الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب، لذا تمثل خطة التوظيف حجر الأساس في بناء فرق عمل قادرة على تحويل الأهداف الإستراتيجية إلى واقع ملموس. ونسلط الضوء في هذا المقال على أهمية وجود خطة توظيف مدروسة تربط بين احتياجات الموارد البشرية ورؤية المنشأة، ونوضح هيكلها ومراحلها المختلفة لضبط عملية التوظيف من البداية إلى التعيين، إضافة لمجموعة من النصائح العملية لإعداد خطة توظيف فعالة تنسجم مع ثقافة الشركة وتستقطب أفضل الكفاءات.

نتناول في السطور التالية:

التوظيف ليس مجرد استجابة لحاجة آنية، بل هو قرار إستراتيجي تتجاوز آثاره حدود القسم المختص، ومن هنا تنبع أهمية إعداد خطة توظيف متكاملة تربط بين الواقع الحالي والتطلعات المستقبلية، ونبدأ بالتعريف بالخطة ثم ننتقل إلى المكونات ومراحل الإعداد.

ما هي خطة التوظيف؟

تعد خطة التوظيف وثيقة تحدد احتياجات التوظيف المستقبلية، وتُفصّل الأدوار المطلوبة والجداول الزمنية والإستراتيجيات المستخدمة لجذب المرشحين المناسبين.

وتبنى خطة التوظيف على إستراتيجية تنظيمية شاملة تضعها المنشآت لتحديد احتياجاتها الحالية والمستقبلية من الموارد البشرية، وتبدأ من تخطيط دقيق للقوى العاملة الموجودة مقارنة بالمتطلبات المستقبلية المتوقع تحقيقها أو التغيرات السوقية، وتهدف إلى سد الفجوات المهارية والوظيفية قبل أن تتفاقم ما يجعلها أداة استباقية وليست مجرد إجراء لحل المشكلات بعد وقوعها. 

كما تشمل الخطة تحديد عدد الوظائف المطلوب شغلها سواء كانت جديدة أو بديلة، وتحديد الجدول الزمني لكل عملية تعيين، مع تحديد المهارات والخبرات المطلوبة لكل دور وظيفي بدقة لضمان توظيف الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب والمكان الملائم، إضافة لوضع آليات واضحة لجذب واختيار وتعيين المرشحين المؤهلين والاستحواذ على المواهب.

علاقة خطة توظيف الموارد البشرية بالأهداف الإستراتيجية للمنشأة

تُعد خطة التوظيف الإستراتيجية أداة محورية في مواءمة التوظيف مع رؤية المنشأة وأهدافها وربط التوجهات الإستراتيجية بالاحتياجات البشرية مثل دخول أسواق جديدة أو اعتماد التحول الرقمي أو رفع كفاءة العمليات التشغيلية، فكل هدف إستراتيجي يتطلب نوعاً معيناً من المهارات والخبرات والمعرفة، ما يجعل من خطة التوظيف قناة لتحويل الأهداف إلى موارد بشرية فعالة تعزز من استقرار المنشأة واستعدادها للمنافسة.

كما تُعد خطة التوظيف امتداداً مباشراً لسياسات النمو إذ تُترجم الخطط التوسعية إلى قرارات تشغيلية تخص التوظيف، وتُحدد متى وأين وكيف يتم التوسع في الكادر البشري وكيف يتم توزيع الأدوار الوظيفية وتحديد التخصصات الجديدة وتوجيه الاستقطاب نحو الوظائف الحرجة في البنية التنظيمية الجديدة.

ما هو هيكل خطة التوظيف؟

تعتمد فعالية خطة التوظيف على جودة مكوناتها وانسجامها مع أهداف المنشأة، ويعد الهيكل العام لخطة التوظيف إطاراً واضحاً يحدد كل مرحلة من مراحل التوظيف وما يرتبط بها من معايير ومهام، ومن أبرز مكونات هذه الهيكلية:

تحديد عدد الموظفين المطلوبين

يرتكز هذا المكون على تحليل الفجوات بين عدد العاملين الحاليين والاحتياجات التشغيلية المستندة إلى الأهداف الإستراتيجية مثل التوسع أو رفع الإنتاج، ويشمل التقدير مراجعة معدل الدوران الوظيفي المتوقع وربط الأرقام باحتياجات الأقسام المختلفة لضمان توازن الموارد، كما تُستخدم أدوات إدارة الموارد البشرية لتقديم بيانات دقيقة تساعد على اتخاذ قرارات واقعية ومرنة تأخذ في الاعتبار تغيرات السوق أو الموسمية التشغيلية، وتستند هذه البيانات إلى مؤشرات كمية مثل عدد العملاء أو حجم العمليات لضمان مواءمة الجهد البشري مع متطلبات المرحلة.

وصف تفصيلي للوظائف

تحديد مسؤوليات كل وظيفة ومهامها اليومية ومهاراتها المطلوبة، ما يساعد في توجيه المرشحين المناسبين وتقليل التداخلات الإدارية، ويشمل هذا الوصف الوظيفي المهارات التقنية والسلوكية والقيود مثل الرواتب والامتيازات، ويعكس كذلك ثقافة المنشأة وتطلعاتها، كما يسهم في إعداد المقابلات والمقاييس المرتبطة بالأداء وتسهيل عملية الفرز الأولي والامتثال القانوني وتحقيق الشفافية.

نوع التوظيف المطلوب

يرتبط بطبيعة المهام المطلوب إنجازها ومدى الحاجة للمرونة التشغيلية، مثل التوظيف بدوام كامل أو جزئي أو وفق ساعات العمل المرن وغيرها من أنواع عقود العمل المختلفة، ويتم اختياره بناءً على ظروف المشروع أو نوع المهارة المطلوبة أو موقع تنفيذ المهام، كما تؤثر التكلفة والجدوى على اتخاذ القرار إذ تُعد العقود المؤقتة أقل تكلفة في بعض الحالات، ويعزز هذا التنوع استقطاب شريحة أوسع من المرشحين ويوفر بدائل وظيفية تتماشى مع أنماط الحياة الحديثة، ما يرفع معدل رضا الموظفين واستقرارهم.

خصائص المرشح المثالي

يركز هذا المكون من هيكل خطة التوظيف على السمات المطلوبة في المرشح من مؤهلات وخبرات ومهارات فنية وسلوكية وخصائص شخصية، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى الخبرة والثقافة التنظيمية بما يتماشى مع طبيعة الوظيفة، وتُوضع هذه الخصائص بطريقة موضوعية لتفادي الانحياز وتُستخدم لتصميم الإعلانات ومراحل التقييم بما في ذلك المقابلات والاختبارات، كما تساعد في تحسين تجربة المرشح وتقليل معدلات الدوران عبر ضمان ملاءمة أكبر بين الموظف والدور المطلوب، ويعكس هذا التحديد حرص المنشأة على الانتقاء الواعي للكفاءات.

توقيت التوظيف

تحديد بدء عملية التوظيف وأوقات خطواتها بالتفصيل لضمان توفر الموظفين في الوقت المناسب دون تأخير يضر بالعمل أو استعجال يؤدي إلى قرارات غير مدروسة، ويشمل ذلك تحديد مواعيد الإعلان عن الوظائف وإجراء المقابلات وتاريخ مباشرة العمل، ويرتبط هذا التوقيت بخطط الشركة مثل فترات المواسم أو إطلاق منتجات جديدة، كما تُوزع هذه الخطوات على جدول زمني واضح يوضح دور كل فريق لضمان التنسيق وسرعة الإنجاز، ويأخذ بعين الاعتبار حالة السوق ومدى صعوبة إيجاد المرشحين المناسبين، ما يساعد في تحسين تجربة المتقدمين وتسهيل التخطيط المالي والعملي للتوظيف.

قنوات الإعلان والتوعية

تُستخدم هذه القنوات لاستقطاب المرشحين بفاعلية سواء عبر المنصات الرقمية أو الفعاليات أو شركات التوظيف، ويُراعى في اختيارها ضمن خطة التوظيف نوع الوظيفة والجمهور المستهدف والميزانية المتاحة لضمان وصول الإعلانات الوظيفية إلى الشريحة الأنسب، مع ضرورة تنويع هذه القنوات لضمان تغطية واسعة وتحقيق توازن في التمثيل، كما تُقاس فعالية كل قناة وفقاً لمؤشرات محددة مثل عدد الطلبات وجودتها ما يساعد على تحسين الإستراتيجية التسويقية للتوظيف وتعزيز جاذبية العلامة التجارية للمنشأة.

وسائل التقييم والاختيار

تتضمن الأدوات والخطوات التي تساعد في اختيار المرشح المناسب لكل وظيفة، مثل تحليل السير الذاتية واستخدام أنظمة تتبع المتقدمين للعمل وإجراء المقابلات واستخدام اختبارات قياس المهارات أو القدرات عند الحاجة، وتختلف الوسائل وفق طبيعة الوظيفة سواء كانت فنية أو قيادية، ويجب اعتماد معايير موحدة وواضحة تساعد على اتخاذ قرارات عادلة دون تحيّز، ويهدف هذا المكون في هيكلية أية خطة توظيف إلى اختيار أفضل المرشحين بطريقة شفافة تترك لديهم انطباعاً إيجابياً عن المنشأة، كما تساعد لاحقاً في تقييم جودة التوظيف من خلال متابعة أداء الموظفين ومدى توافقهم مع متطلبات العمل.

أدوات جمع البيانات الوظيفية

استخدام أدوات موحدة لجمع البيانات الوظيفية حول كل شاغر وظيفي بطريقة منظمة تسهل التوثيق والتحليل، مثل نماذج طلبات التوظيف وقواعد بيانات المرشحين، ما يساعد في تنظيم المعلومات وتسهيل عملية التقييم والاختيار والتعيين وتوفير مرجعية واضحة لاتخاذ القرارات، كما يساهم في الحفاظ على سجلات دقيقة تُستخدم لتحليل الاتجاهات وتحسين فعالية التوظيف مستقبلاً.

ما هي مراحل عملية التوظيف؟

تتضمن خطة التوظيف عدة عناصر رئيسية تضمن تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمؤسسة وتشمل كافة مراحل التوظيف التي يمر بها المتقدم، ومن أهم مكونات أي خطة توظيف سنوية​:

تحديد أهداف خطة التوظيف

لا يمكن لخطة التوظيف أن تعمل بمعزل عن الخطة الإستراتيجية العامة للمنشأة، لذا تبدأ العملية برؤية ورسالة واضحة، تتبعها أدوات تخطيط إستراتيجية مثل تحليل SWOT لتحديد نقاط القوة والضعف، بعد ذلك يتم تحديد الأهداف الكبرى للتوظيف، ثم تحديد أهداف تفصيلية وقابلة للقياس تعتمد على بيانات محددة زمنياً، مع ضرورة الربط بين الأهداف القصيرة والمتوسطة والطويلة الأجل.

تقييم احتياجات المنشأة وتحليل القوى العاملة الحالية

فهم الوضع الحالي للقوى العاملة داخل المنشأة، مثل عدد الموظفين وتخصصاتهم ومهاراتهم من خلال تحليل داخلي دقيق لتحديد أية فجوات في الكفاءات، كما يُعزز هذا التحليل من قدرة المؤسسة على التخطيط السليم لما تحتاجه من موظفين جدد.

ولضمان فاعلية خطة التوظيف السنوية تتعاون فرق الموارد البشرية مع الإدارة العليا لمراجعة الخطط والمشاريع القادمة بهدف معرفة الوظائف التي ستكون أساسية في الفترة المقبلة، وبالإضافة إلى ذلك يتم التنسيق مع فرق المالية وتطوير الأعمال لفهم اتجاهات النمو المخطط لها ما يجعل التوظيف موجهاً نحو دعم المشاريع المستقبلية، وفي النهاية تُجمع كل هذه المعلومات ضمن خطة توظيف مبنية على بيانات حقيقية تعكس الواقع وتضمن التطبيق العملي.

تطوير الأوصاف الوظيفية بدقة واحترافية

الوصف الوظيفي هو أول ما يطّلع عليه المرشح، لذا يجب أن يكون واضحاً ودقيقاً ويعكس طبيعة الوظيفة بصدق، ويتضمن هذا الوصف المهام اليومية التي يقوم بها الموظف بالإضافة إلى المهارات المطلوبة سواء كانت أساسية أو إضافية، كما يجب تحديد المؤهلات العلمية والخبرات اللازمة وطبيعة العقد بوضوح، ومن المهم أيضاً تعزيز جاذبية الوظيفة من خلال ذكر مزايا المنشأة وثقافتها المؤسسية ما يشجع الكفاءات على التقديم.

تحديد مصادر توظيف متنوعة

بعد تحديد الاحتياجات، تُوضع إستراتيجيات توظيف لجذب واستقطاب الكفاءات المناسبة تشمل تحديد مصادر التوظيف، مثل الإعلانات الوظيفية على مواقع التوظيف ووسائل التواصل الاجتماعي التي تشهد تفاعلاً كبيراً من الباحثين عن عمل، إضافة للاستعانة بوكالات التوظيف الخارجية والجامعات أو الإحالات الداخلية، وبصورة عامة فإن تنوع القنوات يسرّع عملية العثور على المرشحين المناسبين، ويقلل الوقت اللازم لشغل الوظائف.

تقييم معايير الاختيار

يُفترض بالمنشأة أن تعرف بالضبط المؤهلات والمهارات التي تبحث عنها في كل وظيفة، لذا يتم تصنيف المعايير في خطة التوظيف إلى قسمين أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، وأخرى يمكن تطويرها لاحقاً بالتدريب، إذ يساعد هذا التصنيف على ضبط عملية التقييم واختيار المرشحين المناسبين، فلا يتم استبعاد متقدم واعد لمجرد أنه يفتقد مهارة قابلة للتطوير، كما يوجّه هذا التحديد طبيعة الأسئلة أثناء المقابلات ويُستخدم لتقييم الأداء لاحقاً.

إعداد الجدول الزمني للتوظيف

يساعد تحديد جدول زمني مسبق في خطة التوظيف على تنظيم جميع مراحل التوظيف، ويبدأ ذلك بتحديد موعد نشر إعلان الوظيفة، ثم يليه تحديد وقت استلام وفرز السير الذاتية، وبعد ذلك، يتم جدولة المقابلات والاختبارات بما يناسب لجان التوظيف والإدارات المعنية، ومن المهم أيضاً تحديد موعد تقديم العروض الوظيفية وتاريخ بدء العمل، ويقلل هذا التخطيط الزمني من العشوائية ويمنع التأخير أو التداخل في المهام، ما يعزز من صورة المنشأة ويُظهر احترافيتها.

إجراء المقابلات والاختبارات بآليات واضحة

يجب أن تكون المقابلات منظمة ومبنية على معايير واضحة، لذا تركز خطة التوظيف على آلية إعداد المقابلات والاختبارات والتي تبدأ بوضع أسئلة تقييم المهارات الفنية والسلوكية التي يحتاجها المرشح للنجاح في دوره، وتحديد أعضاء فريق المقابلة والتي عادة ما يمثلون إدارات مختلفة لضمان وجهات نظر متنوعة في التقييم، بالإضافة لتوضيح أدوات التقييم الموحدة التي تقلل من انحياز المقيّم وتزيد من دقة اختيار المرشح الأنسب بطريقة عادلة وفعالة.

تقديم العرض الوظيفي والتفاوض

بعد اختيار المرشح لا بدّ من الإشارة في خطة التوظيف إلى العرض الوظيفي الذي سيقدم للمقبولين بوصفه أحد مراحل التوظيف، ويتضمن كافة التفاصيل مثل الراتب والمزايا الجانبية وساعات العمل والتزامات كل طرف، ومن الأفضل أن يكون العرض شفافاً وواضحاً من البداية لبناء علاقة ثقة مع ترك مجال للتفاوض خصوصاً إذا كان المرشح مميزاً وذو قيمة مضافة عالية، فالهدف هنا ليس فقط توقيع العقد بل ضمان التوازن بين ما تقدمه المنشأة ورضا المرشح واستعداده للالتزام طويل الأمد.

تصميم برنامج تأهيل وتوجيه الموظفين الجدد

لا تقل مرحلة ما بعد التوظيف أهمية عن عملية الاستقطاب نفسها، فهي تؤثر مباشرة على استقرار الموظف واندماجه، لذا تتضمن خطة التوظيف برنامج التدشين عبر تقديم حزمة ترحيب وجدول واضح ليومه الأول، ما يساعده على الشعور بالثقة والانتماء، كما يجب تعريف الموظف بزملائه والمسؤولين المباشرين والأقسام التي سيتعامل معها بصورة دائمة، مع تزويده بكل الأدوات والتقنيات الضرورية منذ اللحظة الأولى ليتفادى أي تعطيل في عمله، ويجب أن تصمم خطة التوظيف هذه المرحلة لكون تجربة إيجابية تعكس ثقافة المنشأة وتظهر اهتمامها بالعنصر البشري، فكلما كانت البداية منظمة زادت احتمالية بقاء الموظف لفترة طويلة وارتفاع إنتاجيته.

إعداد ميزانية التوظيف

لضمان نجاح خطة التوظيف يجب أن تكون مدعومة بميزانية واقعية ومنضبطة، وتشمل هذه الميزانية تكاليف التوظيف من الإعلانات على المنصات المختلفة وأجور وكالات التوظيف الخارجية عند الحاجة، كما يجب تخصيص جزء منها لاختبارات التقييم المهني والنفسي، وكذلك للأنشطة المتعلقة بالترحيب والتأهيل، فالهدف من هذه الميزانية هو توفير الأدوات اللازمة لإنجاز توظيف فعّال دون هدر موارد المنشأة، ويجب أن توازن الميزانية بين خفض التكاليف والحفاظ على جودة عملية التوظيف، لأن الاستعانة بالحلول الرخيصة قد تؤدي إلى تعيينات غير ناجحة وتكاليف لاحقة أعلى.

تحديد أدوار ومسؤوليات فريق الموارد البشرية

لضمان تنفيذ خطة التوظيف بكفاءة، من الضروري توزيع الأدوار بوضوح داخل فريق الموارد البشرية، فيجب أن يعرف كل فرد دوره والمهام المطلوبة منه دون تداخل أو ارتباك، فعلى سبيل المثال يكون شريك أعمال الموارد البشرية هو حلقة الوصل بين الخطة واحتياجات الإدارات الأخرى، بينما يركز أخصائي التوظيف على الإعلان والفرز وإجراء المقابلات، وفي المقابل يتولى مدير الموارد البشرية الإشراف العام على التنفيذ والتأكد من سير الأمور بسلاسة. 

ويحقق هذا التوزيع الانسيابية في الأداء ويُجنّب الازدواجية أو غياب المسؤولية، كما يسمح باتخاذ قرارات سريعة ومدروسة في كل مرحلة.

المتابعة والتقييم المستمر للخطة

خطة التوظيف ليست وثيقة ثابتة، بل عملية ديناميكية تتطلب مراجعة وتحديثاً مستمراً، لذا من المهم إجراء مراجعات دورية لقياس ما إذا كانت الخطة تواكب التغيرات في السوق والتعديلات التي تطرأ على إستراتيجية المنشأة، فقد تتطلب بعض الوظائف إعادة توصيف أو إعادة ترتيب أولويات التوظيف وفق المشاريع الجديدة، لذلك يجب حفظ الخطة بوصفها وثيقة مرنة يتم تحديثها وتوثيق كل تعديل يطرأ عليها، إذ تضمن هذه المراجعة المستمرة استمرارية التوظيف الذكي وتحمي المؤسسة من القرارات المتسرعة أو غير المناسبة.

ما أهمية إعداد خطة توظيف فعالة؟

في ضوء ما سبق من مكونات وخطوات خطة التوظيف يتضح أن الخطة الفعالة لا تُعد مجرد إجراء إداري بل تمثل ركيزة إستراتيجية تعزز من أداء المنشأة واستدامتها ما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من أي رؤية مستقبلية طموحة، ومن أبرز ما تقدمه الخطة للمنشآت:

دعم الأهداف الإستراتيجية

تمثل خطة التوظيف الفعالة ركيزة أساسية في ربط الموارد البشرية برؤية المنشأة إذ تتيح توقع الاحتياجات المستقبلية وتوجيه عمليات الاستقطاب نحو كفاءات تدعم التوسع والتطور، فحين تسعى المنشأة مثلاً إلى دخول أسواق جديدة تلزمها كفاءات متعددة الثقافات ومهارات لغوية متنوعة ما يعزز التوافق بين التوظيف والخطط الإستراتيجية.

تحسين جودة التوظيف

تؤدي خطة التوظيف المدروسة إلى استقطاب مرشحين مؤهلين يمتلكون المهارات المطلوبة للوظيفة ما يسهم في رفع جودة التعيينات وتقليل احتمالات الدوران الوظيفي، وتعتمد هذه الخطة على أدوات تقييم دقيقة واختبارات موضوعية تساعد في اتخاذ قرارات مبنية على الكفاءة وليس الحدس ما يعزز من استقرار بيئة العمل ويدعم الأداء العام للفرق.

تقليل التكاليف والوقت

يساهم وجود خطة توظيف واضحة في تقليص مدة الشواغر وتقليل تكاليف التوظيف من خلال تقنين الخطوات وتحسين فعالية الاستقطاب وتفادي التوظيف العشوائي، ما ينعكس مباشرة على الميزانية التشغيلية ويساعد على ضمان استمرارية العمل بكفاءة دون انقطاع.

تعزيز التنافسية في السوق

تعتمد المنشآت الرائدة على خطة توظيف تمكنها من استقطاب أصحاب المهارات النادرة والمؤهلات العالية ما يعزز قدرتها على الابتكار والمنافسة، إذ ترتكز هذه الخطط على توقع احتياجات السوق واستباق تغيراته واستهداف الكفاءات ذات القيمة المضافة مثل المختصين في الأمن السيبراني أو الذكاء الاصطناعي ما يمنح الشركة ميزة تنافسية طويلة الأمد.

تحسين تجربة المرشح

تعكس خطة التوظيف الاحترافية صورة إيجابية عن المنشأة أمام المرشحين من خلال تنظيم مراحل المقابلة والشفافية في التواصل وتوفير تجربة متكاملة تشجع حتى من لم يتم اختياره على التوصية بالمنشأة لآخرين، ما يدعم العلاقة الوظيفية ويزيد من جاذبية المنشأة في سوق العمل.

تعزيز الاندماج الثقافي

تسهم التوظيف الفعالة في توجيه التوظيف نحو مرشحين يتماشون مع ثقافة المؤسسة وقيمها، ما يسرّع اندماجهم ويعزز ولاءهم ويقلل من التحديات الثقافية داخل الفريق، فتوظيف أشخاص يتشاركون القيم نفسها يضمن استقراراً سلوكياً وتنظيمياً ينعكس إيجاباً على الأداء الجماعي والبيئة المهنية.

الاستعداد للتغيرات المستقبلية

توفر خطة التوظيف بعداً استباقياً للتغيرات المرتقبة عبر تحليل الاتجاهات المستقبلية وتحديد المهارات الناشئة، ما يجعل المنشأة مستعدة لمتغيرات السوق والتكنولوجيا والمنافسة مثل التوسع في توظيف محللي البيانات ومهندسي البرمجيات للتعامل مع متطلبات التحول الرقمي والنمو السريع.

تعزيز الكفاءة التشغيلية

تدعم خطة التوظيف توزيع الأدوار بصورة مدروسة تراعي التوازن بين القدرات الفنية والاحتياجات التشغيلية، ما يقلل من التكرار أو النقص في المهام ويضمن انسجام الهيكل الوظيفي ويسهل التنسيق بين الفرق وتحسين الإنتاجية وكفاءة العمليات اليومية.

8 نصائح لإعداد خطة توظيف فعالة تتماشى مع أهداف الشركة وتضمن اختيار الكفاءات المناسبة

لا يتوقف نجاح خطة التوظيف على وضع الهيكل فقط بل يتطلب إعداداً دقيقاً وتنفيذاً مدروساً، وفيما يلي مجموعة من النصائح العملية التي تعزز فعالية الخطة وتضمن تحقيق أهدافها بواقعية:

1. مراجعة الهيكل التنظيمي وتحليل الوظائف وفق سيناريوهات النمو

يبدأ إعداد خطة التوظيف الفعالة بمراجعة دقيقة للهيكل التنظيمي القائم وتقييم شامل للوظائف الحالية والمتوقعة بما يتماشى مع أهداف النمو والتوسع، لذا حلل الهيكل التنظيمي جيداً لتحديد الفجوات الوظيفية والتداخل في الأدوار وعدد الموظفين في كل قسم، وحدد الوظائف غير المشغولة والفجوات المستقبلية استناداً إلى سيناريوهات النمو التي تخطط لها المنشأة، مثل التوسع الجغرافي أو تطوير منتجات جديدة أو دخول أسواق جديدة ما يستلزم استقطاب كفاءات متخصصة في مجالات بعينها مثل التسويق أو البحث والتطوير.

من المهم أيضاً استخدام أدوات كمية مثل تحليل الفجوات وتقديرات الطلب لتحديد عدد الموظفين المطلوبين في المستقبل بناءً على حجم العمل المتوقع والاحتياطي الإستراتيجي للمهارات، على سبيل المثال عند التخطيط لافتتاح فرع جديد خلال عامين يجب تحليل الوظائف المطلوبة وتقدير العدد المطلوب منها وفق تصورات متفائلة أو متحفظة إضافة إلى مراعاة التغيرات التقنية واتجاهات السوق ومستويات الطلب على الوظائف المستهدفة لضمان جاهزية المنشأة وتحقيق الكفاءة التشغيلية المطلوبة.

2. توزيع الموارد البشرية والمالية وفق الأولويات التنظيمية

ابدأ بتحديد الموارد البشرية والمالية المتاحة عبر جرد شامل يشمل ميزانيات التوظيف المعتمدة والفرق المكلفة بالاستقطاب مثل مسؤولي التوظيف ومديري الموارد البشرية وأطراف الدعم مثل أقسام التسويق والعلاقات العامة، ثم قيّم احتياجات كل قسم بدقة وفق حجم العمل الحالي والمشاريع المستقبلية وحدد الأولويات التنظيمية العليا مثل التركيز على الابتكار التقني أو الدخول في أسواق جديدة أو إعادة هيكلة الإدارات الأساسية، وبعد ذلك خصص الموارد البشرية والمالية بما يناسب الأولويات بحيث تُمنح الأقسام الحيوية التي ترتبط أهدافها بالإستراتيجية العامة ميزانيات أعلى وجهود توظيف أكبر.

على سبيل المثال إذا كانت المنشأة تمر بمرحلة رقمية فيجب زيادة مخصصات التوظيف في الأقسام التقنية وعلوم البيانات، أو إذا كانت هناك حاجة عاجلة لقيادات عليا فالأولوية تكون لتوظيف المديرين التنفيذيين من خلال أساليب دقيقة مثل البحث التنفيذي أو الحملات الإعلانية المستهدفة على المنصات المهنية.

3. الاعتماد على تكنولوجيا إدارة الموارد البشرية

لتحقيق خطة توظيف فعالة، يُنصح بالاعتماد على نظام لإدارة الموارد البشرية مثل جسر الذي يُعد منصة متكاملة تُسهم في تحسين جميع مراحل التوظيف، إذ يوفر نظام تتبع المتقدمين (ATS) الذي يُسهّل إدارة طلبات التوظيف من نشر الإعلانات إلى فرز السير الذاتية وتحديد مواعيد المقابلات ما يُسرّع عملية التوظيف ويُحسّن تجربة المرشحين.​

كما يُقدّم تحليلات الموارد البشرية التي تُتيح إعداد تقارير دقيقة حول مؤشرات الأداء، مثل معدلات الغياب ودوران الموظفين وتكاليف التوظيف، ما يُمكّن من اتخاذ قرارات مستنيرة لإعداد خطة التوظيف المثالية.

ويُوفّر النظام أيضاً ميزة تقييم الأداء إذ يُمكن تحديد أهداف دورية وتقييم الكفاءات وفقها ما يُساعد في تحديد فجوة المهارات والاحتياجات الوظيفية. بالإضافة إلى ذلك يُتيح جسر أتمتة سير العمل في الموارد البشرية ما يُقلّل من المهام اليدوية ويُحسّن الكفاءة التشغيلية ويتيح التواصل مع مختلف الأقسام بسهولة لضمان إعداد وتنفيذ خطة التوظيف الفعالة المعتمدة على بيانات ومعلومات دقيقة وآنية.

4. وضع معايير دقيقة لاختيار المرشحين ومؤشرات أداء لقياس النجاح

لا يقتصر إعداد خطة توظيف فعالة على تحديد الشواغر أو إطلاق الإعلانات بل يتطلب تبني إستراتيجية متكاملة تركز على دقة المعايير الاختيار لتقليص مخاطر التوظيف الخاطئ وتعزيز فرص استقطاب الأشخاص المؤهلين بما يتوافق مع طبيعة الوظيفة وثقافة المؤسسة، كما يجب ربط هذه المعايير مباشرة بالمؤهلات المطلوبة من الناحية التقنية والسلوكية، أو الاعتماد على التوظيف على أساس المهارات إذا كان العمل يتطلب ذلك لضمان الانسجام بين قدرات الموظف وتوقعات الدور المنوط به، ويمكن التركيز وفق طبيعة الوظيفة على:

  • المؤهلات الأكاديمية والخبرة العملية المتخصصة.
  • المهارات الفنية التي تضمن الجاهزية التقنية. 
  • الكفاءات السلوكية مثل القيادة والتعاون وحل المشكلات.
  • القدرة على التكيف والتعلم والتطور المستمر.
  • اعتماد نماذج تقييم متقدمة تشمل اختبارات حل المشكلات ودراسات الحالة والتقييمات النفسية التي تتيح قراءة دقيقة لقدرات المتقدمين في مواقف حقيقية.

إضافة للمعايير لا بد من استخدام مؤشرات الأداء الأساسية KPIs لمتابعة أثر قرارات التوظيف وتحديد نقاط القوة والضعف في العمليات، مثل:

  • وقت التوظيف: يعكس عدد الأيام من لحظة نشر الإعلان حتى توقيع العقد النهائي، إذ يؤثر هذا المقياس على مدى كفاءة سير العملية ويساعد في تقليص الوقت الضائع.
  • تكلفة التوظيف: تتضمن جميع النفقات المتعلقة بالإعلانات والاختبارات والمقابلات وأجور الاستشاريين وتقنيات التوظيف، ويجب أن تبقى هذه الكلفة في نطاق معقول يتناسب مع جودة المرشح الذي تم تعيينه.
  • جودة التوظيف: يمكن قياسها من خلال أداء الموظف خلال أول 90 يوماً من استلامه للعمل ومقارنته بتوقعات الوظيفة والتفاعل مع الفريق والمساهمة في الأهداف.
  • معدل الاحتفاظ: يعكس قدرة المنشأة على الحفاظ على الموظفين الجدد، ويؤشر على جودة مطابقة الاختيار بين الشخص والمؤسسة ومدى الرضا والتوافق والولاء.

5. استخدام الأسئلة الإستراتيجية لتوجيه وتحسين خطة التوظيف

في كل مرحلة في خطة التوظيف من المفيد أن تطرح المؤسسة على نفسها مجموعة من الأسئلة الذكية. مثل هل القنوات المستخدمة للإعلان عن الوظائف فعالة فعلاً؟ هل هناك وظائف حرجة لم تجد كفاءات مناسبة بعد؟ هل لدينا إمكانيات داخلية نستطيع تطويرها بدل التوظيف من الخارج؟ وهل نحتاج لتوظيف دائم أم حلول أكثر مرونة مثل العقود المؤقتة؟ هذه الأسئلة تفتح المجال لتحليل أعمق وتحديد أهداف دقيقة توجه الخطة بناءً على معطيات حقيقية ترفع من كفاءتها وتقلل من الهدر أو الخطأ في التقدير.

6. إشراك كافة المعنيين في خطة التوظيف

إشراك أصحاب المصلحة في خطة التوظيف يُعدّ من العوامل الحيوية التي تسهم في تعزيز فعالية وكفاءة عملية التوظيف داخل المنشآت، ومن أصحاب المصلحة المعنيين في هذا السياق الإدارة العليا ومديري الموارد البشرية ورؤساء الأقسام والموظفين الحاليين وأحيانًا الشركاء الخارجيين وغيرهم، إذ يساهم هذا الإشراك في ضمان التوافق بين احتياجات الأقسام المختلفة والأهداف العامة للمنشأة ويضمن دقة وفعالية في اتخاذ القرار وتوزيع الموارد.

إضافة لتوفير فهم أعمق لطبيعة الوظائف والمهارات المطلوبة من خلال إشراك الموظفين الحاليين ومديري الأقسام في تقديم رؤى عملية ومباشرة عن التحديات اليومية ومتطلبات الأداء، ما ينعكس على تحسين دقة الأوصاف الوظيفية واستقطاب مرشحين أكثر ملاءمة، كما يعزز من الشفافية ويقلل من احتمالية اتخاذ قرارات متسرعة أو متحيزة عند التقييم بفضل مشاركة عدة أطراف في العملية.

يمكن تحقيق إشراك فعّال عبر خطوات عملية تشمل تنظيم ورش عمل تشاركية تجمع القيادة والإدارة وفرق الموارد البشرية لتحديد الاحتياجات وتنسيق الأهداف، وفتح قنوات لتبادل التغذية الراجعة في الوقت الحقيقي، وإشراك مديري الفرق في المقابلات لتعزيز توافق المرشحين مع بيئة العمل.

7. دمج التنوع والمساواة والشمول في الخطة

في ظل التحول نحو بيئات عمل أكثر عدالة وابتكاراً بات دمج التنوع والمساواة والشمول في خطط التوظيف ضرورة إستراتيجية للمنشآت السعودية، فالفرق المتنوعة غالباً ما تتميز أكثر في الأداء واتخاذ القرار وفهم الأسواق.

ولتحقيق هذا لا بدّ من إعادة صياغة الأوصاف الوظيفية بلغة شاملة ومحايدة، والتركيز على الكفاءات بدلاً من الشروط الشكلية، كما يُنصح بتوسيع قنوات التوظيف لتشمل منصات وجمعيات تدعم الفئات غير الممثلة في العمل.

كما أن تطبيق المقابلات الممنهجة والتقييم العادل للسير الذاتية وتدريب فرق التوظيف على التحيز اللاواعي يساهم في رفع العدالة وتقليل الانحيازات، كما يتطلب ذلك التزاماً من الإدارة العليا وثقافة مؤسسية تدعم الشعور بالانتماء وتعزز من استبقاء المواهب، ما يمكّن من ترجمة خطة التوظيف إلى فرق أكثر إنتاجية ومكانة تنافسية أقوى في سوق العمل.

8. خذ الإحالات في الاعتبار وكن مبدعاً بشأنها

تُحقق الإحالات أو التوظيف بناء على توصيات من الموظفين الحاليين نتائج متقدمة في جودة المرشحين وسرعة التوظيف مقارنة بالطرق التقليدية، إذ أن الموظفين المُحالين غالباً ما يندمجون بسرعة ويظلون في وظائفهم لفترات أطول، كما يتوافقون ثقافياً مع بيئة العمل بنسبة أعلى، لذلك فإن تضمين الإحالات في خطة التوظيف يُعد قراراً يُعزز من فعالية العملية بأكملها.

ولبناء برنامج إحالات فعال يجب أولاً تحديد أهداف واضحة، مثل زيادة نسبة التوظيف عبر الإحالات أو تقليل وقت التوظيف، وتقديم نظام حوافز ذكي يتضمن مكافآت مالية أو إجازات إضافية للموظفين الذين يرشحون معارفهم ذوي الخبرة والمهارة للعمل، أو يمكنك إنشاء منصة رقمية داخلية للموظفين لتقديم إحالاتهم وتتبعها خاصة إذا كانت مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة الوظائف بسهولة، ويمكن أيضاً توسيع قاعدة الإحالات لتشمل الموظفين السابقين والعملاء والشركاء التجاريين ضمن برامج إحالة ممتدة. 

ولضمان فاعلية الإحالات وتحقيق أهدافها لا بدّ من مراقبة الأداء وتحسينه بانتظام باستخدام مؤشرات مثل نسبة التوظيف من الإحالات ومعدل الاحتفاظ بالمحالين والرضا الوظيفي لهم.

 

ختاماً تُعدّ خطة التوظيف أداة إستراتيجية لا غنى عنها لضمان توافق الكفاءات مع أهداف المنشأة وتحقيق نمو مستدام، ويمكن من خلال الفهم العميق للهيكل والمراحل والنصائح المطروحة إعداد خطة توظيف فعالة تتيح بناء فرق قوية تدعم رؤيتها وتتفوق على تحديات السوق ويرسّخ ثقافة أداء عالية ترفع من تنافسية المنشأة وتضمن استمراريتها.

اقرأ أيضًا على مدونة جسر

الاشتراك-في-نشرة-جسر-HR-البريدية

اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية