2025
يناير
2
آخر تحديث
التضخم في المسميات الوظيفية: التأثيرات والتحديات في بيئة العمل الحديثة
على مر السنوات كانت قائمة المسميات الوظيفية في الشركات محدودة وتقليدية مثل المدير العام والمدير المالي ومندوب المبيعات وغيره، ومع تطور الاقتصاد والتكنولوجيا وكثرة الوظائف ظهرت مجموعة واسعة وجديدة من المسميات الوظيفية التي تعكس تفاعل المؤسسات مع التغييرات في السوق والمجتمع والتحولات السريعة في طريقة العمل والتنظيم واعتماد التكنولوجيا الرقمية، مثل استشاري المبيعات ومسؤول الالتزام.
ولكن مع احتدام المنافسة وسعي الشركات لجذب المواهب أو تحسين صورتها، ظهر ما أصبح يطلق عليها بظاهرة «تضخم المسميات الوظيفية» التي شكلت معضلةً تواجه الأفراد والشركات على حد سواء، فأدت إلى فجوة بين المهارات والمسؤوليات الفعلية وخلقت إرباكاً داخل الهيكل التنظيمي وأعاقت التقدّم المهني الحقيقي.
فما المقصود بتضخم المسميات الوظيفية؟ وما هي الأسباب التي تدفع الشركات إلى اعتماد هذا الأسلوب؟ وما هي سلبياته وطرق معالجته؟
نتناول في السطور التالية:
- ما هي المسميات الوظيفية؟
- ما أهمية المسميات الوظيفية في عمل المؤسسات والشركات؟
- ما المقصود بتضخم المسميات الوظيفية في المؤسسات؟
- ما هي الأسباب التي تدفع الشركات إلى تضخيم المسميات الوظيفية؟
- ما هي عيوب وأخطار تضخم المسميات الوظيفية؟
- ما هي البدائل والحلول الممكنة لمعالجة ظاهرة تضخم المسميات الوظيفية؟
ما هي المسميات الوظيفية؟
المسمى الوظيفي هو العنوان الرسمي الذي يُمنح للموظف أو الوظيفة داخل مؤسسة أو شركة، ويعكس طبيعة الوظيفة التي يؤديها الفرد إلى جانب دوره في الهيكل التنظيمي، وتُستخدم المسميات الوظيفية أداةً لتعريف المهام والمسؤوليات الموكلة لكل موظف، وتعطي تصوراً لمستوى المسؤولية والخبرة المطلوبة، كما تعكس المسميات تحولات السوق والعمل المعاصر إذ تُصمم لتعكس تعقيد الأدوار وتنوعها مع التطورات الثقافية والتقنية، وتُعد جزءاً من إستراتيجيات الإدارة كما تُستخدم في تحديد الرواتب وتخطيط المسارات المهنية.
ما أهمية المسميات الوظيفية في عمل المؤسسات والشركات؟
تلعب المسميات الوظيفية دوراً مهماً في تحديد مسؤوليات الموظف وموقعه داخل المؤسسة، وتوفر وضوحاً حول نطاق العمل والتسلسل الوظيفي والمساهمات المتوقعة، ويمكن إجمال أبرز النقاط التي تستخدم فيها الشركات المسميات الوظيفية بالتالي:
1. توضيح المسؤوليات والصلاحيات
تلعب المسميات الوظيفية دوراً حيوياً في توضيح مسؤوليات الأفراد داخل المؤسسات والأدوار الموكلة لكل منهم، ما يضمن توزيعاً واضحاً للمهام ويوفر إطاراً منظمًا يمنع تداخل الصلاحيات ويقلل من احتمالات النزاع حول المهام.
2. تحديد نطاق الراتب والمزايا
ترتبط المسميات الوظيفية بمتوسط الأجور كونها تُظهر مستويات الخبرة والمسؤولية داخل المؤسسة فتعطي تصوراً عن نطاق الراتب والتعويضات والمزايا الممنوحة، ما يسهم في تحقيق الشفافية والعدالة بين الموظفين ويدعم القدرة على إجراء مقارنات خارجية مع السوق وتحليلات دقيقة للرواتب لضمان التنافسية.
3. تحسين التوظيف والاحتفاظ بالمواهب
عبر مساعدة المنشآت على استهداف المرشحين المناسبين بناءً على أدوار واضحة ومحددة، كما تسهل العناوين الموحدة والدقيقة للوظائف إيجاد المتقدمين الإعلانات الوظيفية وجذب أفضل المواهب والكفاءات للتقديم عليها، كما تشجع الموظفين أيضاً على البقاء وتعزيز انتمائهم للمؤسسة.
4. دعم المسار المهني والتطور الوظيفي
رسم مسارات واضحة للتطور المهني داخل الشركة، إذ يصبح بإمكان الموظفين رؤية فرص الترقية داخل المنظمة بوضوح والربط بينها وبين التقدم في المسؤوليات والزيادة في الرواتب والاعتراف بالجهود المبذولة، ما يدفع الأفراد إلى تحسين مهاراتهم واكتساب الخبرات اللازمة للوصول إلى المناصب الأعلى.
5. تنظيم الهيكل التنظيمي وتسهيل التواصل بين الأقسام
تسهل المسميات الوظيفية تنظيم هيكل الشركات وتصنيف الأدوار المختلفة فيها، كما تضمن عدم التعارض الوظيفي وتحسّن التعاون بين الفرق والأقسام المختلفة عبر توجيه الطلبات والاستفسارات إلى الشخص المناسب سواء بين الموظفين أو عند التعامل مع العملاء أو الشركاء الخارجيين.
6. أداة فعالة لتقييم الأداء
تُستخدم المسميات الوظيفية مرجعاً لتقييم الأداء وتحديد نطاق المسؤوليات والإنجازات فتساعد المدراء ومسؤولي التقييم على وضع مؤشرات الأداء وقياس الكفاءة وتحسين توزيع المهام وفقاً لقدرات الموظفين.
ما المقصود بتضخم المسميات الوظيفية في المؤسسات؟
التضخم في الألقاب الوظيفية Job Title Inflation والمعروف أيضاً بزحف المسميات الوظيفية، هو منح الموظفين عناوين وظيفية تبدو أكبر وأهم من واقع مسؤولياتهم ومهاراتهم الفعلية، وغالباً ما يتم ذلك دون زيادة الواجبات أو السلطة أو الرواتب.
ومن أشكال هذا التضخيم إضافة كلمات توحي بأهمية المسمى الوظيفي مثل مدير أو المسؤول الرئيسي إلى العناوين الوظيفية لمناصب مبتدئة أو متوسطة على سبيل المثال وصف محلل البيانات بلقب كبير محللي البيانات، أو من خلال الألقاب غير الواقعية لوصف أدوار بسيطة أو غير متخصصة مثل بطل سعادة العملاء بدلاً من مسؤول خدمة العملاء، أو خلق مناصب صورية مثل مدير تنفيذي مشارك لتقديم تصور عن نمو داخلي في الشركة رغم عدم وجود أية مسؤوليات إضافية.
ما هي الأسباب التي تدفع الشركات إلى تضخيم المسميات الوظيفية؟
أصبحت ظاهرة تضخم المسميات الوظيفية ممارسة شائعة بين الشركات في مختلف القطاعات والصناعات بوصفها أداةً تسعى من خلالها الشركات لتحقيق أهداف متعددة مثل:
1. جذب المواهب في أسواق العمل التنافسية
تُستخدم المسميات الوظيفية المبهرجة لجذب الانتباه وجعل الوظائف تبدو أكثر أهمية ما يساعد في استقطاب المرشحين خاصة في القطاعات التي تواجه نقصاً في الكفاءات مثل التكنولوجيا والصحة، كما يعمل تضخيم المسميات الوظيفية على تحسين جاذبية الإعلانات الوظيفية في أسواق العمل التي تشهد منافسة شديدة فينجذب المرشحون للعمل إلى وظائف تحمل مسميات مرموقة حتى لو كانت طبيعة العمل أو الأجر لا تختلف كثيراً عن السوق، فاللقب الوظيفي غالباً ما يعطي إحساساً بالرقي الاجتماعي والمكانة المهنية.
2. تعزيز رضا الموظفين والاحتفاظ بهم
ترفع المسميات الوظيفية المرموقة الروح المعنوية للموظفين، فعندما يشعر الموظف بأن مسماه الوظيفي يعكس أهميته ومساهمته في الشركة تزداد ثقته بنفسه ويزداد شعوره بالرضا والانتماء والتقدير ما يُترجم إلى أداء أعلى يندفع الموظفون من خلاله إلى العمل بإبداع واحترافية أكبر لإثبات استحقاقهم لهذا التقدير.
3. تجنب التكاليف الإضافية
يلجأ أصحاب الأعمال إلى تغيير المسميات لإعطاء الموظفين شعوراً بالتطور الوظيفي دون الحاجة إلى زيادة الأجر أو تقديم ميزات إضافية ما يخفض من التكاليف ويسمح للشركات بالالتفاف على التكاليف المتعلقة بالساعات الإضافية عبر إعادة تصنيف الموظفين مديرين أو مسؤولين تنفيذيين.
كما يسهم تضخم المسميات الوظيفية في تقليل دوران الموظفين، إذ إن الموظف الذي يشعر بالرضا الوظيفي والتقدير أقل عرضة للبحث عن فرص عمل بديلة، وأكثر رغبة في البقاء والمساهمة في نمو الشركة، ما يعزز استقرار فريق العمل ويُخفض التكاليف المرتبطة بعملية التوظيف والتدريب.
4. تحسين الصورة العامة للشركة وتعزيز العلامة التجارية
تُستخدم المسميات الوظيفية المضخمة لكسب المصداقية وتعزيز ثقة العملاء في الموظفين، فالعميل غالباً ما يكون أكثر قناعة بالتعامل مع موظف في منصب عالٍ لذا تعمد الشركات إلى تسمية بعض الوظائف المتوسطة باسم نائب رئيس أو مسؤول لتحسين تصورات العملاء وزيادة الثقة.
كما تُعد المسميات المبهرة أداة لتسويق الشركة بوصفها مكان عمل متطور ومبتكر، فالشركات الناشئة على وجه الخصوص تُفضل استخدام مسميات مثل رئيس الابتكار أو مسؤول الرؤية الرئيسي لإبراز ثقافة عمل مستقبلية وديناميكية تبدو أكثر قوة واستقراراً أمام المستثمرين والعملاء، ما يوجه رسالة مزدوجة للسوق أولاً بأنها لاعب جاد في مجال الصناعة التي تعمل بها، وللموظفين ثانياً بأنهم جزء من شيء مثير ومبتكر.
بالتالي، لا تقتصر المسميات الوظيفية على وصف الأدوار؛ بل هي أدوات تسويقية تعكس قيم الشركة وطموحاتها ومكانتها في السوق.
5. التكيف مع السوق أو التطورات الثقافية
تعيد الشركات صياغة بعض المسميات الوظيفية التقليدية للتخلص من الصور النمطية للوظيفة ولتبدو أكثر حداثة واحتراماً، على سبيل المثال بعض المسميات الوظيفية في السعودية تستبدل وصف عامل النظافة بمسمى مسؤول بيئي أو مسؤول النظافة والبيئة ما يرفع مكانة الدور اجتماعياً ويعزز جاذبية الوظيفة، كما أن بعض الشركات قد تجد نفسها مجبرة على اعتماد هذه الإستراتيجية لمواكبة المنافسين خاصة في الأسواق التي تعتمد على المسميات الرفيعة معياراً للمكانة المهنية والاجتماعية.
6. تبسيط الهياكل التنظيمية
تلعب المسميات الوظيفية التضخيمية دوراً في تبسيط وتوضيح الأدوار الوظيفية داخل المؤسسات ذات فرق العمل الصغيرة، على سبيل المثال، عندما يُطلَق على موظف في فريق صغير لقب مدير تسويق فإنه يحدد بوضوح دوره ومسؤولياته، ليس فقط داخل الفريق ولكن أيضاً عند التعامل مع الأطراف الخارجية مثل المستثمرين أو العملاء، كما يساعد هذا التوضيح على تحسين فعالية التواصل وتقليل الغموض حول من يتحمل المسؤولية في مجالات معينة.
7. تلبية تطلعات الأجيال الجديدة
يتميز الجيل الجديد خاصة جيل Z بطموحه الكبير وسعيه المستمر لتحقيق التقدم المهني والوصول إلى المناصب القيادية بوتيرة أسرع من الأجيال السابقة، فهذا الجيل الذي نشأ في عصر التكنولوجيا السريعة والتغيرات المتلاحقة يتوقع أن تُواكب بيئات العمل تطلعاته العالية إذ يعتبر 34% منهم أن الترقية هي الدافع الرئيسي في العمل، يليها العمل ذو المغزى ثم زيادة الرواتب.
لذا تلعب إستراتيجية تضخم المسميات الوظيفية دوراً مهماً في جذب المواهب الشابة والاحتفاظ بها عبر إعطاء الشعور بأنهم يحققون تقدماً مستمراً عبر توفير مسميات وظيفية تعكس ذلك التقدم.
ما هي عيوب وأخطار تضخم المسميات الوظيفية؟
على الرغم من أن ظاهرة تضخيم المسميات الوظيفية تبدو وسيلة لتحفيز المعنويات وتحسين الصورة العامة، إلا أنها غالباً ما تحمل آثاراً سلبية على الأفراد والمنظمات وحتى الصناعات، ومن أبرز عيوبها:
خلق فجوة بين المهارات والمسؤوليات
تضخم المسميات الوظيفية يؤدي إلى فجوات بين المهارات الفعلية للموظفين ومسؤولياتهم، فيجد الموظفون أنفسهم يتحملون مهام تفوق قدراتهم أو على العكس قد يكون الموظف يحمل مهارات وكفاءات تفوق المنصب الوظيفي والخدمات التي يقدمها حالياً للعمل، وهو ما يتسبب في حالة من الإحباط والضغط النفسي ويؤدي إلى انخفاض الكفاءة التشغيلية.
ضعف التعاون والتأثير على ثقافة العمل
يمكن أن يسبب الموظفون ذوو الألقاب غير المطابقة لقدراتهم ارتباكاً وصراعات داخلية تجعلهم غير قادرين على التفاعل الفعال مع الزملاء أو فرق العمل، ما يؤدي إلى تعطيل عمليات اتخاذ القرار وتوزيع المهام أو توجيه الفريق، ويضر بثقافة العمل وقدرة المنظمة على الابتكار أو تحقيق أهدافها الإستراتيجية.
فقدان الثقة بالشركة
يَظهر تآكل الثقة الداخلية بوضوح عندما يُلاحظ الموظفون أن المسميات الوظيفية تُمنح دون اعتبار للجدارة أو الأداء وأن معايير التقييم غير عادلة، ما يعزز مشاعر الإحباط والاستياء ويُشعر الموظفين المجتهدين بأن جهودهم غير مقدرة فيميلون إلى التركيز على حماية مصالحهم الشخصية بدلاً من المساهمة في تحقيق الأهداف الجماعية، ومع مرور الوقت تصبح المنظمة أقل جذباً للمواهب والكفاءات المميزة.
إعاقة نمو الموظفين
تضخم المسميات الوظيفية في الشركات له تأثيرات طويلة الأمد على مسارات التطور المهني للموظفين إذ يصبح من الصعب عليهم التراجع إلى أدوار أدنى أكثر توافقاً مع مهاراتهم. كما يفرض التضخم في الألقاب الوظيفية تضارباً بين اللقب والخبرة يحد من فرص الموظف عند التقدم لوظيفة جديدة، على سبيل المثال عند تقدم موظف يحمل لقب مدير تنفيذي في شركة صغيرة للعمل في منصب مشابه في مؤسسة كبرى فقد يتم رفضه بسبب افتقاره للخبرة المطلوبة لهذا الدور وفق معايير الشركات الضخمة، وهو ما يجعل الموظفين المتأثرين بتضخم الألقاب أقل تنافسية في سوق العمل أمام مرشحين آخرين لديهم ألقاب متواضعة ولكن خبراتهم أكبر وأعمق.
تشويه مسارات التدرج الوظيفي
يؤدي تضخم المسميات الوظيفية إلى عدم وضوح التطور الطبيعي للمسار المهني الذي يعكس اكتساب المهارات وتحمل المسؤوليات تدريجياً، فيؤدي منح ألقاب متقدمة قبل الأوان إلى تخطي المراحل اللازمة لتكوين خبرات حقيقية، ما يترك الموظف غير مستعد لتحديات الأدوار العليا. كما يحدُّ المسمى المتضخم من تطوير مهارات الموظف بسبب تجاهل الإدارة لتدريبه ظناً بأنه تجاوز هذه المرحلة.
تحديات في جذب الكفاءات والاحتفاظ بالمواهب
يُحدث تضخم الألقاب الوظيفية تحديات كبيرة في التوظيف والاحتفاظ بالمواهب داخل الشركات فهو يؤدي إلى جذب مرشحين يعتقدون أن الأدوار أكثر أهمية من الواقع ليكتشفوا لاحقاً أن المهام والمزايا أقل من توقعاتهم، ما يسبب استياءهم ويدفعهم للاستقالة، أو قد يتسبب في إبعاد مرشحين مؤهلين يشعرون بعدم توافق متطلبات الدور مع مهاراتهم، ومن ناحية أخرى فإن الألقاب المبالغ فيها تعزز الشعور بعدم المساواة بين الموظفين وترفع معدلات الدوران الوظيفي ما يؤثر على استقرار المؤسسة وفعاليتها.
التسبب في تعقيدات تنظيمية وقانونية
تصبح الأدوار والمسؤوليات بسبب تضخم الألقاب الوظيفية غير واضحة فيصعب على الموظفين فهم من يملك سلطة اتخاذ القرار، ما يؤدي إلى ضعف في كفاءة العمليات الداخلية وتعطيل سير العمل، إضافة إلى ذلك عند توسع الشركة أو إعادة هيكلتها، تواجه الإدارة تحدياً كبيراً في خفض المسميات وتعديلها.
كما يؤدي تضخم المسميات الوظيفية إلى مخاطر على الصعيد القانوني بسبب تضليل العملاء أو الجهات التنظيمية حول خبرات الموظفين الفعلية خاصة في الصناعات التي تعتمد على الامتثال للقوانين والتنظيم الدقيق، مثل القطاع المالي.
زيادة التكاليف
يؤدي تضخم المسميات إلى رفع توقعات الرواتب في سوق العمل فيطالب الموظفون برواتب أعلى بناءً على ألقابهم، ما يسبب ضغوطاً مالية إضافية على الشركات ويزيد من تكاليف التوظيف والاحتفاظ.
إذا كنت مهتما بالاطلاع على أحدث المعلومات حول متوسط الرواتب وتغيّرات الأجور في السعودية، ننصحك بتحميل تقرير الرواتب الشامل من جسر الذي يقدم تحليلاً شاملاً وموثوقًا لسوق العمل في المملكة.
صعوبة التقييم
عندما يُمنح الموظف لقباً مضخماً دون تعديل في مسؤولياته أو توقعاته تصبح مقاييس الأداء غير ملائمة للمسمى ما يدفع المديرين إلى الاعتماد على مقارنات غير دقيقة أو معايير عامة قد لا تكون ذات صلة بالدور، وقد تؤدي هذه الفجوة إلى تقييمات غير عادلة سواء بإعطاء الموظف تقييماً إيجابياً دون تحقيق إنجازات حقيقية أو سلبية دون فهم حقيقي لتفاصيل دوره.
ما هي البدائل والحلول الممكنة لمعالجة ظاهرة تضخم المسميات الوظيفية؟
تتطلب معالجة تضخم المسميات الوظيفية في المؤسسات اعتماد حلول منهجية تحقق التوازن بين التنظيم المنهجي الصحيح وتعزيز التحفيز والفعالية في بيئة العمل، ومن أبرز الحلول الممكنة للتعامل مع هذه الظاهرة:
1. تحديد معايير واضحة للمسميات الوظيفية
إنشاء معايير واضحة ومحددة ترتبط بمستوى الخبرة والمؤهلات والمسؤوليات لوضع الوصف الوظيفي الصحيح لكل منصب بما يعكس المهام الفعلية والمهارات المطلوبة، وتجنب تضخيم المسميات دون مبررات موضوعية لبناء هيكل تنظيمي متوازن.
2. التركيز على وصف الوظيفة بدلاً من المسمى
يتم ذلك عبر تعزيز قيمة المهام وتسليط الضوء على الدور الحقيقي لكل موظف ضمن أدلة تنظيمية واضحة تحدد طبيعة كل وظيفة وكيف يمكن أن تساهم في تحقيق أهداف الشركة.
3. إنشاء هيكل تنظيمي واضح
تصميم هيكل تنظيمي يعكس التسلسل الوظيفي بوضوح بحيث يعرف كل موظف مكانه ومسؤولياته بدقة، مع ضمان تطابق الألقاب مع الأدوار الفعلية.
4. تعزيز الشفافية في سياسات التوظيف والتقييم
توضيح المتطلبات بدقة في إعلانات الوظائف بما يتضمن المسؤوليات الحقيقية والمزايا المتوقعة، ووضع معايير أداء قابلة للقياس لكل منصب وظيفي تُسهل عملية التقييم العادل وتمنع التضليل.
5. وضع نظام ترقيات يعتمد على الأداء
وضع مسارات مهنية محددة تربط بين اكتساب الخبرة وتحقيق ترقيات ملموسة، والتأكد من أن الترقيات والمسميات الجديدة تُمنح بناءً على أداء الموظف وإنجازاته، وتقديم مكافآت مادية ومعنوية بدلاً من الاعتماد على تضخيم الألقاب الوظيفية وسيلة للاعتراف بمساهمات الموظفين.
وسواء كنت تعمل على تعيين المواهب المناسبة أو تطوير فريقك الحالي فيمكنك الاطلاع على دليل مفصل للأوصاف الوظيفية من جسر النظام الأمثل لإدارة الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية والذي يوفر لك معلومات دقيقة ومفصلة حول المهام والمؤهلات والمهارات والتدرجات الوظيفية لكل مسمى وظيفي في سوق العمل السعودي.
وفي الختام نجد أن المسميات الوظيفية تمثل ركيزة أساسية لنجاح المؤسسات في تنظيم أدوارها ودعم تطلعات موظفيها وتعزيز جاذبيتها في سوق العمل، ومع ذلك فإن الإسراف في استخدامها من خلال تضخيم الألقاب الوظيفية قد يؤدي إلى مشكلات تنظيمية وأخلاقية تؤثر على أداء الأفراد والمؤسسة، لذا تحتاج الشركات إلى تطبيق سياسات واضحة تعتمد على معايير دقيقة وشفافة للمسميات الوظيفية مع التركيز على تطوير الكفاءات الحقيقية وتحقيق التوازن بين الطموح المهني والتنظيم المنهجي.
اقرأ أيضًا على مدونة جسر
اطلع على جديد الموارد البشرية والحلول التقنية التي يقدمها نظام جسر بالاشتراك في نشرتنا البريدية
ابدأ الآن مع جسر
اطلب العرض التوضيحي الخاص بك